إنقِلاب

112 28 9
                                    

"ضعهُ هنا"
أمٓرت مايكل الّذي لم يُصدّق إطلاقٓ سراحِه
حتّى ألقى بِجسٓدِ ديفد أرضًا دونٓ رحمة

"بِحذر فليسٓ خصمًا في الحلٓبٓة لِتطرحه!"
صرخت مايا نحوه وهي تتفقّدُ شريكٓها الّذي تأذّى
للمرّةِ الثّانِية بالفعل

إشتعل مايكل غضٓبًا حالٓ ذِكرِها بسخريةٍ منه لِتلك الحلبةِ الّتي يمقتها
فبغضّ النّظرِ عن اعتزالِه، إلّا أنّه لم يترك رياضته
المحبوبة عبثًا ...

بدأت بِتضميد جروحه بِعناية
"ألن تُساعِد؟"
سألت أليكس الّذي كانٓ يُراقِبُ بِصمتٍ على جهله
في الحاصِل هُناك لِيهرع فورًا إلى المساعدة
حالٓ نقدِها له بعد بُطئ استيعاب

جالٓ مايكل بِبٓصره من حوله في تلكٓ الغرفة لُيلاحِظٓ
وجودٓ دانيل هاوِيًا يحدّقُ في الفراغِ بِهدوء
كجسٓدٍ بلا روح

فما تعرّضٓ له من صدمةٍ واضحٌ كوضوح الشّمسِ على محياه،
وٓ لم يكن أنانيًّا عن عبث فبالفعل فٓقٓدٓ صوابٓه متخليًّا عن سلامةِ
شقيقه التّوأم على خوفٍ من فقدانِ روحه!

كان مُستسْلِمًا دون مقاومةٍ للموتّ على يدِ القاتِل دون المجازفة
في التّحرّي أو الدّفاعِ عن موقِفه..
ولٓم يكن ملامًا بِشأنِ قراره !
فقد شهِدٓ عدّةٓ نماذج من الضّحايا لتترك بصمةٓ
فقدانِ الأمل واليأس عليه ..

وأكبٓرُ سبٓبٍ للتّأثّر بشكلٍ قوي أنّه هوٓ دانيل وليس ديفد!
توأٓمٌ متشابِه بِعقولٍ مختلفة

ابتسٓمٓ مايكل بخُبثٍ عندما عثٓرٓ على ضحيّةٍ أخرى يتسلّى بِها
أثناءٓ استهزائه
"مالّذي جاء بِكٓ إلى هنا؟"
فهوٓ حسّاسٌ .. على عكسِ باردِ المشاعِر
الّذي يأخذ كلّ مسألةٍ جديّةٍ بهزل حتّى النّهاية

لم يرفٓع دانيل رأسٓهُ حتّى ، بل واصٓلٓ شرودٓ ذِهنه

فاقتربٓ منه أكثر ليتأكّدٓ من سماعِه
"يُفترضُ بأن تكونٓ خارِجًا الآن فقد حانٓ موعِد موتِك!"

في تلكٓ الحالة لاحظٓ مايكل انقِباضٓ أسنانِ خصمِه
ليزيدٓ من دفعه للضّغطِ عليها باستمتاع
"لديّ شعورٌ قوي بانتهاءِ توأمِك فورٓ موتِك"
قالٓ بنبرةٍ حادّة كشخصٍ حاقد ولكن دون سبب قوي

اقترٓبٓ منهُ أكثر لِيُلاصِقه هامِسًا
"لِتسقُط أيّها الأناني أنت وشقيقك !"

تبيّنٓ لمايكل بأنّ ذلك الحائط الأبكم لم يكن أصمًّا فقد سمِع
حديثه متأثّرًا بحذافيره

وٓ هُنا لم يُسيطِر على أعصابِه لِيلكُمه بكلّ ما يملِكُ من قوّة
مُسبّبًا تراجُعٓهِ إلى الخلف ، ولولا تلك العضلات والبنيةِ الضّخمةِ
لسقط هاوِيًا على الأرض

لوفينياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن