امسك فارس ورد من يده بقوة وجره خلفه مسرعاً وهو مستسلم دون مقاومة كانو يسيرون مسرعين من دون أي كلام في ممر طويل وماظنه ورد أنه منزل أول مرة اتضح أنه قصر كبير من زمن قديم وعلى الرغم من جمال هذا القصر وسحره إلا أنه باردٌ للغاية تشعر أنه لم يسبق أن اُشعلت به مدفئة أو ربما ليعش به قط أشخاصاً يحبون بعض فكر ورد حينها أن المشاعر هي من تُدفئ المنازل ، فمنزله في المستنقع على الرغم من عدم وجود مايدفئهم هو ووالدته فيه إلا أن مشاعر الحب والعائلة هي ماكانت تجعل منزلهم دافئاً ونزلت دمعة من عينيه حين تذكر بيته الصغير ووالدته ، أدخله فارس إلى غرفة كبيرة مطلية باللون الأسود ويتوسطها سرير كبير وهو أسود كذلك الأمر جلس فارس على كرسي من الجلد بجانب السرير وأبقى ورد واقفاً أمامه وقطع صمتهما فارس قائلاً :
_ قل لي الآن كل شيء عنك مااسمك وأين تعيش
ومع من تعيش ولماذا سرقت النقود وأين ذهبت بها
رد ورد وهو خافضٌ رأسه من الخوف والخجل من شيء لم يفعله :
_ اسمي ورد سيدي أعيش في المستنقع مع والدتي ولقد سرقت .......... النقود لأنني فقير جداً وقد طمعت في المال وسرقته
_ وأين ذهبت به ؟!
_ لقد أرسلته لشخص خارج البلاد لكي يحفظه لأنني خفت أن ابقيه معي ولكنه اختفى ومعه النقود
رد فارس بعجرفة :
_ هكذا إذاً أيها الحقير
حينها لم يتمالك ورد نفسه وركع عند قدمي فارس يطلب السماح وهو يجهش بالبكاء :
_ أرجوك .... أرجوك اغفر لي لقد أردت التخلص من الفقر لكنني أخطأت ارجوك سامحني
لكن فارس الذي تعود أن يشعر بالعظمة والغرور عند ركوع أحد أمامه والتوسل له لم يشعر بهذا حينها بل تحرك شعور بداخله ، شعور لم يألفه من قبل فحين رأى دموع ورد أراد فقط أن يصمه لصدره ويزيل عنه الخوف ، ولكن كان يتسائل لماذا لاأشعر بالنشوة ، بالعظمة ، أو بالغرور ، لقد خاف من هذا الشعور ورأى أنه مجرد ضعف ولا يجب أن يضعف أمام أحد ولكي يشعر بالقوة مجددا يجب أن يؤذيه مجددا وبكافة الطرق وحين نظر بعينيه اللوزيتين اللامعتان والمنتخفتان من البكاء خطرت له الفكرة ، فخاطبه ممهداً :
_ سأجعلك تدفع ثمن ماسرقته غالياً ، انت لن تخرج من هذا القصر أبداً ، بل ستبقى لأعذبك وأذلك وتكون مجرد أداة لإرضاء شهواتيارتعب ورد من كلامه وركع عند قدميه مجدداً يقبلهما :
_ أتوسل لك أن تغفر لي ، لقد أخطأت ولكن أرجوك عاملني بعفوك
لكن فارس لم يتأثر وأمسكه من شعره واقترب من وجهه ليشعر بالصعف مجددا أمام وجهه البريء لكنه تمالك نفسه وصفعه صفعة طرحته أرضاً وأمره بعجرفة :
_ انزع ملابسك الآن
انصدم ورد من ماأمر به فارس :
_ لاأرجوك ، ارحمني ، أنا ليس لي بهذه الأمور ولم أفعلها من قبل
_ هل أخذت رأيك بما يجب أن أفعله ؟! أنت هنا مجرد خادم لتلبية رغبات سيدك ، إياك وعصياني وإلا لن أؤذيك فقط بل سأصل لوالدتك وكل من تحبهم
زاد قلب ورد خفقاناً من الخوف ولكنه استسلم في النهاية وبدأ بنزع ملابسه بيد راجفة والدموع تنزل من عينيه أما فارس فكان يتأمل جمال جسده المتناسق الذي لم يقلّ عن جمال وجهه شيئاً :
_ تسطح على السرير الآن
نفذ ورد الأمر الأخير بطاعة وقد استسلم لقدره أما فارس فوقف أمامه يتأمله وهو ينزع عنه ملابسه بهدوء ليظهر له جسداً قوياً بعضلات مفتولة وشعر أسود مشذب يكسو صدره لم يزده إلا جمالاً كأنه أحد آلهة الإغريق ، لكن ورد لم يكن في حالٍ يستطيع فيها تمييز الجمال أو الاستثارة منه ، فماان اقترب منه فارس ونام فوقه بهدوء حتى زاد خوفه أكثر وأكثر ، لكنه كان فقط يتذوق رحيق جسد ورد الطري تحته بحنان ، والأخير كان يأمل أن يبقى الوضع على ماهو عليه من هدوء وحنان إلا أن أمنيته لم تتحقق فشهوة فارس السادية اشتعلت مجددا وبدأ بااغتصابه وضربه باابشع الطرق لقد كان يستمتع تارةً بأذية ورد وبكائه وتارةً يشعر بوخز في قلبه يأمره بالتوقف لكنه لم يطع قلبه وواصل الاعتداء الوحشي وورد يبكي ويقاوم تحته إلى أن افرغ نار شهواته بداخل جسده الصغير وحين انتهى وقف أمام السرير وهو يشعر بعظمته ونرجسيته :
_ لقد كانت مضاجعتك رائعة لذا عليك من الآن فصاعداً أن تتوقف عن المقاومة وتعمل على إرضاء سيدك لعلني أرحمك فلم تعد مجرد خادم لي لقد أصبحت عاهرتي الخاصة
لكن ورد الذي كان ينظر للفراغ قال له كأنه يلفظ أنفاسه الأخيرة :
_ أرجوك اقتلني
لم يتوقع فارس أن تصيب تلك الكلمة قلبه بقوة ، لقد آلمه أن هذا الفتى الصغير يتمنى الموت بسببه وهو الذي اغتصبه منذ قليل ، ولكن لماذا يتأثر به بالتحديد وهو الذي اغتصب وقتل الكثيرين دون أن يرف له جفن ، لماذا ينتابه الشعور بأن عليه ضم ورد إلى صدره مجدداً ، خاف فارس من الضعف ، خاف من الاهتمام بأحد ، خاف من الخوف نفسه ، فأن تخاف على أحد هو أكبر ضعف برأيه ، لذا ارتدى ملابسه وخرج مسرعاً بعد أن اقفل على ورد الغرفة أما الأخير فقد انطفأت عيناه من كل معنى وشعر أن داخله أيضاً انطفئ ، لم تعد لحياته أي قيمة أحلامه تهشمت وأخذت الرياح تذروها ، لن يخرج من هذا القصر أبداً وستكون نهايته ، وفي خضم هذه المأساة حاول أن يجد شيئاً يواسيه ، حاول تذكر ذكرى حلوة أو تخيل مستقبل زاهر لكنه لم يستطع حتى على ذلك ، لقد احتل القهر والحزن قلبه ولم يعد للفرح مكان
أنت تقرأ
نهاية الآلام
Romanceيُلحق "فارس" رئيس أقوى المافيا في البلاد شتى أنواع الألم بضحيته البريء " ورد " ولكن ماذا إن وقع في حبه؟