الفصل الخامس عشر

24 3 0
                                    

أحداث كثيرة
وقطة وسط الحمام

ملاحظة: هذه الرواية ليست للنسخ أو الاقتباس و الترجمة و غيرها.

كوثر

لغارقة أنا في فوضى عارمة ها هنا ! .. لعالقة أنا في ريح معاكسة لتيّاري ! .. كرهت تلك الكلمات الجميلة المنمقة التي كنت أخدع بها نفسي طويلا !.. كرهت لعب دور اللطف ذاك ، إلى متى سيستمر هذا يا ترى ؟ .. ومتى سأكتسب شخصيتي .. وإلى متى سيبقى قلبي ضريرا  وروحي يتيمة ! .. لقد اكتفيت ! مجرد صراع داخلي بيني وبين نفسي التائهة في سراب وداخل ضباب يخفي معالما لو كانت واضحة لتغيّر كل شيئ ، إلى صفّ من سأقف ؟
لضائعة أنا في تفاهات صغيرة !، في عالمي الوردي السابق ذكره، لمُجادلة أنا الحماقة !، لمفاوضة الحذاقة .. فأنى لهذه المعادلة أن تكون صحيحة؟ !، ولذلك يسير كل شيئ عكس تيار ريحي ! .. لخائفة أنا من ظلّي أن يغدر بي !

تخبرني الأيام من حولي ها هنا بأن كل شيئ على ما يرام ، كلا بل ران على عيني كل ما هو يغدر بي، غشاوة تغطي بصري وتعميني عن الحقيقة المخفية، أم أن مشاعري التي تصارع العقل والمنطق تحاول بجهد وجهيد التغلب على عدوها في معركتها الضّمُوسِ، كي تجعلني أنسى، لا ! بل أتناسى ! التفاصيل الصغيرة اللّماحة.

أيا ليت الحياة كلمات تكتب بقلم رصاص كي تُمحى أي زلة فيها بسهولة ويسر، أيا ليت ما أتمناه بدعوى يا ليت يتحقق.

أيا ليت حياتي كابوس سأستيقظ منه عاجلا أم آجلا.
أيا ليت الزمان يعود لأُعدل ما يحدث.

أيا ليت وأيا ليت، تتبعها الأخرى في أمانٍ كثيرة لا عدّ ولا حصر لها .. آهٍ كم أمَانِيَّ كثيرة و مستحيلة التحقيق !.. تبا لك يا أماني العديدة ..! صهٍ يا أفكارا تراودني ..! وحواجز تبعدني ! وكرًى يباعدني ..! ويرهبني، يفتك بي ويقتلني ..!  يعذبني ..! يؤلمني .. يبكيني ويحسّرني ..!
ريان، إن كانت لديك يد في هذا الأمر، فأنا من ستنهي حياتك ..!

شيماء

كنت قد استيقظت هذا الصباح وأنا أشعر براحة شديدة، وسعادة تغمرني، سرورا يتملك كل جوارحي، فرحة تملئني، وغمرة تغمرني غمرا ..!

ربما هذه السعادة الشديدة بسبب اتصال تاي بي الليلة الماضية، فلأعترف بهذا .. نعم .. لقد سهرنا ثلث الليل ونحن نتحدث وندردش معا، وأغرب ما شعرت به أثناء حديثنا هو شعور الأُلْفَة الذي لم يسبق له مثيل في حياتي، أحسست وكأننا نعرف بعضنا البعض منذ زمن طويل جدا، وكأنني لم أتعرف عليه منذ يومين وحسب.
صفعت نفسي و قد كان ذلك مؤلما جدا، كان عليّ أن أفعل هذا منذ وقت طويل، كي أفكر مليّا فيما أقوم بفعله.

شيماء ! أنت فتاة عاقلة، أن أستظرف و أستلطف شخصا ما بهذه السهولة، ليس من عاداتك أبدا، كان علي أن أظهر له بعضا من الجمود في البداية كي لا يظن بأنني فتاة سهلة المنال، أو يمكن التلاعب بها، على خلاف كل ما أندم حياله الآن، هذا كل ما فعلته حرفيا، و هو أن أضحك بصوت عال معه ! وأتكلم بطريقة غير راقية، لا تدل أبدا بأنني من سيدات الأعمال.

توليب (للكاتبة أسماء هارون)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن