الفصل الثاني بعنوان : بعثة.
العطاء مهما زاد مقداره لا يعود لصاحبه سوى بالمنفعة.
----------------------------------
في صبيحة يوم الأحد توجه الدكتور عبد المطلب بسيارته البيضاء إلى مكان عملهِ جامعة بغداد تحديدًا في كلية الطب البيطري، كان يسير على الطريق السريع قبل أن يصل إلى تقاطع صلاح الدين الذي يكون في العادة مزدحمًا كونهُ يربط أربع طرق رئيسة وكان البعض ذات الطبقة الكادحة يستغل هذا الازدحام أثناء تحول أشارة المرور من الحمراء إلى الخضراء في بيع بضاعتهِ والتي في الغالب تكون إما مناديل معطرة أو قارورات المياه البلاستيكية حيث يتجولون بين السيارات وهّم يلوحون بها في الهواء علّهم يجدون من يشتري منهم.
استدار الدكتور عبد المطلب إلى جهة اليمين حيث الطريق المؤدي إلى منطقة العامرية وسار قرابة عشر دقائق قبل أن يصل إلى تقاطع العامرية والذي يكون أيضًا مزدحما لنفس الأسباب السابقة ثم بعدها تأتي منطقة أبو غريب من جهة الأمام حيث تقع الجامعة خلف سيطرة دخول بغداد مباشرةً .
كان الدكتور عبد المطلب متوسط القامة، متناسق الجسم، حنطي البشرة، في الثالث والخمسين من عمره، يلقي حنانهُ على الجميع دون استثناء، صديقٌ للطلبة مثل الأب الحنون على أبنائهِ، واسع الصدر يمتلك قلبًا أبيض طيب على الرغم أنه سريع الانفعال إلا أنهُ بسرعة تهدأ ثارته، وغضبهِ في العادة ناتج من حرصهِ الزائد على من يعنون لهُ الأمر سوى كانوا أبناءه أو طلابه.
في تمام الساعة الثامنة وخمس عشر دقيقة كان الدكتور عبد المطلب يلقي محاضرتهُ على طلبة الماجستير داخل غرفته في قسم الأسماك.
وعقب إنتهاء الدرس توجه إلى فرع الأمراض بعد أن قَدِمت مكالمة هاتفيه من زميلهِ يخبرهُ أنهُ تم أستدعائه من قبل رئيس قسم البعثات.
دخّلَ إلى مكتب رئيس فرع الأمراض وكان هناك اجتماع مغلق، قد تقرر لرؤساء الأقسام الثلاثة ( الأمراض، أمراض الدواجن، أمراض الأسماك) في تمام الساعة العاشرة ونصف، ناقش فيه رئيس قسم البعثات ريان عن من يجب أن يقع عليه الاختيار لهذا العام ؟
فقد جاءت ترقية خاصة للشخص الذي سوف يتم أختياره وتتضمن الترقية ترقية مزدوجة بالإضافة السفر إلى مؤتمر في دولة تركيا يجتمع فيها نخبة من الأطباء البيطريين من مختلف الدول بعضها عربية والبعض الأخر الأجنبية لمدّة خمسة أيام ابتداءًا من السادس وعشرين إلى واحد وثلاثين من شهر يناير.
عدل السيد ريان جلسته حتى يستأنف قراره النهائي، وكان ريان رجل في نهاية عقدهِ الخامس طويل الأنف أسمر البشرة، كمثري الرأس يرتدي قاط رصاصي مخطط مع قميص أبيض ورباط أزرق اللون.
أنت تقرأ
رُبِّ ضارة نافعة || تأليف د. الاء
Romanceأنت سندي في هذهِ الحياة لذا لا تكسر هذه الثقة التي بيننا فَينكَسر بذلك ظهري ------------- قصة اجتماعية بنكهة اسلامية مقتبسة من احداث واقعية نشرت في يوم : ١١.٣.٢٠٢٢ أنتهت في يوم : ٢٠٢٢. ٩. ٣٠ ملاحظة مهمة / الفكرة من بنات أفكاري ولا أحلل السرقة او ا...