متنساش النجمه يقمري ★♥
الحلقة ( 31 ) - لا ترغبه عدوا - :
بعد سكون و صمت إمتدا لدقيقة كاملة ..
تحرك "جاسر" أخيرا .. فقطع المسافة بينه و بين شقيقته بخطوات واسعة ، غاضبة ..
شد ذراعها النحيلة بعنف صائحا:
-ازاااي تسمحي لواحد كلب زي ده ييوسك و يحضنك ؟ .. انطقي !
و هوي بكفه علي وجهها .. أطلقت "هاجر" صرخة مدوية و هي تشعر و كأن عظام وجهها قد تهشمت ، و لولا أن أخاها كان لا يزال ممسكا بذراعها لكانت سقطت أرضا من شدة الصفعة ..
بينما زمجر "جاسر" و عيناه تشتعلان نارا حارقة:
-ازاااي يا بنت الاكابر يا متربية ؟ .. ازاي اخلاقك سمحتلك تعملي كده ؟ و مش بعيد يكون حصل اكتر من كده كمان.
و سدد لها صفعة أخري بظهر يده الطليقة أطاحت بها في الهواء ..
لم تر "هاجر" في حياتها شقيقها يتصرف بهذا العنف !
فقد أصبح كالوحش الكاسر و هو يجذبها من شعرها ، و يجرجرها علي أرض الغرفة ، ثم يركلها لتصطدم بالأثاث ..
كانت تحاول أن تدفعه عنها ، و حاولت التعلق بأرچل المقاعد دون جدوي ..
فإنحني هو إلي مستواها ، و غمغم ضاغطا علي أسنانه و هو يستشيط غضبا:
-هقتلك بإيديا يا هاجر .. بس مش قبل ما أجيبه تحت رجلي و اخلص عليه هو الاول .. سامعة ؟ .. هخلص عليكوا انتوا الاتنين.
لم تستطع "هاجر" أن تتظر إليه بسبب الضرب المبرح الذي تعرضت له علي يديه ، فقد كانت تشعر بدوار شديد ..
و لكنها لم تعد تبكي أو تحاول الفرار حتي .. فقد إعتادت الضرب ، و لم يعد مؤلما بقدر كلماته ..
أحست صوته يآتي من مسافة بعيدة جدا .. خالت أنها علي وشك الإصابة بالصمم .. تمايلت الصورة أمام ناظريها و تشوشت ..
لكنها قبل أن تغلق عينيها ، إستطاعت أن تلمح طيف والدها الذي آتي مهرولا و علي وجهه بدت إمارات الذعر ..
أفاقت "هاجر" بعد مدة قصيرة في فراشها ، كانت الضوضلء من حولها عنيفة ..
أخذت وقت لتستعيد وعيها كاملا ، و كم شعرت بالفرح و الأمان لأن ذراع أبيها يسندها و يحيطها بدفء ..
أزاحت جفنيها الثقيلين عن عينيها ببطء ، و زاغت ببصرها قليلا حتي إستقرت أنظارها علي كلا من "جاسر" و "كمال" ..
فسمعت والدها يصدح بكل غضب و إنفعال:
-يا كلب يا حيـواان .. ازاي تمد ايدك بالطريقة دي علي اختك ؟ انت اتجننت يا متخلف ؟؟!
سمعت أيضا صوت "جاسر" الجهوري العنيف يقول:
-انت ماسمعتش و لا مافهمتش اللي قولتهولك ؟ .. بقولك راجعة في عربية راجل غريب و سمحتله يقرب منها .. باسها و حضنها في العربية ، انا شوفتهم بعيني !
رد "كمال الطحان" بصوت آجش و كلماته تندفع من فمه كالحمم:
-مهما كان اللي عملته .. ده مايدلكش الحق تعمل فيها كده ، انا لسا مامتش .. دي بنتي انا .. و انا بس ، انا لوحدي اللي من حقي احاسبها ، انت مالكش دخل.
إكتسب وجه"جاسر" بريقا شريرا جعله تماما كهيئة وحش مخيف و هو يتمتم بخشونة:
-الهانم دي عيارها فلت خلاص .. و كله بسببك ، لكن انا مش هسكت .. سامع ؟ مش هسكت.
و أسلفه ظهره الغاضب و إندفع للخارج كما العاصفة الهوجاء ..
فأسرع "كمال" بمساعدة إبنته ، فربت علي وجنتها المتورمة و هو يقول بلطف:
-هاجر .. هاجر يا حبيبتي انتي سامعاني ؟؟
رغم أنها وجدت صعوبة في النطق ، لكنها قالت بصوت خفيضا ضعيفا لتطمئنه:
-اطمن يا بابي .. انا كويسة.
زفر "كمال" في إرتياح ، إلا أنه عبس فجأة ، و سألها بإقتضاب:
-ايه الكلام اللي قاله اخوكي ده يا هاجر ؟ .. صحيح انتي سمحتي للشاب ده يحضنك و يبوسك ؟؟
إزدردت "هاجر" ريقها في توتر ... و تنامي الصمت بينهما قليلا قبل أن تجيبه بصوت مبحوح:
-يا بابي جايز اكون غلطت .. بس و الله دي كانت اول مرة تحصل ، شهاب بيحبني و انا كمان بحبه .. لكن اكيد عمري ما كنت هسمحله يتمادي معايا ، جاسر فهم غلط.
حاول "كمال" أن يخاطبها بهدوء رغم نيران غضبه المتآججة بصدره ، فقال:
-طب تفتكري يا هاجر اللي بيحب حد بيآذيه ؟؟
تطلعت إليه ذاهلة و تمتمت:
-شهاب عمره ما آذاني يا بابي !
-لا يا هاجر آذاكي .. لما يسمح لنفسه يلمسك مجرد اللمس البسيط بس يبقي آذاكي ، انما هو عمل الادهي من كده .. حضنك و باسك .. قوليلي بقي ، هل ده تصرف واحد بيخاف علي واحدة بيحبها ؟؟
إنكست "هاچر" رأسها في خزي ، فسمعته يتنهد ثم يقول بصوته العميق:
-عموما انتهي النقاش لحد هنا الليلة .. بكرة لينا كلام تاني مع بعض ، انتي استريحي دلوقتي و انا هصحي داده امينة تسهر عليكي طول الليل و تاخد بالها منك.
ثم جذب رأسها برفق و طبع قبلة آبوية خاطفة أعلي جبينها .. ثم نهض و ترك غرفتها في هدوء ..
بينما هطلت دموعها الحارة بغزارة ، و لكن في صمت تام ...