رُبِّ ضارة نافعة || تأليف د. الاء

الـفـصـل الـحـادي عـشـر

الفصل الحـادي عـشـر بعنوان : مواجهة.

قد يغوينا الشيطان بنصر مزيف تناله عيننا نتيجة مكر مكرناه ولكن ننسى أن الله خير الماكرين .
----------------------------------

في صبيحة يوم الثلاثاء المصادف الثاني والعشرين من شهر يناير كانت الجامعة يسودها جو مشحون ومضطرب علاوة على أن السماء ملبدة بالغيوم فزادت الأجواء شحنة، كان جميع من في الكلية الاساتذة، العاملين، الطلبة كأنهم في سباق مرثون فالاساتذة يرتبون الطلبة على مقاعدهم ويوزعون الدفاتر الامتحانية بينما العاملين منشغلين في توزيع اقداح المياه البلاستكية بينما يسمع بعض الضجيج القادم من الطلاب المتأخرين والسؤال على أماكنهم أو السؤال عن رقم قاعاتهم ؟ عشرون دقيقة أضافية كافية لجعل الهدوء يعم المكان فبعد أن توزع الدفاتر الامتحانية يعم الهدوء المكان ويصبح أصدار أي صوت بمثابة حكم بالعدام لأن أصدار أي حركة او صوت يؤدي إلى فصل الطالب من الامتحان والرسوب بالمادة .

وفي وسط هذا الصمت المطبق قُدِمت مغلفات الأسئلة الامتحانية وشارع المراقبين إلى توزيع الأسئلة بنتظام وترتيب. بينما أعتلت الرهبة وجوه الطلبة وخوفهم من الأسئلة ودقات القلب أزدادت ضرباتها، وفي وسط القاعة رقم خمسة التي شاء القدر أن يكون الدكتور عبد المطلب أحد المراقبين الذين يراقبون الطلبة حتى يشهد ما سيحصل من مسرحية.

قَدِمت اسئلة الدكتور جمال والتي قدمها إلى أحد المراقبين وعندما أمر رئيس القاعة أحد الطلبة بتوقيع المغلف الذي يثبت أن لا أحد قد رأى الأسئلة من قبل وأنها سوف تُفتِح لأول مرة حدث ما لم يكن في الحسبان، فقد جاء العميد مع بعض الاساتذة كانت وجوههم متجهمة ولا تبشر خيرًا وكان من ضمنهم الدكتور ضامر الذي كان يمسك شيء في يده تحدث مخاطبا رئيس القاعة بنبرة عالية تتأبط شرًا :
- لحظة أستاذ صادق لا تقم بتوزيع الأسئلة!

دهش الأخير من الطلب الذي وجه إليه وقال بتلقائية:
-لمَّ!

بينما توجهت أعين الجميع إلى الدكتور ضامر مع علامة استفهام وغمر القاعة جو رهيب من الصمت المطبق للحظات قبل أن يفصح الدكتور ضامر كلامه موضحا مع أبتسامة مستفزة تعلو شفتيه وتبرز أقبح مافيه وهو سواد أسنانه :
- لأنه ببساطة قد تسربت الأسئلة الامتحانية وقد وصلتني نسخة منها من أحد الطلبة وعندما أستفسرت منه قال أنه تم تسريب الأسئلة إلى الطلاب؛ لذا لا داع لتوقيع مغلف الأسئلة وأكمال الامتحان.

وقع الكلام عليهم كالصاعقة مدوية، بهت رئيس القاعة الدكتور صادق كذلك باقي المراقبين بينما جأر الدكتور عبد المطلب مدافعا عن زميله عن المهزلة التي يسمعها
- ما هذا الكلام يادكتور ضامر ! كيف تتهم الدكتور جمال بتسريب الأسئلة؟

أكمل الاستاذ صادق استفساره :
-نعم كيف علمت أن الأسئلة قد تسربت ! اعطني النسخة التي وصلتك؟ ومن هو هذا الطالب الذي اوصلها لك.