8 بدايات جديدة

3.7K 132 15
                                    

بعتذر عالتأخير بس صار البارت جاهز وأخيراً ، ياريت تعطوني آرائكن وتصوتو للبارت بحبكن كتير وكلامكن الحلو بيشجعني انسالله يعجبكم البارت 😘😘😘


كان ورد ينظر إلى السقف الأبيض فوقه وهو يفكر كم أن ذاكرته الآن تبدو مثل هذا السقف بيضاء إلا من بعض الشوائب ، لايتذكر ماذا حصل له ولا أين هو هل سقط من مكان ؟ أم تعرض لحادث سير ؟ أم هل ياترى هاجمه أحد ؟ آخر مايتذكره كان وجه والدته السمح وهي تعطيه النقود ليذهب لمقهى الانترنت ، لاشيء بعد ذلك كأنه العدم ، كأنه مكان فارغ ومظلم في ذاكرته ، مع أن ذاكرته قد ذهبت لكن قلبه كان يتألم لسبب لايعرفه ، شعر من أعماق قلبه أن هناك شيءً جلل قد حدث ، شيء يشعر أنه غير مجرى حياته ، شيء جعله يكبر ألف عام ،لقد قال له الطبيب منذ قليل أنه يعاني من فقدان الذاكرة بسبب صدمة حدثت له لكنهم لايعرفون ماهي حتى الآن لكن ورد شعر أن الطبيب يعرف شيئاً ويخبئه عنه ، فتح الطبيب الباب مبتسماً ونظر إليه ورد متسائلاً ماذا يخفي عني ياترى ؟! ، اقترب منه الطبيب وجلس على الكرسي القريب من سرير ورد وبدأ يتكلم بهدوء ورقة ليحاول تخفيف وطئة الصدمة التي سيتلقاها ورد :
_ سيد ورد منذ ثلاثة أشهر وصلت انت إلى هذه المستشفى لقد كان الأمل مقطوعاً من أن تحيا على مايبدو أنك وقعت من مكان عالي وتأذيت بشدة
_ نعم أيها الطبيب أنا اعرف هذا الكلام كله قد قلته لي منذ قليل
_ ولكن هناك شيء لاتعرفه
شعر ورد أن الخطر قد أحاط به وقبل أن يسأله ماهو أكمل الطبيب :
_ لم تصل إلى هذه المستشفى وحدك لقد كانت والدتك معك أيضاً
انصدم ورد من قول الطبيب :
_ ماذا تقول انت ، ماذا اصاب والدتي ؟
_ لقد تعرضت مع الأسف لطلق ناري
اغرورقت عينا ورد بالدموع وتكلم وهو يعتصر الكلمات لكي لايبكي :
_ وهل ماتت ؟!
_ لا لا ، لم تمت هي أيضاً في العناية المركزة حتى الآن لقد كانت نجاتكما اعجوبة
مع أن قلب ورد اشتعل بالنيران إلا أنه قد ارتاح قليلاً حين عرف أن والدته على قيد الحياة لكنه فجأة قد أصابه الجنون وامسك بيدي الطبيب يهاجمه :
_ ولكن من جلبنا إلى هنا ؟ قل لي ، من فعل هذا بنا ؟ ، هل ياترى أنا من فعلت كل هذا ، ولكن لا من المستحيل
خاف الطبيب من مهاجمته وحاول تهدئته :
_ لم يجلبكم احد لقد جاءت بكم سيارة الاسعاف بعد استدعائها من قبل رجل مجهول لكنني لاأعرف من هو
لكن ورد لم يهدأ :
_ قل لي من هو كيف لاتعرف لابد أنه الفاعل ، ربما انت هو الفاعل أيها الحقير
حين ازداد وضع ورد سوءاً ولم يتوقف عن مهاجمة الطبيب حتى تحولت إلى هيستيريا اضطر الطبيب إلى حقنه بحقنة منومة لينام وهو يهلوس
       ***********************
حين استيقظ كان قد هدأ قليلاً وعرف أنها نوبة هستيرية أخبره الطبيب أنها للأسف ستأتيه أحياناً حين يتوتر أو يخاف ، جر ورد نفسه إلى الغرفة التي بها والدته وقلبه يكاد يخرج من صدره من الخوف والرهبة ، حين وصل ودخل وهو يتراجف وجدها على السرير كأنها ميتة لم يحتمل منظرها هذا فوقع على الأرض عند السرير وهو يبكي بحرقة ويقبل يدها الباردة " ماذا حصل ياأمي؟ ، ماذا حصل لنا ؟! أرجوك استيقظي لن استطيع تحمل هذه الحياة بدونك " حين جفت دموعه وقف على قدميه وعاد إلى غرفته ، كان واقفاً يجهز نفسه للخروج من المستشفى وهو يفكر أين سيذهب لم يتبقى له منزل لقد مرت ثلاثة أشهر دون دفع ايجار فبالتأكيد أن صاحب المنزل العجوز اللئيم قد أجره لناس آخرين ، حين عزم على الخروج وفتح الباب تفاجئ بشخص واقف أمامه واضحة عليه آثار التوتر ، لم يره من قبل ، لم يتفوه ورد بكلمة كان باانتظار الرجل الواقف أمامه ليعرف بنفسه ، أما الأخير فسرعان ماالتقط انفاسه وعرف عن نفسه بتلعثم وتوتر واضح :
_ ورد كيف حالك ، حمداً لله على سلامتك
_ شكراً لك ولكن المعذرة هل اعرفك؟
_ ااااا حسناً .......... أنا .. أنا ابن خالك إياد ربما لاتذكرني
_ لا بالطبع لااذكرك ألم تكونو متبرئين من أمي ؟ ماالذي استجد ؟!
_ حسناً تلك مسائل عائلية وانا لاأعرف بشأنها صدقتي ولكن انا وعائلتي كنا في الخارج منذ زمن وحين جئت لهنا في زيارة قد سمعت بماحدث وأنا متأسف جداً
وأكمل :
_ أريد الوقوف إلى جانبك ومساعدتك
رد ورد وهو يحاول مجاملته :
_ حسناً شكراً لك ولكن علي الذهاب الآن
_ إلى أين ستذهب ؟
تذكر ورد انه مامن مكان يذهب أليه فرد بخجل :
_ لاأعرف سأدبر نفسي
_ إذن ستذهب لمنزلي انت مازلت مريضاً وليش هناك من يرعاك
_ وانت من سترعاني؟
رد إياد ضاحكاً :
_ بالطبع ألا أعجبك؟!
حين وجد ورد أن هذا هو خياره الوحيد وافق على مضض ورافق إياد للخارج ليصعدا سيارته الفخمة البيضاء المركونة في الخارج ، وحين وجد ورد أن الطريق طويل استسلم للنوم ، وحين وصلا وجده إياد نائماً كالملاك ، اقترب منه ليوقظه لكنه لم يفرط به فهو ينام كالأطفال الصغار ، فخرج من السيارة وحمله جسده الصغير بين يديه كأنه جرو وصعد به لشقته القابعة في ارقى أحياء المدينة ، رماه على سريره وغطله بغطاء سميك وخرج من الغرفة أما ورد فقد استيقظ بعد خروجه وأول ماتبادر إلى ذهنه " من هو هذا الرجل "

نهاية الآلام حيث تعيش القصص. اكتشف الآن