1 رمضان 1443

7 2 2
                                    

اليوم أتممت 30 سنة

و في فجر هذا اليوم توفيت أختي في الله صفية و هي لم تتجاوز السادسة و العشرين و ربما أقل ، اختارها الله تعالى أن لا تصوم رمضان هذا معنا ، توفيت تاركة قلوبا مفجوعة على رحيلها ، أما و أبا و إخوة و حياة لن تعود كما كانت ابدا بعد فراقها
لم تكن تربطني بها علاقة قوية ، سوى أنها كانت اختي في الله و ما كان لله فقد دام و اتصل رغم البعد و الفراق
أتذكرها منذ سنوات ، كنا نحضر حلقات الذكر معا و نمشي الطريق معا و نجلس بجوار بعضنا في المسجد ، أتذكر أني كلما ذهبت لصلاة التراويح كنت أجدها في المسجد لا تفوت صلاة واحدة ، يلازمها المصحف بين يديها ، اتذكر ملامحها الهادئة و الطيبة التي كانت تحملها و الأخلاق و الأدب و أحسبها من الصالحات و لا نزكي على الله أحد .

هو درس لنا ، فلسنا نضمن حالنا و لا من سيسبِق الآخر الى القبر ، من منا سيموت أولا و سينتهي اختباره فجأة ، لن تكون هنالك ثانية ، إذا جاء الأجل انتهى الأمر .

لهذا ، لنغتنم الفرصة ، ما دامت فينا أنفاس لسنا نعلم عددها و نبضات لا نعلم متى ستتوقف
لنغتنم هذا رمضان بكل ثانية فيه و لنصلي كل صلاة كأنها الأخيرة
لنمسح عن قلوبنا الأحقاد و نتوقف عن كنِّ الضغينة لبعضنا البعض
لنصُن ألسنتنا و أيدينا عن الأذى
و لنصُم بجوارحنا و قلوبنا قبل بطوننا
اغتنموا فرصة الحياة في كثرة الطاعات و اجتنبوا الملهيات فلا تدري متى الأجل

رحم الله أختي في الله صفية و جعل الله قبرها روضة من رياض الجنة و صبر أهلها و أحبتها على فراقها
اللهم اهدنا لما تحبه و ترضاه و لا تأخذنا من هذه الدنيا الا و انت راض عنا كل الرضا
و صل اللهم و سلم على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم تسليما كثيرا .

 في رحاب رمضانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن