الَفُـصّـلَ الَسِـابـع

72 6 0
                                    

الَفُـصّـلَ الَسِـابـع بعنوان : خيبة.

عدم معالجة الموقف بشكل الصحيح يؤدي إلى تراكمات كارثية تخرج عن حيز ادراكنا.

----------------------------------

صباح يوم الخميس السابع عشر من يناير كان الجو يميل إلى البرودة حيث نسمات الهواء تداعب أوجه المارة وعلى الرغم من لطافة الجو في مثل هذا الفصل من السنة إلا أن العاملات كاننّ يواجهن صعوبة في تنظيف الممرات حيث الرياح تعصف بالأوراق الأشجار وتجعلها تتناثر هنا وهناك ويستصعب عليهن جمعها حيث كان عملهن يبدو كجهد مبعثر.

وكان من ضمنهن العاملة ام تحسين التي اتسخت ثيابها بالاتربة ومع ذلك لم تكن تشتكِ كالعاملات الأخريات اللواتي كان يتذمرًا من الطلبة والاساتذة حيث كانت في عالم آخر غير مبالية بشكاوى زميلاتهآ، كان يشغل تفكيرها المهمة التي وجهت إليها، على الرغم كونها أخذت المبلغ إلا أنها لا تزال تفكر هل توافق ؟ هل ترفض، وإذا أرادت الموافقة فكيف سوف تنفذ المهمة دون أن يكتشفها أحد؟

وبينما هي تأخذ بها الأفكار وتعصف بها من كل جانب والوسواس يحثها على الموافقة لم تنتبه إلى الوقت،
وعقب أنتهاء من مهامها الروتينية قامت بتجهيز الشاي إلى اساتذة فرع الأسماك عندما أشارت عقارب الساعة إلى العاشرة وسبع وخميسون دقيقة ثم بدأت بتوزيع الفناجين على الكادر التدريسي بينما كانت تختلس النظر إلى غرفة الدكتور جمال بين الفين والأخرى وإلى حاسوبهُ تحديداً .

عقبها بدأت بمسح الطاولات في القسم إلى أن توجهت إلى ردهة الدكتور جمال تمسح مكتبهُ من الاتربة وفي نفس الوقت تراقب الحاضرين في الفرع إلى أن خلى المكان، وقد أستفادت من أنشغال الاساتذة بتجهيزات الامتحانات تزامنا مع ذهاب الدكتور جمال لقضاء حاجته، وخلو الجو لها بسماح للشيطان بأن يتخلخل في دواخلها ويتطاول أكثر إلى جعلها تمد يدها بسرعة وتفتح الحاسبة وتستخدم الفلاش وتقوم بالبحث عن الأسئلة بينما كانت عيناها على الباب تراقب أي شخص يأتي من الخارج إلى أن أستطاعت في الأخير العثور عليهن، بعد أن شرح لها الدكتور ضامر شرحًا مفصلًا عن طريقة فتح الحاسبة وأدخال الفلاش مع البحث عن الأسئلة ونقل نسخة منها إلى الذاكرة، وجعلها تجرب أمامهُ عدت مرات إلى أن نجحت؛ لذا أنجزت المهمة قبل أن يكتشفها أحد بكل بساطة وأنسحبت بسرعة من المكتب عقب أغلاق الحاسبة وإعادت كل شيء إلى مكانه كأن شيئًا لم يحدث.

في الثانية عشرة والنصف ظهرًا توجهت إلى فرع الأمراض وتحديدًا إلى غرفة الدكتور ضامر وصلت بأنفاس مثقلة نتيجة الخوف الذي ينهش روحها، بعدها سلمت الفلاش بيد مرتعشة ثم أستطردت بنبرة مهتزة يتخللها الارتجاف
- دكتور لقد أكملت المهمة وأحضرت نسخة من الأسئلة كما طلبت .

رُبِّ ضارة نافعة || تأليف د. الاء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن