الفصل السابع عشر

12 2 0
                                    

لقد أوقعت بك !

ملاحظة: الرواية ليست للنسخ و الاقتباس و الترجمة و غيرها.

سوزان

(( وأخيرا على هذا النحو، يمكن رؤيتها و الشعور بها، ارفعوا قبعاتكم أيها السادة !.)) و أخذ يقرأ الجملة بخيلاء.(( في صباح يوم جميل من أيام شهر آب، كانت فارسة رشيقة تجول في ممرات غابة بولونيا المليئة بالأزهار على صهوة فرس عظيمة دهماء)). و لكن عندما قرأ هذه الجملة بصوت مرتفع أحس بوقع سيئ لنغمتها بسبب الإضافات الثلاث التي في نهايتها، فتمتم قليلا، و جلس مهموما، ثم طلب من الطبيب الاذن بالانصراف. لأنه في حاجة إلى أن يفكر قليلا.

يا ترى أيها العجوز غران ! متى ستصل إلى الوصف الدقيق الذي في مخيلتك و تنقله كما هو إلى القراء، و كم من كلمة ستعدلها كي لا تربكك الكلمات و الأوصاف الناقصة المعاني, يا لإبداعك أيها العجوز غران، أنا لا أعدل في كلماتي سوى نادرا، أو عندما أجد خطأ من نوع ما، هذه الدقة التي ربما لن أصل إليها أبدا، أو إلى حتى مستوى ألبير كامو الذي قال ذلك على لسان أحد الشخصيات في كتاب: ﴿الطاعون﴾ الذي أقرأه في الهاتف لعدم استطاعتي شراءه.
تبا لك ماريا !، تبا ! لك أنت و لاستهتارك.

لا تهمني أشكال الفاصلة، هي سواء لديّ و المنقوطة و غيرها.

فلأعد بمخيلتي إلى ألبيرتو العزيز و لأكمل هذه الرواية التي تأبى الانتهاء لأكتب بقلمي الأزرق نواقصها:

كانت السماء في أوج زرقتها على غير المعتاد، محيطة بألبيرتو كغشاء أسود متقطع صعب التفسير، جنّ ألبيرتو .. ألبيرتو المسكين … أيها التعيس، تحيط بك، لا ..! بل تحاصرك أسوار من فولاذ قوي تخشى لمسه، تخشى أن يصيبك بشرارة كهربائية، خاصة و أنت كالجرو المبلل، الذي غرق في عرقه، وحيدا في مكان مجهول، وحيدا بين أشجار الغابة البرازيلية، بين النباتات شديدة الخضرة ذات الأشكال المتقنة، كلوحة فنية رسمت بإتقان، و ذلك الاتقان ليس سوى تمويه عن الحقيقة المنسية، و التي لن تدركها أبدا يا ألبيرتو، لأنني، و بكل بساطة … لا أريد ذلك.
آ .. أيها التعيس ألبيرتو، آخ. لو كنت دقيق الملاحظة ذلك اليوم و حسب، تستحق ذلك، فقد بوغتت في حين غرة، عندما أرخيت دفاعاتك الصلبة المتينة، بسبب مشاعرك الفياضة يا ألبيرتو.
تاق القلب لبعض الإثارة..
و تاق العقل لغلق القضية الجبارة..
و سئم المنطق من التفسير …
و تعب من التحذير…
ملّ من التأخير…
و اضمحل من كثر التفكير…

يا لقسوتك يا ألبيرتو. ألبيرتو الغريب المحاط بالطبيعة اللازوردية، و قد حلت عليه الظلمة، و هو في عتمة، لا يملك لمعة، تُردي البلاهة بدمعة، الحمق بخزي و الجهل بزوبعة، و الجبن بفرقعة. الجبن.. إنه الآن يشعر بالجوع و يتوق لقطعة من الجبن الطازج.
و مرة أخرى يا لغباءك يا ألبيرتو.

توليب (للكاتبة أسماء هارون)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن