النجمة بتاعتي يصاحبي مش كل شوية هنشحت منكلم النجوم اومال لو مكنتوش القمر بذات نفسه هتعملو فيا اية....؟ 😂😂♥✨
الحلقة ( 23 ) - هل تقبلين به زوجا ؟ - :
راحت "هاجر" تتأمل فستان السهرة الزهري الجميل ، الذي إرتدته خصيصا من أجل حفلة زفاف شقيق "شهاب" البسيطة ..
لم تكن قد إرتدت في حياتها فستانا مثله .. فهي دائما ما تميل إلي إرتداء الملابس العصرية المنتشرة ، و الفساتين الربيعية الرقيقة ، و تلك هي أول مرة ترتدي فستانا أنثويا جذابا يظهر مفاتن جسدها بوضوح ..
و لذلك شعرت بالخجل و الإرتباك جراء المظهر الجديد الذي ظهرت فيه .. كانت ملمة بأمور الزينة و التجميل ، فإستعملت المكياچ بمهارة ، و صففت شعرها بعناية أيضا ، حيث جمعت خصلاته الفوضوية في خصل حريرية ملساء ..
ثم إنتقلت بعد ذلك لعلبة مجوهراتها ، فإرتدت قلادة ذهبية كبيرة ، و علقت في أذنيها زوجي أقراط عريضين .. هزت رأسها لتعتاد ثقلهما ، ثم راحت تمعن النظر إلي نفسها بالمرآة ..
لقد تركت المجوهرات و الفستان و المكياچ أثرا واضحا عليها ، و أدركت لأول مرة أن لها جسدا متكاملا فاتنا ، كان مختبئا خلف قدسية عذريتها التي لطالما حافظت عليها و صانتها بشتي الطرق ..
بالملابس المحتشمة ، و لو أنها علي غرار العصرية الأوروبية ، و لكنها كانت تنتقيها بعناية ..
و أيضا بحسن سلوكها ، و طريقة تعاملها مع الآخرين .. و لكنها مؤخرا ، لاحظت تغييرا كبيرا طرأ علي مشاعرها ..
فمنذ ظهور "شهاب" بحياتها ، صار كل شيء في حياتها اليومية له معانٍ أخري ، لم تكن تعرفها مطلقا قبل أن تلقاه ، فمثلا ..
أصبحت تحس و تري كل شيء تملكه ، و كأنها تحسه و تراه لأول مرة ..
كثيابها ، و رائحة عطرها ، حتي نفسها .. لقد جعلها تشعر بإنها ولدت من جديد ، بهوية جديدة ، إذ إكتشفت أن حياتها الماضية كلها كانت تساوي لا شيء ، مقارنة بالفترة القصيرة التي قضتها معه ..
مرحه ، مزاحه ، مزاجه المتقلب .. كل هذه الأشياء شكلت مراحل عمرها من جديد ، و هي الأن في أوج أجمل مرحلة بعمرها ..
حيث يدق قلبها و لأول مرة .. إنها لا تعرف ما إذا كان يبادلها نفس الشعور أم لا ، و لكنها تعرف جيدا أنه علم أكيد بمشاعرها تجاهه .. :
-الله الله الله .. ايه الشياكة و الحلاوة دي كلها يا ست هاجر ؟ من امتي ده كله ؟؟!
إلتفتت "هاجر" نحو مصدر الصوت ، لتجد شقيقها يقف علي أعتاب باب غرفتها ، يتفحص مظهرها الجديد و الغريب عليه تماما بدقة بالغة ، فإنفرج ثغرها بإبتسامة خفيفة و هي تجيبه بصوتها الرقيق:
-اهو بحاول يا جاسر.
سألها مقطبا بصوته الخشن:
-بتحاولي ايه بالظبط ؟؟
هزت كتفيها بخفة قائلة:
-بحاول اكون انثي.
