جلَس كين على الأرضية في تلك الغرفة البيضاء الفارغة من الأثاث وهو يحدّق بالعدم دون الانصات لمن يتحدث حوله
ظلّ يفكر بذلك التسجيل مليًّا، أو بالأصح صاحب التسجيل جاسون
لن يصدُق إن قال بأن الشك لم يراوده اتجاه صديقه، بل ولا زالت تلك الشكوك ملازمة لأفكاره حتى وإن تجاهلها
يتساءل ما إن كان جاسون مزيفًا أو كاذبًا فلم يبدو له أمر وصوله للباخرة منطقيًا منذ بداية القضية
"هل تسمعني كين؟"
وأخيرًا وصله صوتُ نارا التي بدت وكأنها تحدثه منذ زمن دون سماعه لذا فردّ عليها بوجهه الجامد
"ماذا؟"زفرت انفاسها بعد أن تأكدت بأنه لم يعرها انتباهًا من البداية ثم تحدثت
"حسنًا، كنت اقترح بأن نطيل الحديث لنكشف غموض قدومنا جميعًا إلى هنا، بعيدًا عن البطاقات التي لم تصبح مهمة بعد الآن، لنتعرف على شخصياتنا الحقيقية دون القاب"ابتسم ديفد بسخرية ثمّ قلّد صوتها
"نتعرف على شخصياتنا؟"
تلاشت تلك الابتسامة لتتبدل بتكشيرته الغير معتادة ولعدم صبره
"أتقترحين بأن نقيم جلسة تعارف بكلّ برود بينما الاثنان يخططان لقتلنا؟ أننتظر موتنا هنا؟""حسنًا لنبدأ بكلّ فردٍ تلو الآخر"
قالها كين متجاهلًا اعتراضهاستسلم ديفد سريعًا عندما شاهد نظرات الجميع الذين أيّدوهم بتسليم انفسهم ليأمر دون مشاورة بعد أن أشار بيده على أحدهم
"لنبدأ بمجهول الهوية هذا، عديم البطاقة"رفع اليكس رأسه ثمّ ضحك بتزييف وبثقةٍ مطلقة
"اسألوني ما شئتم""هل تعرف أيًا منّا؟"
سألته مايا دون تفكير وذلك بسبب ذاكرتها الضعيفة في تذكر الوجوه، فلن يكون غريبًا بالنسبة لها إن كان أليكس يعرفها"أجل، أعرف أغلبكم معرفةً عامة"
جاوب باختصار لتحدد مايا اكثر
"ماذا عن معرفتكَ الشخصيّة؟"بدأت الحيرة تراوده محاولًا التذكر، مسح أنفه السائل دماءً بإحدى يديه دون اكتراثٍ لقذارة الأمر ثم تحدّث
"حسنًا، أعرف جولي تحديدًا"أغمضت جولي عيناها محاولةً كبت غضبها ثم رمقته بنظرة منزعجة، وكأنها تلومه على اخبارهم بالأمر، لم تطق افشائه لذلك بعد أن حاولت إخفاء علاقتها ولكنها سارعت بقولها قبله
"طليقي"اكتست وجوههم الصدمة تلقاء لفظها لما لم يتوقعوه بتاتًا، لم يكن الأمر غريبًا ولكن جحودهم التام ونكرانهم لبعضهم هو من يشكل الغرابة هنا
أنت تقرأ
لوفينيا
Mystère / Thriller"أتلعبُ معيٓ لعبة ؟ قانونها بسيط جدًا! اقتل أو أُقتٓل .. وما عليك سوى الإلحاق بروحي للسماء قبل أن تُسلب روحك منك!" 30 OCT, 2017