الاستبصار.

45 11 1
                                    

أغلقتُ الباب دون أن التفت إلىٰ الغُرفة مرة أخرىٰ، فقُلت وأنا مُغمض العينين كمَن يُحدث الوحوش الأسطورية غير الموجودة:

- فوقي، خلاص كُلهم مشيوا!

توقفتُ وقد قاطعني صوت وقوع شئٍ لينكسر من وراء ظهري، وأنا كُلّي يقين أنها كانت الاستجابة التي انتظرتها، فالتفتُّ ببطء للوراء وأنا أتأمل كُل رُكنٍ بالغرفة. وجدتها تقف أمام شخصٍ يواريني عن رؤيته ما كان مُكمِمًا وجهه، ولكن نظراتها كانت تؤكد أنها تعلمه جيدًا، كما أن نظراتها كانت تؤكد أنها تعلم أن وجوده بالمكان لم يكن نظير خير بالمرة.

كان صوت الانكسار ناتجًا عن وقوع تلڪ الأزهرية التي اصتدمت بها سمر قبل أن تسقط لتنكسر.

وفجأة، وقبل حتىٰ أن أتوقع أن هذا سيكون تصرفه.. وجدته ينقضُّ عليها بمنتهىٰ العُنف ليخنقها، وبعد أربعة دقائق من المقاومة استكانت ملامحها تمامًا كما رأيتها أول مرة.

هنا أخرج ذلڪ الغريب ورقة من معه ثم أخفاها أسفل وسادتها وكأنها هي مَن فعل هذا، ثم ترڪ المكان و رحل.

* * *

جرافولوجي | Graphologyحيث تعيش القصص. اكتشف الآن