متنساش النجمة حجي قبل ما تقرأ يا قمري★♥
الحلقة ( 20 ) - إنفطر القلب - :
كانت صفحة الليل سوداء ،،
مرصعة بالنجوم ، و السكون يخيم علي ذلك القصر الضخم و المعزول نسبيا عن العالم الخارجي و الناس ..
أما النسائم الرقيقة ، فقد أثقلها آريج الأزهار و الورود علي إختلاف أنواعها و هي تتسلل إلي أنف "عاصم" من خلال شرفة مكتبه المفتوحة ، حيث كان يقف أمامها شاردا في بحر من الأفكار ..
لقد كانت جذوة الأمل بقضاء يوم لا ينسي غدا قد خبت في أعماقه بسبب ما فعله توا مع صديق عمره الوحيد "زين" ..
لقد أهانه بدرجة كبيرة ، و هو نادم أشد الندم علي ذلك ، منذ رحيله قبل قليل ، لم ينفك "عاصم" عن التفكير في كيفية مرضاة صديقه ..
و لو أنه غير واثقا من جدوي تفكيره .. فأي إعتذار ذلك الذي يمكن أن يجعل "زين" ينسي أو يتناسي ما قاله "عاصم" .. فقد كان كلامه قاسي و خارج عن المألوف بصورة كبيرة ، لدرجة جعلته هو نفسه يشعر بالذهول من ذاته.. فكيف فعل ذلك مع "زين" ؟؟ كيف ؟ ..
أفاق "عاصم" من تفكيره مغموما و هو يشد علي يديه بقوة مغمضا عينيه .. من الواضح أن الأمر سيطول قليلا حتي يجد حلا لتلك المشكلة ..
إنتقل "عاصم" بتفكيره بصورة سريعة إلي أسيرته الفاتنة .. "هانيا" ..
كل الأمور التي كانت تشغل تفكيره طوال هذا الوقت ، إحتار في إتخاذ قراراته بشأنها ، عدا الأمر الذي عزم بكل قوته علي تنفيذه ، كان محسوما و بشده ..
إذ يجب أن يتم زواجه بها و غدا كما وعدها ، حتي و لو تم ذلك رغما عنها ، فقد بات الأمر خارج عن إرادته ، إنها إرادة قلبه الأن ..
قلبه الذي لم يذق للحب طعما منذ ولادته حتي إلتقي بها ، كان قدره أن يقع في غرامها ، من دون جميع الحسناوات اللائي كان بإمكانه أن يتخير أجملهن و يتخذها ملكا له بأمواله ، إلا أنها وحدها من إستطاعت أن تنتزع الوجه الأخر للشيطان اللئيم بداخله ..
أنها الأن حبيبته ، رغم معارضتها لذلك ، رغم كرهها و نفورها منه .. إن الحب جنون منذ القٍدم ، و قد إعتاد التعقل في تصرفاته ..
لكنها غيرت فيه الكثير دون أن يدري كيف إستطاعت أن تفعل ذلك !
إنها حقا تراه وحشا ، و لكنها أيضا بإستطاعتها أن تخضع هذا الوحش لإرادتها وقتما تشاء ، فقط إذا سايرته و لبت له رغباته بطواعية .. عند ذلك لن يتردد في تقديم أي شيء تطلبه أو تتمناه ، فقد تاقت نفسه إليها ، و يريد بشدة أن ينال حاجة قلبه و عقله منها .. :
-عاصم بيه !
تناثرت فجأة أفكار "عاصم" أشلاء علي درب الواقع لدي سماعه صوت الخادمة .. إلتفت إليها بقامته المديدة الجامدة ، و سألها عابسا:
-في ايه ؟؟
أجابت الأخيرة بخفوت منكثة رأسها:
-هانيا هانم كان بقالها شوية بتخبط علي باب اوضتها و عايزة تخرج ، انا سيبتها لما هديت خالص و جيت ابلغ حضرتك ، مارضتش افتحلها الباب زي ما حضرتك امرت.
هز "عاصم" رأسه ، و بصوته الأجش قال:
-طيب .. روحي انتي دلوقتي.
أطاعته الخادمة بتهذيب ، و إنسحبت في هدوء ..
بينما ظل "عاصم" ساكنا للحظات ، ثم إتجه للخارج قاصدا حجرة "هانيا" ...