الثاني

1.4K 43 5
                                    


_إيه اللي عملتيه ده يا زهرة.

_يا ماما أنـ ..

بترت كلماتها عندما قاطعتها والدتها بغضب وصراخ:

_مامت إيه وزفت إيه ، هو كدة كل أما يجيلك عريس تطفشية يا زهرة أنا هيجيلي الجلطة بسببك.

حزنت زهرة على والدتها ولكن فكرت فى محمود:

_يا ماما ماهو كان متسهوك وعامل زى البنات مشفتيهوش يعنى جايبالي واحدة صاحبتي وبتقولي أتجوزيها وإلا إيه مش فاهمة.

نظرت إليها والدتها بحدة وعيون يتطاير منها الشرار:

_لعلمك يعني أتقدملك عريس غير علي بس أنا قولت أشوف علي الأول ، هو ابن صاحب شركات المالكي جروب أدهم المالكي إذا وافقتي علي الجواز منه علاقات الشركة هتتحسن أكتر من كدة وهنتشهر فى دول أجنبيه كتير وياويلك وسواد ليلك إذا عملتِ أى حاجه كدة وإلا كدة وطفشتية يا زهرة، يبقي تترحمي على نفسك علشان أنا جبت آخرى منك خلاص.

أنهت والدتها الحديث ولم تنتظر منها أى ردة فعل حيث صعدت إلى غرفتها وأغلقت الأبواب خلفها بينما جلست زهرة على أول كرسي قابلها لتضع رأسها بين يديها لتنظر لها فريدة بشفقة واضحة وهي تقول:

_مش عارفة إيه كمية العرسان اللي عمالين يجولك دول يا زهرة ألا أنا مفيش ولا كلـ.ب عبرني لحد دلوقتي.

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

_يا بابا أفهم أنا مش عايز أتجوز وحتي لو أتجوزت مستحيل أتجوز كدة.

كان يقف أمام والدة وهو يناقش معه!! لا بل كان يصرخ به، لينظر له والده بحدة:

_أدهــــــــم أنا قولت كلمة يبقي تتسمع ولو متجوزتهاش يبقي لا أنتَ ابني ولا أعرفك وهتنحرم من كل اللي أنتَ فيه وأولهم الفلوس والورث، جهز نفسك هننتقل على القاهرة بكرة وهتقابلها وتتفقوا وعارف لو لقيتك عكيت الدنيا فى بعضها مش هسامحك لأن أنتَ عارف إن أهم حاجة عندي الشغل ومش ممكن أسمحلك تأثر عليه.

غضب أدهم بشدة من والدة ليصعد إلي الأعلي حيث غرفته وظل يكسر ما بها وكل ما تطولة يده بعصبية حتي وجد الباب يُفتح وتطل منه امرأة بشوشة وطيبة، نظر لها أدهم لثواني قبل أن ينطلق لضمها وهو يبكِ:

_شايفة ابنك يا أمي حصلة إيه، على آخر الزمن أتجوز واحدة مشوفتهاش ولا بحبها.

_متزعلش يا حبيبي هو أبوك كدة مش بيفكر غير فى الشغل عايز يستخدمك كمان كوسيلة لضمان مشروعاتة ويجوزك عن طريق الشغل علشان مصلحتة، بس ماتقلقش يا حبيبي أنا هحاول أجوزك ميادة على قد ما أقدر وأقنع أبوك ، عارفه إنك بتحب ميادة من زمان.

_ربنا يخليكِ ليا يا أمي وما يحرمني منك يا حبيبتي.

مسحت والدته لمياء على وجهة وشعره بحنان أم قائلة ببسمة دافئه:

زواج مصلحة (زهرة الأدهم)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن