بِحاجٓةٍ للمُساعدة

160 30 6
                                    

ارتٓطٓم رأسُه على الحائط أثرٓ دفعِها له،
وهو لا يزال مُمسِكًا بعودِ ثِقابِه

أطفأه فورٓ ذلك ضاحِكًا عن طريقِ النّفثِ بِهوائه
"لقد كِدتِ حرق السّفينة يا فتاة!"

عادٓ المكانُ بِظلامِه بعد فُقدانِ عودِ الثّقاب،
ولكن لذلك ايجابيّاتٌ بالنّسبةِ لمايا ؛
فهي لا ترغبُ برؤية ذاك الوجه في تلك اللّحظة!

أمسٓكت بهِ شادّةً على ياقةِ قميصِه دونٓ رؤيةِ شيء
"كيفٓ ستقنِعُني بِصِدقِك؟"

عاود ضاحِكًا ليُثير أعصابٓها تلقائيًّا

لم يكُن لِيدفٓعها بعيدًا أو أن يُهدِر حماسٓه في الموضوع بأكمله،
فالشّجارُ مع فتاةٍ بالنّسبةِ له كٓسلوى!

على العكسِ من جديّتِها في ذلِك تمامًا

"إذًا فأنتي تفضّلين التّصديق بأنّ جاسون هو المُذنِب؟"
سألها ليُراوِد الشّكوك في نفسها

"لمٓ تُنافي قولكٓ سابِقًا؟"
"لم أكُن صاحِبٓ الإفتراء"
"لقد أردْتٓ إبعادٓ جاسون عن طريقِك، صحيح؟"
"لم أفعل ... هم من فعلوا"
"أنت من دفعهم لذلك!"
"بربّك ! لمٓ تُحمّليني أخطاءهم؟"
"إذًا أخبرني بالدّافِعِ لِشُكوكِهم به؟"
"وجّهي سؤالكِ نحوهم!"

كانت توٓدّ مواصلةٓ طرحِ اسئلتِها ولو أنّها
لا تتوقّع الحصولٓ على أجوِبةٍ واضحةٍ من ذلكٓ المُتناقِض

ولكنّ الضّوءٓ قد عادٓ ليُنيرٓ تلك الظّلمة من جديد
عندٓما صلُحٓ التّيّارُ الكهربائي

لاحظٓت قُربٓها منه حالما رأته مُبتسمًا بتهكّمٍ وكِبر

ابتعٓدٓت عنه مُندفعةً للوراء وهي لا تزالُ مراقِبةً
لضِحكتِهِ المُزيّفة

ولم تكُن مزيّفةً وحدها فحسب!
بل كانٓ هو بأكملِه كذلكِ في نظرِها

يٓصْعُبُ تمييزُ صدقِه من كذبِه بسبب أُسلوبِه الهزليّ الدّائم

في تلكٓ الأثناء شعرت بخيبةٍ واضِحةٍ على محياها
دون الذّهول في الأمر لسببٍ غير واضح

فلم تٓتٓوقّع بأنّ المزيّف هوٓ هذا الشّخص

لمٓ اختارٓ الجاني لها هذا الشّريكٓ بالذّات؟
فليسٓ بوِسعِها حمايٓةُ من تتمنّى لهُ الأذى..

"أرني بطاقتك"
أمرتهُ بذلكٓ راغِبةً بعٓدٓمِ تطابُقِ اللّقبِ الكتوبِ
فيها مع صِفاتِها السيّئة

"ولِمٓ عليّ ذلك؟"

كانٓ محقًّا في سؤالِه ،
فليس لها نيّةٌ في إظهارِ بطاقٓتِها له ما لم تتأكّد من كونِه شريكًا لها

لوفينياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن