12 حكاية الماضي الأليم

2.3K 69 6
                                        

نحن شركة لتصدير الملابس ماذا تظنان نفسكما فاعلين ؟ لن أقبل بأفعالكم القذرة هذه أبداً ، سنتدمر جميعاً إن حولتم هذه الشركة لتجارة المخدرات أيها الأغبياء ، صرخ بوجههم السيد
" فريد مازني " غاضباً بعد اكتشافه أن شريكيه الإثنان قد بدآ بالعمل على تهريب المخدرات لخارج البلاد وتحويل الشركة التي أفنى عمره من أجلها لواجهة فقط للتغطية على أعمالهم غير المشروعة ، كان شريكه الأول عابد الراجح رجلاً نرجسياً وعبداً لشهواته ، ولا يشغله سوى إشباع غرائزه الجسدية الفاضحة والمشينة ،
ومع كل خطوة يخطوها، يتحكم في حياته بعقلية الحيوانات المفترسة التي تستغل كل فرصة لتحقيق مصالحها الشخصية، ويتجاهل القيم والمبادئ الأخلاقية، ولا يعرف للضمير طريقاً.
إنه شخص لا يملك أي مبادئ أو اخلاق، ويعتبر نفسه مركز الكون، فهو يرى نفسه أعلى وأهم من الآخرين، ويعتبر أن حاجاته ورغباته هي الأهم في الحياة.
لن يعرف الرحمة ولا الندم، ولا يدرك أنه بذلك يدمر نفسه ويفسد الآخرين حوله.

كان عابد يستغل كل فرصة تأتي ليزيد من نفوذه وسلطته على الآخرين. وعندما يجد أي شخص يقف في طريق تحقيق أهدافه، يستخدم كل الوسائل المسموحة وغير المسموحة للتخلص منه، حتى وإن كان ذلك يعني تدمير حياته أو سمعته.

وبمجرد أن يتأثر شخص بطريقة سامة بهذا الشخص، يصبح من الصعب جداً الخلاص من قبضته، فهو يستخدم كل الوسائل الممكنة للتحكم فيه وإبقائه تحت سيطرته، ويفعل ذلك بطريقة ماكرة ومحسوبة، حتى يتمكن من استغلاله وتحقيق مصالحه الشخصية ، وهذا ماأثر على الشريك الثالث " علاء جمول " الرجل يتحرك في الحياة بخطوات ضعيفة، يظهر وكأنه يحمل عبء العالم الكبير على كتفيه، ويشعر بالضعف والتردد والخوف من المستقبل المجهول
وبسبب شخصية علاء الضعيفة والمهزوزة فقد كان تقريباً تحت سيطرة عابد لايقول رأياً فوق رأيه ولايستطيع مخالفة أوامره ، على الرغم من أنه يستطيع التخلص من قبضة عابد إلا أنه كان يشعر بداخله بالراحة من أن شخصاً آخر يتحكم بحياته ويتخذ القرارات عنه .
ضرب فريد بقبضته على الطاولة :
_ سآتي غداً وستكونون قد أنهيتم لعبتكم القذرة هذه وإلا فسوف أدمركم حتى لو كان على حساب تدمير حياتي هل تفهمون؟
لم يبدِ عابد أي رد فعل سوى نفخ الدخان من السيجار الذي يشرب منه أما علاء فكان خجلاً من فعلته أمام فريد وخائفاً بنفس الوقت من الكلام الذي يقوله وعلى الرغم من ذلك لم يبدِ هو أيضاً أي رد فعل فقد كان ينتظر من عابد أن يتكلم بالنيابة عنهم ، ثم خرج فريد غاضباً بعد أن يأس منهم ، أما عابد فوضع السيجار جانباً ووقف ينظر من الزجاج كأنه يحدث نفسه
_ يجب أن نتخلص منه اليوم
ارتعب علاء حين سمع ماقال عابد :
_ ماذا ؟ ماذا تقول كيف نتخلص منه هل جننت؟
_ انت لاتتدخل بهذا الموضوع كل ماعليك فعله هو أن تخرس كما هو الحال دائماً

******************

حل المساء وخرج فريد من غرفته مرتدياً بيجاما مريحة من الحرير ، جلس على رأس طاول الطعام التي تحضرها زوجته وهو يحاول نسيان موقف اليوم ، تجتمع عائلته حول المائدة المزينة بأشهى الأطعمة والحلويات. تسود الأجواء الودية والمحبة

نهاية الآلام حيث تعيش القصص. اكتشف الآن