الفصل العاشر

24 2 0
                                    

الماضي2

ملاحظة: الرواية ليست للنسخ أو الإقتباس و الترجمة و غيرها

هذا الماضي يتحدث عن رشا الجزء الأول منه

حسنا لا شيء يسير في هذه الدنيا بمحض الإرادة و كأنها حركة لا إرادية و من غير الممكن أن يكون الدماغ تحديدا القشرة المخية مركزا عصبيا مسؤولا فيها، بل النخاع الشوكي، كما يعلم الجميع أن النخاع الشوكي هو عبارة عن ممر في الحركة الإرادية إلا أنه مركز عصبي في الحركة اللا إرادية، كما هي الحياة إلا أنه يختلف في عدم وجود مركز، فلو كان موجودا لتدفق عليه سيل من الإتهامات و الكره و البغض و الحقد أو تم حتى تبديده بنظرة كره واحدة و لكن القدر حتى لو اشتدت الويلات لا ينكسر فالحقيقة في الأخير ظاهرة و هبُّ الريح مُرجع الماضي هنا لا محالة.

لطالما كرهت الجميع، كلهم حثالة العالم يكرهون الأطفال، يدمرون أحلامهم البسيطة لتتجلى في غياهب النسيان مع الأحلام الصعبة و المستحيلة المنال.... تلك الأحلام الصغيرة التافهة بالنسبة لهم.... إلا أنها أكثر شيئ مهم يأخذ مكانة كبيرة لديهم... مع ذلك تتعرض للإندثار و الذهاب في مهب الريح... ربما كان عليهم أن يفهموني أفضل؟... أو على الأقل أن يتحدث أحدهم معي و يشرح الحبكة الغير مفهومة و اللاّواضحة  في ثنايا و ستار ما يجودون به من ألم... و لكن لا أحد يفعل ذلك... فقط كل ما يجيدونه هو اللوم و اللوم لا أكثر دون إعطاء الذرائع حتى و إن كان ذلك معنويا... هل هذه هي حياتي؟... هل سأبقى هكذا؟... هل سيدوم ذلك طويلا؟... هل ستهجرني أحلامي كما هجرني أقرب الناس إلي؟... أحلام؟... لا يمكن لي التمسك بوعودها إذا ما هجرني الأقرب فكيف هي؟... يُدَعُّونني نحو الهاوية دعًّا... هل هذا كل شيئ؟... فقط؟... لا شيئ؟... مجرد أسئلة.... و لا توجد إجابة... أسئلة ذات علامة استفهام غليظة و معنى جاف و مقتدر في نفس الوقت... مع ذلك لا استجابة... حتى و إن كانت فهي غير مقنعة أو غير كافية...أو حتى لا معنى لها... هل أترك كل شيئ ورائي و أهرب؟... أوه.... هذا سؤال آخر لا إجابة له حتى و إن كان ذلك بيدي إلا أنه ليس بيدي...فحتى الهرب قد صار خيارا مستحيلا مستميتا... والدي العزيز... والدتي العزيزة.... أخي الحبيب... هل تحبونني لهذه الدرجة الكبيرة لإعطائي حياة مؤلمة هكذا؟... حياة لا يمكن وصفها بإسمها هذا... فالحياة أمل... عطاء... حب... مع كل المشاعر الرائعة... كما لا يعني ذلك أنها خالية من الهموم و الحزن... كما أنها حاليا لا تأتي إلي سوى بالحزن الشديد الذي يجعل القلب ينفطر بطريقة هستيرية دبلوماسية... و هكذا يتفتت قطعا قطعا ثم جزءا جزءا و من بعد ذلك ذرة ذرة إلى أن يصير لا شيئ
أو ربما.... لا أعلم هل هنالك جزء أصغر من الذرة؟ هل هو البروتون؟... لكن البروتون موجب و حياتي سالبة لذلك ستختفي تماما عندها... هذا صحيح سيصير بروتونا إن أمكن... إضافة إلى بعض النترونات سيكون ذلك متعادلا على شكل نكليونات... دعنا من ذلك... حسنا لقد اعتادت حياتي على المفاجآت الغير متوقعة... دخلت أبغض مخلوقة أمقتها و هي تدعى بأمي'العزيرة'
بعد كل شيئ هي لا تريد شيئا مني سوى إذلالي

توليب (للكاتبة أسماء هارون)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن