وقعتُ في المصيدة

459 61 52
                                    


فتٓح عينيه ببطئٍ شديد محاولًا استيعاب وضعه الحالي، كان يمدد جسده على سرير في غرفة ضيّقة ليتبيّن له بأنّ متطوّعًا قد حمله إلى هنا

أمسك برأسه وهو يضغطه لشدّة صداعه المؤلم
"مالذي حدث بحق؟"

حاول تذكّر طريقة قدومه إلى هنا بلا فائدة، ولكن ما كان على يقين منه هو بأنّه لا يزال على متن الباخرة

ألقى نظرةً على ساعة يده ليدرك المدة التي لبثها هنا
"السادسة صباحًا!"
صُعِق عند معرفته لما لم يتوقّع

أمسك بمعطفه خارجًا ليصل إلى فناء طويل وهو يبحث في جيوب معطفه عن شيء مهم
"أتبحث عن هاتفك؟"
كانت صاحبة السؤال فتاة بشعر أسود قصير وبشرة بيضاء ناصعة

صمت للحظة بذهنه المشوّش بينما هي أخرجت هاتفه المحمول
لتقدّمه له، و لم يأبه بسبب وجود هاتفه بصحبتها أو بهويّتها، فقط إلتقطه دون إصدار حرف واحد محاولًا الاتصال بجاسون ليعرف مفتاح حل لغزه الغير مفهوم

"لا تحاول ، لا إرسالَ هنا"
سٓمع صوتًا من دخيل مجهول ليرفع رأسه نحوه ويدرك بأنّه هو نفسه صاحب الكأس الذي قُدّم له!

"مالذي يحصل هنا؟"
سأله كين بقلّة صبر وهو يكاد يفقده
"كما ترى نحن في وسط المحيط الآن!"
أجابت الفتاة نفسها التي تقف متسمّرة بجانبه على الرغم من أنّ سؤاله موجهًا لغيرها

"لحظة! يبدو بأنّ هناك خطأ، فأنا لم أشأ البقاء هنا"
قال محاولًا الاستفسار عن سبب بقائه معهم

"جميعنا هنا قسرًا جاسون"
ردّ عليه صاحب الكأس بسخرية من حاله الهستيري ببروده التّام

حينها أمسك كين بياقة الشاب بشدّة بعد أن فقد صوابه
"مالذي وضعته في ذلك الكأس ؟"

كان قويًّا كفاية ليدفع كين عنه بطريقة هجوميّة
"أي كأسٍ تتحدث عنه يا هذا؟"

"أقصدت إفقادي لوعيي؟"
صرخ في وجهه غاضبًا من إنكاره وكذبه المستمر

لم يستمر طويلًا حتى بدأ بالتلعثم لرؤية شبح مطابق للرجل وهو يتقدّم نحوهم، نفس سواد الأعين الواسعة، وبشرة بيضاء لها الدّرجة نفسها، وكلاهما بنفس القامة الطويلة كذلك

فقط .. كانا متطابقين بكلّ شيء، حتّى تلك الإبتسامة السّاخرة التي تعلو شفتيهما بتهكّم دون إزاحة

ضحك الشّبح الحاضر لتوّه بشدّة لوجه كين المعبّر بالخوف بينما قرينه قد اكتفى بابتسامة مغيضة

لن ينكر كين وضوح خبثهما، ولكنّه لاحظ إختلاف مجال الإستهزاء بينهما

"أيعقل بأنّك قد أخطأت بين دانيل وديفد؟"
سألته مستفسرة لتتدخّل من جديد وهي تشير نحوهما

لوفينياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن