10 من الفاعل ؟

2.6K 83 20
                                        

تفاجأ إياد باانقطاع التيار الكهربائي فجأةً ، توجه إلى علبة القواطع فوجد أن القاطع الرئيسي قد نزل رفعه وهو يحدث نفسه " يبدو أن هناك مشكلةً في الكهرباء في هذا المنزل " وماإن همَّ ليعود لمكانه حتى سمع صرخةً خرجت من الحمام ، ركض على غير هدىً إلى ورد ، فتح الباب ليجد الأخير متكوراً على نفسه في الزاوية وهو يبكي بشدة ويرتجف ، ذهب إليه مسرعاً وحمله بين أحضانه عارياً وركض به إلى غرفة النوم :
_ ورد مابكَ ؟ لاتبكي أرجوك
وضعه على السرير وغطاه ببطانية وانحنى فوقه يحاول تهدئته ويمسح الدموع عن خديه إلى أن هدئ قليلاً :
_ مابكَ فقط قل مالذي يحزنك
قال له هذا الكلام وهو يرتجف خوفاً عليه أما ورد فرد عليه بصوتٍ متألم :
_ إنني أتذكر
عدلَّ إياد جلسته وقال بصوتٍ متردد :
_ ماذا تتذكر
_ لقد أذاني شخصٌ ما بشدة ، أتذكر مكاناً مظلماً وبارداً للغاية لربما كنت محبوساً فيه ، ولكن لماذا ومن يريد أذيتي بهذا الشكل ؟
احمرت عينا إياد وهو يستمع لورد ولم يكن الأخير يعرف هل احمرار عينا إياد غضباً ممن فعل كل هذا به أم حزناً على معاناته أم كلاهما

**********************
استيقظ إياد في اليوم التالي ليجد نفسه في سرير ورد ، أدرك حينها أنه قد غلبه النوم حين كان يقوم على رعاية ورد مساءاً ، وحين التفت إلى جانبه تفاجأ بعدم وجود ورد ، خرج من الغرفة مسرعاً وهو يصيح على ورد وسرعان ماانتابته نوبة هلع حين اكتشف أن ورد غير موجود في المنزل ، حاول تهدئة نفسه بصعوبة ، وفي أثناء ذلك التفت إلى الطاولة الموضوعة في منتصف غرفة الجلوس ليجد ورقة مطوية على الطاولة ، فتحها ليقرأ مابها :
" إياد..... أنا ذاهب إلى المستشفى لزيارة والدتي ، بالتأكيد ستتسائل لماذا لم أوقظك ، لقد كنتَ غارقاً في النوم ولم أفرط بك ، لن أتأخر "
تنفس الصعداء حين قراءته تلك الرسالة ، خشي أن يكون ورد قد ذهب إلى دون عودة أو أنه قد حل به أي مكروه ، في بضع دقائق كان إياد قد ارتدى ملابسه على عجل وركب سيارته منطلقاً
إلى المستشفى

**********************
كان ورد واقفاً أمام الزجاج الذي يفصله عن والدته النائمة أمامه والخراطيم موصولة لفمها وشعرها الحريري قد بهت لونه وتناثر حولها ، فكر ورد وهو ينظر إليها كم كانت جميلة هي والدته ، وابتسم وهو يتخيل الرجال ينظرون مندهشين من جمالها ويتمنونها في أحلامهم ، قليلاً ماكانت تتحدث عن شبابها ، وتتجنب دائماً أسئلته عن ماضيها وذلك طبع في قلبه فكرة أن حياتها لطالما كانت مليئة بالمتاعب والآلام ومازاد من ثبات هذه الصورة لديه غضبها حين يحاول أحد ما ذكر عائلتها أمامها ، لم يكن ذلك الغضب سوى استياءاً منهم لنكرانهم إياها بعد زواجها من رجل لم يريدوه يوماً
، قطع سلسلة أفكار ورد إياد وهو يناديه مقترباً منه :
- ورد لماذا لم توقظني ؟ لماذا تذهب لوحدك؟
لم يتفاعل معه ورد بل بقي مركزاً بعينيه المغرورقتين بالدموع على والدته :
- هل تظن أنها ستستيقظ ؟
سأل ورد إياد دون أن يلتفت إليه أما الأخير فوضع يده على كتف ورد مواسياً :
- ستستيقظ أعدك بذلك ، وسيصبح كل شيء جميلاً
قال إياد كلمته الأخيرة بصوت هادئ كأنه غير متأكد مما يقوله أما ورد فرد عليه :
_ سأعرف يوماً ما من فعل هذا بنا
ونظر ورد إلى أياد بعينين مملوءتان بالغضب والحقد كأنه يتهمه بكل ماحصل :
_ وهل تعرف ماذا سأفعل به ؟....... سأقتله بيدي هاتين
بلع إياد ريقه ونظر إلى ورد كأنه يرى شخصاً آخر ، شخصاً لم يعد يخف شيئاً وهرب بعينيه عن ورد كأنه هو من فعل كل شيء

نهاية الآلام حيث تعيش القصص. اكتشف الآن