الـفـصـل الـخامـس عـشر بعنوان : ربَّ ضارة نافعة.
يكفيني نظرة واحدة من عيناها لأعلم ما يجول في خدرها.
----------------------------------يوم الأربعاء من الثالث وعشرين من يناير :
دلف ترم المنزل بقميصهِ الأزرق المبلل مع بعض القطرات المياه التي تنسكب من جبهته كتساقط الندى من ورق الشجر، قام بمسحّها بظاهر يده عقب أن غسل سيارته وسقى الحديقة، دخل إلى غرفة الجلوس المتصلة بالمطبخ مباشرة ووجد هناك ابنته الحبيبة ريا ترتدي بجامة خضراء طويلة تصل إلى ركبتيها مزينة بكلمات حمراء .كانت تجلس جلسة القرفصاء على الاريكة الزرقاء اللون، ما أن رأت والدها حتى عدلت من جلستها واحتظنت يديّها الصغيرتين مباشرة .
استغرب ترم تصرفها ثم لاحظ أن ابنته تحدق في الساعة الحائط بين الفين والفينة .
أراد أن يسألها عمَّ يشغل بالها ولكنه تراجع في آخر لحظة وقرر أطفاء ضمأه أولًا، حتى يتسنى لهُ الحديث بحريه كون حلقه جاف، أكمل سيره نحو البراد الذي يقبع أمام السُلم ينتصب بشموخ كحارس البلاط الملكي، سكب لنفسه قدح ماء ودفعه في جوفه وشربه منه دفعة واحدة إلى آخر قطرة، أرتشفها دون رحمة.
ثم عاد إلى الجلوس بجانب ابنته العزيزة بقى صامتًا للحظات ينتظر أن تخبره بما تشعر، حتى سألته ريا بنبرة شخص لديه مشكلة كبيرة أو على الأقل لديه ما يعكر صفوة تفكيره
- أبي متى تعود عمتي من العمل؟ لقد تأخرت عن الوقت المعتاد !نظر ترم نحو الساعة الجدارية كأنهُ يريد أن يتأكد من الوقت ثم أردف مؤيدًا كلامها:
- معكِ حق، ربما حدث أمر مهم في الكلية أستوجب تأخرها؟ ولكن هل الأمر مهم جدًا ؟ارتبكت قليلًا وقالت بنبرة شاردة :
- كلا .. ليس أمرًا هامًا .بعد أن لاحظ ترم ارتباك ابنته تقرب نحوها ووضع ذراعه على كتفها حتى يطمأنها ثم استرسل بنبرة رقيقة يغلفها الحب والحنان :
- فهمت لابد أنها مسئلة خاصة بالنساء، لذا تريدين قدوم سناء ؟هزت رأسها بالنفي مع همس بحياء:
- كلا ، ليس هذا الأمر.عاودت ترم الاستفهام قائلًا بنبرة هامسة
- هل أنت متأكدة أنها مسئلة لا تخص الفو..تزامن قوله مع هبوط سراج وفراج من الدرج، لذا كردة فعل لا ارادية وضعت أحدا يداها على فمه حتى تمنعهُ من قول تتمت الكلمة، بعد أن اصطبغ وجهها باللون الوردي وحسحست بخفوت وهي صاكة على اسنانها :
- كلا ، الأمر ليس كذلك.حاول ترم الضحك على ردّت فعلها العفوية ولكنه كتم ضحكته ولم يبدها حتى يكون على جدية لكي يستطيع تقديم العون لها بأفضل صورة.
أنت تقرأ
رُبِّ ضارة نافعة || تأليف د. الاء
Romantizmأنت سندي في هذهِ الحياة لذا لا تكسر هذه الثقة التي بيننا فَينكَسر بذلك ظهري ------------- قصة اجتماعية بنكهة اسلامية مقتبسة من احداث واقعية نشرت في يوم : ١١.٣.٢٠٢٢ أنتهت في يوم : ٢٠٢٢. ٩. ٣٠ ملاحظة مهمة / الفكرة من بنات أفكاري ولا أحلل السرقة او ا...