لوفينيا

التسجيل

"مرحبًا، هل تسمعني؟"
اعتلت الصدمة وجه كين بعد سماعه لأول ما صدر من التسجيل ليرفع حاجبيه ويبعث أنفاسًا متسارعة تعبّر عن تفاجئه

"أعرف بما تمرّ به جيدًا، أراقبك من بعيد"
كان الجميعُ يحدّق بالفراغ بصمت بينما آذانهم تصغي للصوت الأجهش الذي بدا متحدثًا بغموض

"كين، سأخرجك من هنا، لستَ وحيدًا! أنا معك كين"
بدأت حبال صوته بالانقطاع عندما لم يستطع كبت مشاعره التي دامت لفترة ليست بقصيرة

دارت كل تلك الرؤوس نحو صاحب التسجيل كين وعلامات الاستفهام والتعجب تعلوهم جميعًا
"هل لك بالأمر صلة؟"
سألت نارا بهمس وكأنها تحدّث نفسها

" قد تتساءل عن سبب عدم تدخل النجدة أو الجهات المسؤولة في أمر انقاذكم جميعًا، ولكنني أودّ إخبارك بأنّ لا أحد له علمٌ بالأمر، أعني الجميع يبحث عن المفقودين ولكن خبرُ تلك الباخرة غيرُ متفشّ بعد، ليس للجميع علمٌ بما يحدث هناك"
كان يتحدث بتأتأة على عكس اسلوبه المعتاد، يعرف كين جيدًا بأن ذلك الشخص غير واثق مما يقول

سكت لفترة ليأخذ نفسًا عميقًا ثم تحدّ بصوتٍ خافت
"كين أنا آسف، لا زلت أحاول بكل طرقاتي ولكنني أريدك بأن تعلم بأنّني تحت ضغط كبير، أنا مهدّدٌ مثلك"

برّر موقفه مجدّدًا
"مهدّدٌ بحياتِك .. ولا أريد خسارتك"

تغلّبه الصمت مطيلًا التسجيل دون فائدة ثم تحدث وأخيرًا
"حاول التفكير جيّدًا عن سبب وجودك هناك، ابحث عن سبب مشترك بينك وبين الآخرين، فكّر جيدًا لمَ أنت مهدد للموت كين؟"

ابتسمَ كين ساخرًا لحاله ليسأل نفسه بصوت مرتفع
"مشترك؟ أنا مختلف كليًا"

انقطع التسجيل ليتبين بأنّه انتهى، عمّ الصمت ليلفظ ديفد
"من هوَ؟"
كان موجهًا سؤاله نحو كين الذي خلع نظارته وفرّك عينيه بعد ان أغمضهما
"جاسون"
اكتفى بجوابه دون تفصيل ليعاود الرد عليه الآخر
"هراء! لم يقدّم المساعدة اطلاقًا، كلامه بدا غير منطقيًا لم يعطنا تلميحًا حتى!"

سألت مايا بعد أن بعثرت شعرها للوراء
"هل يعي بأنه تواصل للتو مع مختطفين في باخرة؟ ثم مالذي يقصده بأن الجميع لا يعلم؟"

"رائع، سنموت بلا علم أحدهم سواه"
علق ديفد

"لنتحدّث بمنطقية، لربّما بأنّه تحت ضغطٍ فعلًا، أعني ما كان للتسجيل بأن يصلَ إلى هنا إلا عن طريق القاتل لذا فجاسون ليس قادرًا على المساعدة ما دام مراقبًا"
بررت نارا موقف الشخص الذي تجهله واقفة بصف كين الصامت

عاود ارتداء نظارته المحطمة ثمّ قال
"أشعر بتوتّرٍ شديد عندما نترك البقية لمدة طويلة، لنعد إليهم"
كان البرود مسيطرًا عليه عندما شعرَ بأنّ أجله قريب هنا ثم ألقى نظرةً يائسة