متنساش النجمة حجي قبل ما تقرأ يا قمري★♥
الحلقة ( 26 ) - و ظفر بها - :
لا تعلم لماذا أحست بأنفاسها تختلج في صدرها حين سمعته يقول تلك الكلمات ، فرفعت إليه وجهها الشاحب بسرعة ، و سألته بإقتضاب:
-عايز تعترفلي بإيه ؟؟
أطرق رأسه ، و ظل صامتا للحظات .. أراد أن يجمع أفكاره ، و يستحضر الكلمات المناسبة للتصريح عما يجيش بصدره ..
لكنه فجأة هب واقفا ، و سار صوب النافذة الزجاجية القريبة من موضع مجلسهما ..
إستند بيديه إلي حافتها الرخامية ، و سكن قليلا ..
راقبته "هانيا" منتظرة ما سيخرج من فمه في تشوق ، فيما تقلصت ملامح وجهه المعذب في شيء من الآلم ، فإبتلع غصة مريرة في حلقه ، و سحب نفسا عميقا ، و بدأ يتكلم و لكن بصوت متحشرج بعض الشيء:
-زمان و انا صغير .. ابويا ماكنش بيحب ينزلني الشارع العب .. بس قعدت اتحايل عليه في مرة من المرات لحد ما نزلت ، المهم اتخانقت مع ولد و ضربني و ضربته
لما رجعت البيت و هدومي مقطعة ، ابويا شافني .. قالي مين عمل فيك كده ؟ قولتله فلان.
صمت لثوان ، و تابع بصوت أجش:
-حسيت ساعتها ان عضم وشي اتكسر من كف ايده اللي نزل علي وشي .. و قالي بعدها انزل هات حقك يابن الـ***
نزلت جري و مسكت الولد ده فرمتتته لدرجة ان وشه مابقاش فيه اي علامة مميزة ، و طلعت قولتله انا مسكته فرمته و عورته.
صمت مرة أخري لدقيقة كاملة ، ثم عاد يقول بنبرة متهدجة إنفعالا:
-نفس القلم هو هو نزل تاني علي وشي ، و المرة دي قالي ، ادخل اقلع هدومك و استحمي يا كلب و اوعي تنزل الشارع ده تاني
و بالليل ، لاقينا الباب بيخبط .. ابويا فتح ، لاقينا والد صاحبي و ابنه معاه وشه كله ملفوف بالشاش ، ابويا رحب بيه و قاله ، اهلا اهلا يا استاذ اتفضل ..
الراجل دخل و قاله ، انا زعلان و الله ، يرضيك عاصم يعمل في اخوه كده ؟ ابويا قاله لا و الله مايرضنيش .. و إتكرر قدام الراجل و ابنه نفس القلم هو هو لتالت مرة ، بس المرة دي لا عيطت و لا حتي حسيت بآلم اد الصدمة في ابويا ..
و فضلت مقتنع ان ابويا مجننون ، و بقيت اسأل نفسي .. هو عاوز ايه ؟ .. اتخانقت ضربني ، نزلت ضربت اللي ضربني بردو ضربني .. و لما الناس جت بردو ضربني !.اكيد ابويا مش طبيعي.
و هنا إلتفت إليها ، و كانت نيران المدفأة تنعكس علي عينيه الحادتين و صفحة وجهه نصف المشوه ، ثم قال بهدوء هذه المرة:
-بس لما كبرت ، و بعد كل التجارب اللي مريت بيها .. عرفت معني التلت اقلام ..
اول قلم .. اوعي تسيب حقك ، تاني قلم .. اوعي تفتري علي حد ، تالت قلم .. اوعي بسببك حد يجي يقول انك اتسببت في مشكلة قدام حرمة بيتك او قدام حرمة بيوت الناس.
نظرت إليه بمزيج من الدهشة و الإستنكار ، و سألته محتدة:
-و لما انت اتعلمت كل ده .. بتعمل عكسه ليه ؟ .. بتفتري ليه ؟ بتتعدي علي حرمة بيوت الناس ليه ؟؟!
إنفلت عقال غضبه و إنفعاله بغتة ، فصاح بعنف متهور:
-أنا ماشي علي كلام ابويا .. مافيش خطوة خدتها في حياتي مش سليمة ، انا صاحب حق .. و لحد اخر نفس هفضل احارب لحد ما اخد حقي.
باغتته بعدائية:
-و ايه وجه الحق في اللي عملته و اللي بتعمله فيا ؟؟
رأته يعود بالخطي نحوها مرة أخري و هو يبتسم في تهكم مرير .. و لما وصل إليها و جلس قبالتها مجددا ، مد جسده ليكون علي مقربة منها ، ثم قال بتؤدة و ثبات:
-انتي وجه الحق نفسه .. انتي حقي يا هانيا ، حقي اللي مش هتتازل عنه مهما حصل.
و هنا ، تهاوت دموعها الحبيسة منذ إسبوع و أكثر ، و هتفت غاضبة:
-لأ مش حقك .. انت عدوي ، مهما كان اللي بينك و بين ابويا ، او اللي كان بين ابوك و ابويا .. هتفضل عدوي ، كفاية اصلا اللي عملته فيا .. انت دمرتني ، دوست عليا برجليك و سوتني بالأرض .. انا شفت معاك ذل عمر بحاله ، و عمري ما هسامحك.
راحت عيناه ترسلان شرارات خطر و هو يتفحص وجهها المتمرد الحزين ، ليصيح فجأة:
-انا مادمرتكيش و لا دوست عليكي و لا عملت اي حاجة من اللي قولتي عليها .. انا ماجيتش جمبك ، انا ماقربتش منك حتي يا هانيا .. انتي لسا زي مانتي ، انا مالمستكيش !