الحلقة (11) - الجميلة و الوحش

204 15 0
                                    

متنساش النجمة حجي قبل ما تقرأ يا قمري★♥

الحلقة (11) - الجميلة و الوحش - :

كانت حديقة القصر مضاءة جزئيا بفوانيس صفراء منحت المكان طابعا خـياليا و قد إنعكست أضوائها علي النباتات الخضراء التي إصطفت بتناسق علي جانبي ممر حجري مؤدي إلي الباب الرئيسي ..
بينما قطع "عاصم" ذلك الممر بخطي واسعة و ملامح متجهمة إلي أن وصل عند البوابة الحديدية الضخمة ، حيث كان "توفيق" يقف هناك بين مجموعة من الثيران البشرية - أفراد حراسة القصر - ..
كان التحدي واضحا تماما في عيني "عاصم" حين قذفه "توفيق" بنظرة متقدة و عيناه مصوبتان مباشرة إلي عينيه المفعمتين بعدائية مكشوفة ..
فيما وقف "عاصم" أمامه راسخ القدمين و إنطلق صوته الهادئ يقول مرحبا:
-اهلا اهلا يا توفيق بيه .. خطوة عزيزة ، مش كنت حضرتك تديني خبر بزيارتك الكريمة ، كنت عملت احسابي و استقبلتك استقبال يليق بيك !
حدق "توفيق" في وجهه و هو يرمقه بغضب جليدي ، ثم قال وصوته يختلج بإنفعال:
-فين هانيا ؟ فين بنت اخويا يا عاصم يا صباغ ؟؟
قطب "عاصم" و هو يتساءل متظاهرا بالجهل و الإستغراب:
-حضرتك جاي تسأل علي بنت اخوك عندي هنا في بيتي ؟ .. ايه اللي هاجيبها عندي يا توفيق بيه ؟؟
صاح "توفيق" بثقة حادة:
-انا متأكد انها عندك.
و صمت لثوان ، ثم إستطرد بخشونة:
-هانيا حكيتلي علي كل حاجة .. حكيتلي علي طلباتك و شروطك اللي عرضتها عليها مقابل انك تخرجها من تهمة انت لبستهلها اصلا ..بس اسمع مني انا بقي الكلام ده كويس اوي .. اذا كنت فاكر هانيا بقت مكسورة و لوحدها بعد موت ابوها تبقي غلطان ، انا لسا موجود ، و طول ما فيا روح و بتنفس مش هسمح لمخلوق يمس شعرة منها أو يأذيها .. هي بتكرهك و بتعتبرك عدوها ، عمر ما هيكون في تصالح بينكوا ، عمرها ما هتفكر تبص لواحد زيك اصلا و اظن انت فاهم قصدي كويس .. و دلوقتي هاتلي بنت اخويا يلا .. انا مش هتحرك من هنا الا بيها.
وقف "عاصم" في مواجهته صامتا ، و قد تصلبت عيناه فجأة مع أن تعبير وجهه ظل محتفظا بليونته ، ثم رد بسكينة أدهشت "توفيق":
-انا فاهم قصدك كويس اوي يا توفيق بيه .. و عارف ان الانسة هانيا بنت اخو حضرتك بتكرهني لمجرد اني رجعت حقي و حق ابويا اللي نهبه مصطفي بيه اخوك من عشرين سنة .. و عارف كمان انها جميلة .. و جميلة اوي كمان ، و ان الف راجل غني و من عيلة يتمناها رغم كل اللي حصل.
ثم تمهل للحظات ، و تابع و في عمق عينيه بريق صارم:
-بس حضرتك لازم تعرف حاجة مهمة اوي .. انا ماتعودتش احقق انتصار ناقص .. و الانسة هانيا هي اللي هتكمل الناقص في نظري.
و بلهجة هادئة و حازمة جدا قال بصراحة مطلقة:
-ايوه بنت اخوك عندي .. و هتفضل عندي لحد ما اقرر انا امتي تمشي.
عند ذلك نفذ صبر "توفيق"و إنقطع الخيط الرفيع الذي كان يمسك أعصابه ، فصرخ فيه قائلا و هو يهم بالإنقضاض عليه لولا أجساد أفراد الحراسة الضخمة التي منعته:
-مش هاسيبك ، و مش هاسيبهالك تعمل فيها ما بدالك .. هرجعها و لو لمست منها شعرة هقتلك .. قسما بالله هقتلك ، انا مابقاليش حاجة ابكي عليها.
إرتسمت إبتسامة خافتة باردة علي وجه "عاصم" قبل أن يقول بلهجة مهذبة:
-مع السلامة يا توفيق بيه .. حقيقي شرفتني بزيارتك.
و بعد أن نطق بهذه الكلمات ، إستدار علي عقبيه و مشي عائدا إلي منزله مخلفا وراءه "توفيق"بصياحه الغاضب و الهستيري ...

"المظفار و الشرسة"🚫حيث تعيش القصص. اكتشف الآن