part 1

6K 105 12
                                    


الفصل الأول: ملاك... نقطة ضعفي

في أحد الطرق الصحراوية بمصر، كانت السيارات متجمعة، والناس ملتفين حول حادث مروّع.
البعض اتصل بالشرطة، آخرون بالإسعاف، وآخرون حاولوا إخراج من بداخل السيارة المنكوبة.
كان الجو مشبعًا بالترقب، وكأن الزمان توقف لحظة، كل شيء صار متشابكًا. أضواء الطوارئ تومض، والهواء مشبع بالعطر الحزين للحادث.

في داخل السيارة، كان "مهاب" يقاوم بشدة ليخرج من السيارة. كان الألم يشل جسده، لكنه كان يتشبث بالحياة من أجلها، من أجل ابنته.
بعد كسر الزجاج، حاول بكل قوته أن يحرر نفسه. لم يكن يهتم بجراحه، بل كان يشحذ طاقته بكل ما تبقى له من أنفاس.
نظره كان مشدودًا إلى الطفلة التي كانت مقيدة بحزام الأمان في المقعد الخلفي، وكان قلبه يرفرف خوفًا عليها.

أحد الواقفين اقترب وساعده في الخروج. نظر مهاب إليه، فوجد شابًا في الثلاثينات من عمره، ملامحه قوية، وهيبته طاغية، لكنه يحمل في عينيه شيئًا غريبًا، كأن فيه الكثير من الأسئلة لم تُسأل بعد.

مهاب (بتعب شديد): ممكن أطلب منك طلب؟
الشاب: اتفضل.

عيني مهاب كانت مليئة بالدموع، لكنه حاول أن يظهر ثباته، لأنه كان يعلم أن حياته أصبحت مرتبطة بما سيحدث الآن.
بينما هو يخرج ابنته من المقعد، كانت يداه ترتجفان، لكن صوته كان ثابتًا وهو يقول:

مهاب: البنت دي اسمها "ملاك"، أمانة في رقبتك. أنا مهاب السيوفي، لو طلعت من الحادث بخير، هاجي أخدها.
لو حصلي حاجة أنا ومراتي، خلي بالك منها. أوعى حد يعرف مكانها، عندي أعداء كتير... هي نقطة ضعفي.
لو عرفت إني مت، خليك معاها، وده الكارت بتاعي... عليه فلوس كفاية ليها.

ترددت الكلمات في قلب الشاب، وتفاجأ لعزم مهاب على تكريس حياته للدفاع عن ابنته رغم كل شيء.
الشاب (بهدوء): إن شاء الله هتطلع منها. الإسعاف جاية، وهتساعدكوا. وبلاش كلام كتير.
أنا مش محتاج فلوس... أنا اسمي عاصم.

مهاب (بصعوبة): حاف...ظ...لي...عل...يها...لح...د...ما...أج...ي...أخ...دها...إلا...لو...قابلت...رب...كريم...

لم يرد مهاب بعدها. عاصم كان قد قرر أن يتحمل المسؤولية. أخذ الطفلة وخرج بها مسرعًا قبل أن تراه أعين العدو.

---

في مكان آخر... في بيت عاصم الصاوي

كانت زوجته "جميلة" تنتظره بقلق شديد في شرفة شقتهما.
قلبها كان مليئًا بالهموم، لأن غيابه طال أكثر من المعتاد، وقلقها زاد لأنه لم يرد على اتصالاتها.
بينما هي جالسة على حافة الشرفة، كانت الأفكار تتسابق في ذهنها: "هل حدث له شيء؟ أين عاصم؟"

فجأة، سمعت صوت الباب وهو يُفتح. قفزت بسرعة وركضت إلى الباب لتجد زوجها عاصم يقف أمامها. لكن قلبها توقف للحظة عندما رأت الطفلة بين يديه. لم تنتبه لأول لحظة إلا عندما نظرت في عينيه ووجدت أنه يحمل في يده ملاك.

ملاك الغولحيث تعيش القصص. اكتشف الآن