من التّالي؟

296 46 30
                                    


بالرغم من أنّ الوضع حرج ومثيرٌ للشك إلّا أنّ الأغلبية لم يأخذه على محمل الجد فقد تظاهروا بالقوّة وعدم الاكتراث حتّى بدأت اللعبة..

و لم يكن موت كيندل محزنًا بقدٓرِ هوله لكونه الصّاعقة العظمى، فمقتٓلُ تلك السيّدة الغريبة يشكّل رهبة وخطرًا كبيرًا عليهم وكلّ ما كان يجول في خاطرهم هو سؤالٌ واحد، من التّالي؟

اجتمعوا في مكان المٓقتل نفسه دون أنْ يجرؤ أحدهم على لمس المقتول، بل اكتفوا بتغطية الجسد المغشيّ عليه بقطعة قماشٍ أبيض ككفنٍ لها لخشية رؤيتها

وفي ذلك المستودع المظلم عثروا على ورقة ملتصقة أسفل البرميل المنقلب بكلّ وضوح دون عناء البحث

التقطها كامرون ليقرأها بربكة بيّنة وهم متأهّبون لجميع أنواع الصّدمات التي ستصيبهم

"أتلعبُ معيٓ لعبة ؟ قانونها بسيط جدًا! اقتل أو أُقتٓل ..وما عليك سوى الإلحاق بروحي للسماء قبل أن تُسلب روحك منك!"

توقّف لبرهة عن القراءة مع صمت الجميع، ليعود بصوته الحاد صارخًا
"هراء!!"

"من الذي يجرؤ على الإستخفاف بكامرون روبرت؟"
سأل محدّقًا بأوجه الحاضرين

"وهل تجرؤ على الشّكّ بنا الآن؟"
صرخ مايكل هو الآخر كتعبيرٍ عن توتّره، ومن يُجاري مايكل عند الغضب في رفع الصّوت أو الجدال؟ ففي كلّ مشكلة هو حاضر وفي أتمّ الإستعداد

ثنا كامرون الورقة بيديه موشكًا على تمزيقها وفي ذلك الوقت لم ينفعه نفوذه أو كونه ذو نسبٍ ومنصب، ولو كانوا في سلام دون رجاءٍ للخطر لأيّدوا ذلك المتهكّم بكلّ تلبية ورضا ولكنّهم في وقتٍ لا يسمح لهم إلّا بالتّفكير في أنفسهم وفي مصالحهم الشّخصية

عارض الجميع على الإستماع له بِدءًا من صراخهم لاحتماليّة خسران الورقة، لذا فنزعوها من يده ليستأنف القراءة غيرُه
"لكُلٍّ منّا لقب ، ولكلّ لقب شريك"
كان أليكس يقرأُ بتمعّنٍ وبطئٍ شديد محاولًا الفهم
"اعثُر على شريكِكٓ حتّى لا تلحٓقْه فور موتِه!"
وختٓمٓ الرّسالة المكتوبة..

ساد الصّمتُ ليبدأ الشكّ بمراودة كلّ فردٍ منهم ، واحدًا تلو الآخر
"أين هو القبطان ، هينري؟"
سأل دانيل فجأة بناءً على شُكوكِه مُقاطِقًا سكوته

ذلك الرّجل الأشقر عرٓفٓ مقْصده جيّدًا ولكنّه كان هادئًا ليجيب بالحقيقة
"لا عِلْمٓ لي .."

وبدأت نظرات الجميع تُزْعجُه وهم بانتظار تفسيرٍ واضح حتّى نفى بدوره دون نُطقِ أحدٍ منهم
"أنٓا ضحيّة هنا .. مثلُكُم تمامًا!"

لوفينياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن