الـفـصـل الـثـامـن عـشـر

64 2 0
                                    

الـفـصـل الـثـامـن عـشـر بعنوان : أصبحت ابًا.

تبرعت بواحدة، فرزقني الله ثلاثة اضعاف الواحدة.

----------------------------------

بعد أن أوصل عبد المطلب جمال إلى المشفى ومكث هو ومهند قرابة ثلاث ساعات واطمأن على حال زميله، كان في حالة شد وتوتر عصبي لذا لم ينتبه إلى المكالمات الواردة من زوجته بعد أن استبطأت عودته إلى البيت بقيتْ تحاول الاتصال به كذلك ابنه واثق .

عندما خرج من المشفى وأراد العودة انتبه إلى ملابسهِ الملوثة بالدماء لذا أسرع إلى أحد المحال القريبة واشترى قميصا جديدًا وبصعوبة تهرب من اسئله البائع عن الدم الذي يغطي قميصه، قام بتغيير ملابسه ووضع القديم في الكيس بعدها عاد إلى البيت.

ما أن دخل الدار استقبلته أم واثق بقلق بقى صامتا إلى أن شرب ماء ليروي ضمأه ثم توجه إلى غرفة النوم الخاصة بهم ليتسنى له أن يروي لها ما جرى بأريحية .

جلس يسرد عليها بقليل من الانفعال قبل أن يغير ثايبه حكى لها ما حصل من أحداث خلال اليومين الماضيين كونه لم يستطع يوم امس أن يخبرها بالتطورات بسبب انشغاله بابنه ثابت لذا جلس يستطرد عليها كيف يوم امس قام أحد الاساتذة بسرقة الاسئله وكيف تم كشفه ومحاولته في الايقاع بفرع الاسماك ومن ثم احداث اليوم من اصطدام الدكتور جمال واخذه إلى المشفى أكمل شرح وقائع الاحداث بقوله بحزن :
- وها أنا قد جاءت إليكِ من المشفى .

افترست أم واثق ملامح عبد المطلب ثم هسهست بضجر وهي تقلص بنيتيّها مع احتضان يدها :
- هل أنت متأكد بأنك لم تأتي من المشفى لأن زوجتك الثانية قد رزقت بمولود ؟

تغييرت تعابير وجه عبد المطلب ثلاثمائة وستون درجة وبقى برهة قصيرة يترجم السؤال الذي طرح عليه عقبها أراد أن يحتج بغضب على سخافة تفكيرها فأسرعت تعلل ردت فعلها :
- هدء من روعك كيف تريد عقلي الصغير أن يستوعب جميع هذه الأحداث؟ قد حدثت في يومين فقط!

وضع عبد المطلب يده أسفل حنكهِ مفكرًا ثم استرسل :
- نعم أن ما جرى أغرب من الخيال ... على أي حال لندعو للدكتور جمال بأن يقوم بالسلامة .

تمتمت أم واثق ببعض الكلمات تدعو للمعنى بأن يمّن الله عليه بالصحة والعافية وبينما هي ما زالت تذكر الدعاء استقام وهتف الدكتور عبد المطلب كأنه يفكر في شيئا:
- شيئًا آخر يجب أن أذهب غدًا إلى الجوازات للحصول على فيزا .

وسعت ام واثق فكيها ثم بادرت بخوف وارادت أن تتحسس جبينه لتتأكد من سلامة صحته، ولكنه منعت نفسها في آخر اللحظة واكتفت بعبارة :
- هل أنت متأكد بأنك لم تصاب بالحمة؟ لماذا تريد الذهاب إلى الجوازات !

رُبِّ ضارة نافعة || تأليف د. الاء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن