كان الهاتف يرن بشكل متواصل منذ أكثر من ساعة لكن فارس النائم كان يسمعه لكن لم يعطه أي أهمية ، لمَ يرد ؟! من سيتصل به ، لم يعد للاتصالات أهمية منذ ذلك اليوم كأي شيء آخر في حياته ، الاتصال الوحيد الذي كان ينتظره هو الذي يخبره أن ورد قد استيقظ ، ولكنه سأل نفسه حينها هل ياترى هذا هو الإتصال الذي انتظره ؟! وحين نظر بنصف عين مفتوحة تفاجئ حين رأى اسم الحارس أمامه يضيء الشاشة ، لقد وضع هذا الحارس لمراقبة الوضع بالمستشفى وإخباره باي شيء جديد حين لايكون موجوداً وهذه هي المرة الأولى التي يتصل بها ، ارتجفت يدا فارس وهو يحاول فتح الهاتف " مالذي سيقوله لي الحارس ياترى ، ماذا حصل ؟! " وضع الهاتف على أذنه :
_ تكلم ماذا حصل ؟
_ سيدي ، ورد
توقف قلب فارس حين سمع بااسم ورد وصرخ :
_ انطق أيها الغبي ماذا حصل
_ لقد استيقظ ورد للتو
لم يصدق فارس ماسمعت أذناه فذهب راكضاً إلى المستشفى
***********************
دخل فارس إلى المستشفى وهو يشعر أن الطريق قد اصبح أطول وأن المستشفى قد أصبحت أكبر وأنه بالكاد يستطيع المشي ، حين اقترب من العناية المركزة ثقلت قدماه ، ودب الرعب في قلبه " كيف سأدخل على ورد ؟ ماذا سأقول له ؟ هل سيغضب حين يراني ؟ ربما يمرض أيضاً إذا رآني لا لا لن أحتمل مرضه مجدداً بسببي ، ولكن يجب علي أن أدخل يجب أن أضمه إلى صدري وأن استنشق رائحته حتى الشبع لقد اشتقت له كثيراً "
لكن صوت الطبيب من خلفه قد أنقذه :
_ سيد فارس
التفت فارس إلى مصدر الصوت :
_ أهلاً حضرة الطبيب ، لقد سمعت أن ورد قد استيقظ وجئت لرؤيته
_ نعم لقد استيقظ وأنا سعيد جداً بذلك ولكن هل يمكننا التحدث في غرفتي قليلاً قبل أن تدخل إليه
انقبض قلب فارس لكنه وافق ورافق الطبيب إلى غرفته :
_ تفضل بالجلوس
أشار الطبيب إلى المقعد الخشبي أمامه وهو يجلس على كرسيه الدوار ويقلب بالأوراق أمامه :
_ سيد فارس لقد استيقظ ورد اليوم كما تعرف وهناك أمر حصل له
ضاق صدر فارس عليه وأصبحت الأفكار تأخذه هنا وهناك " ياإلهي هل أصابه شلل ياترى ؟! أم أنه فقد النطق أو السمع ؟ هل يعقل أنه فقد عقله بسبب الصدمة القوية ؟ لا لا مستحيل ولكن ربما أنه فقد الرؤية هل ياترى أنني أستطيع اعطاءه عيناي ؟! "
_ سيد فارس هل تسمعني
أيقظ الطبيب فارس من أفكاره البائسة أما الأخير فرد عليه بصوت خافت :
_ نعم اعتذر لقد شردت قليلاً ، هل يمكنك اخباري ماذا حصل لورد ؟!
_ هو مرض لااعتقد أنه سيبقى معه طوال العمر وهو نوع من الاضطراب أساساً ولا نستطيع اطلاق صفة المرض عليه ، اسمه فقدان الذاكرة التفارقي
اندهش فارس مما سمع ، كل شيء توقعه إلا أن يصاب ورد بفقدان الذاكرة :
_ هل تقصد أنه لم يعد يتذكر شيء ؟!
_ من فحصي له تبين أنه يتذكر الماضي البعيد بشكل جيد ولكن الأحداث القريبة غير موجودة في ذاكرته ، يبدو أنه تعرض لصدمة نفسية قوية جداً ربما اصابة والدته أثر عليه أو ربما أنه تعرض للتعذيب أو الاغتصاب ، يحتاج الآن للراحة ولرعاية خاصة ، ويحتاج أن يعيش في جو آمن ومريح لعله يتذكر ماحصل له وإن لم يتذكر وكان راغباً بشدة في التذكر فنستطيع بعد مدة عمل تنويم مغناطيسي له بهدف أن تعود ذاكرته
خرج فارس من الغرفة وهو لايعرف ماذا يفعل ، أين يتوجه ، عاد بااتجاه غرفة ورد ولكنه حين امسك مقبض الباب شعر أنه لن يستطيع النظر في عيني ورد وإخباره بحكايته الأليمة وأنه سبب كل شيء وجد أنه من الأفضل أن يترك ورد للأبد فغيابه أفضل من حضوره ، افلت مقبض الباب وابتعد خارجاً من المستشفى ودمعة حارة سالت على خده وقلبه كانت تحرقه النيران
(((( بعتذر عالبارت القصير جداً بس المشاغل كتيييييرة ، بس البارتات الجديدة رجعت وهاد أول بارت وفي شخصيات جديدة وأحداث جديدة ، بدي شوف تعليقاتكم الحلوة 😘💚💚 ))))
أنت تقرأ
نهاية الآلام
Romanceيُلحق "فارس" رئيس أقوى المافيا في البلاد شتى أنواع الألم بضحيته البريء " ورد " ولكن ماذا إن وقع في حبه؟