أرجع "جاسر" رأسه إلي الوراء ، و أطلق قهقهة عالية ، ثم عاد ينظر إليها و قال:
-بتحاولي تكوني انثي يا هاجر ؟ .. ماشي ياستي و لو انك زي القمر يعني في جميع الأحوال .. انما ما علينا ، علي فين العزم كده بالمنظر الانثوي ده ؟؟
بدون أن يطرف لها جفن ، أجابت بصوتها الناعم حتي لا يشك بها شقيقها:
-فرح .. رايحة فرح يا جاسر.
-و فرح مين بقي اللي انتي رايحاه و عاملة في نفسك كل ده ؟؟
إبتسمت في هدوء ، و أجابته:
-فرح ناس صحابي ماتعرفهمش.
أومأ رأسه مرارا ببطء ، ثم قال بصوت أجش:
-طيب .. انتي مش هينفع تروحي لوحدك ، انا هخلي مأمون يوصلك.
هنا ، لم تستطع منع الرجفة في صوتها و هي تسارع إلى القول:
-لأ ما هو في حد هيجي ياخدني و يرجعني تاني.
عبس "جاسر" في تحفظ و هو يسألها:
-حد ؟ .. و حد مين ده بقي ان شاء الله ؟؟
تداعت ثقتها بنفسها في تلك اللحظة ، لتجد لسانها ينطق بشيء من الإرتباك:
-ده .. ده يبقي اخو العروسة صحبتي ، هيوصلني و بعدين هيرجعني لحد هنا تاني.
-لا و الله !!
قالها "جاسر" متهكما بطريقته الفظة ، و تابع:
-و انتي فاكرة اني ممكن اسيبك تركبي عربية
لوحدك مع راجل غريب و كمان و انتي بالمنظر ده ؟ ليه ؟ كيس جوافة انا و لا ايه ؟؟!
إتخذت "هاجر" الدبلوماسية في الرد سبيلا لإقناعه ، فقالت بلطف مبتسمة:
-ماتقلقش يا جاسر .. انت اكيد واثق في اختك و عارف هي بتتصرف ازاي مع الناس خصوصا الناس الغريبة ، و بعدين هو عارف كويس اوي انا بنت مين و اخويا يبقي مين.
إزدادت إبتسامتها إتساعا ، عندما رأت إبتسامته هو الأخر تتسرب إلي شفتيه تدريجيا ، ثم يقول:
-بتهتيني يا هاجر ؟؟
قهقهت بمرح ، ثم قالت:
-ما عاش اللي يهتك يا حبيب هاجر .. انا بس عايزاك تطمن و تحط في بطنك بطيخة صيفي ، و خليك واثق في اختك شوية بقي.
-طبعا واثق فيكي ، انما مش واثق في الناس اللي حواليكي.
تململت بطريقة طفولية و هي تقول:
-ماتقلقش بقي يا جاسر.
حك "جاسر" ذقنه يتفكير ، ثم سرعان ما أنارت البسمة وجهه و هو يقول:
-ماشي يا هاجر .. روحي.
قفزت "هاجر" إلي حضن شقيقها متصايحة:
-حبيبي ربنا مايحرمنيش منك ابداااا.
ربت "جاسر" علي شعرها في حنان أخوي ، و لكنه قال بصلابة يحذرها:
-بس تاخدي بالك من نفسك ، و ترجعي بدري .. اوعي تتأخري.
عادت تنظر إليه بإمتنان قائلة:
-حاضر مش هتأخر ، و هاخد بالي من نفسي.
و هنا ، تصاعد صوت رنين هاتفها ، فإلتفتت و هرولت لتلتقطه من فوق فراشها ..
وجدت الشاشة تضيء بإسم "شهاب" .. ألغت إتصاله ، لتشير له بإنها في طريقها إليه ، ثم دست هاتفهها داخل حقيبة يدها الصغيرة ، و إندفت للخارج و هي تهتف بشقيقها:
سلااام ياا جاااسر.
صاح بدوره يذكرها بتعليماته:
-خدي بالك من نفسك و متتأخريش.
فجائه صوتها المتباعد تدريجيا:
-حاااضر.