حقيقة

60 8 0
                                    

بينما كان كين مشغولًا في تحملّه لذلك المنظر الذي لا يناسبه لاحظ نارا التي تحاول القاء تلميحاتٍ نحوه بنظراتِها تلك

وكأنها تخبره بأن يوافقها بما ستفعل الآن مسلّمًا نفسه في مجاراتها وكذلك فعلت
"لا بأس في بقائك بيننا، لربّما يكون مفيدًا بعد كلّ شيء"

لم تكن غبية لتصدّق أكاذيبَ لويس، ولم يكن هو الآخرُ أكثرَ غباءً أيضًا ليقتنع بتصديقها، ولكنهم اختاروا مسايرة بعضهم البعض ، بل اختاروا خوضَ نفس اللّعبة لينتهي الأمر بفوز أحدهم

و لم يكُن كين موافقًا كليًا ولكنّه استسلم للأمر سريعًا بسبب ثقته المطلقة بتلك المحقّقة

على الرغمِ من رفضِ الجميع إلّا أن إيفا كانت أشدّهم، أكثر من سيطره الرعب من بينهم من قبل فارع الطول أمامها، وعلى قدر ذلك كانت الأقل سلطة فيهم

"لنكمل ما بدأناه"
أمرَ ديفد المتناقضُ بطبعه بعدَ أن تناسى رفضه التام مسبقًا، بل وَ وافق نارا الرأي عندما لاحظ إيجابها وكأنّ تفكيرها أصبح يروق له

عادوا ادراجهم للغرفة مجدّدًا ليلتزم كلّ منهم ركنًا، بدأ أليكس بتوزيع المعلبات وكأن الطعام أصبح خاصته ثمّ علّق
"لستُ أحاول نشرَ السلبية ولكن لم يتبقى الكثير"

"طبعًا منذُ قدومك!"
أجابته جولي التي تحدّثت معه للمرة الأولى منذ رؤيته وكأنها اعتادته، ولكنّها تجنّبت الرؤية لعينيه عندما التفت نحوها

لم تكُن الشراهة من طبع أليكس، بل على العكس تمامًا كان شديد الانتقاء في أكله وحريصٌ على جودة طعامه ولكن الظروف هي من أجبرته على انقلابه

تربّع ديفد على الأرضية ليقرّر بأنّه دور رين الذي لم يكتمل بعد إلّا أنه رفض
"لمَ لا نسألك أنت؟"

لاحظ نظرات الجميع الموجهة له ليضحكَ
"لكم ذلك"

لم تدم تلك الابتسامة طويلًا عندما ارتعشَ من سؤال نارا
"مالذي تخطّط لفعله عند خروجك من هنا؟"

لطالما حاول تفادي تخيّلاته لعيش حياةٍ مختلفة، بل حاول مرارًا وتكرارًا تجنّب التفكير بشقيقه الذي لم يرضه سبب موته بتاتًا، لا يزال في هول الصدمة، ولا زال عقله غيرَ مصدّقًا لما حدث

"سؤالٌ بلا معنى"
علّقَ لويس الذي لم يجد فائدة من سؤالها ليستبدله
"من تعتقد بأنّه صاحب اللعبة من بيننا؟"

سأل سؤالًا شدّ انتباه رين ليهزأ منه ساخرًا
"ألم تخبرنا بأنّك قتلت مايكل صاحب اللعبة؟"

كان مثمّنًا لكلامه جدًا بالحرف الواحد، فلم تكن تلك زلّة لسانٍ عندما سأله
"مجرّد سؤالٍ عابر في محاولة معرفةِ تفكيره"

لوفينياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن