- كُنتي بتعملي إيه هنا في الفُندق أول إمبارح يا رويدا..؟
صدرت مني وأنا تمامًا وراء المقعد الذي كانت عليه المُتهمة الأولىٰ بالقضية غير المُسجلة بسجلات مُديرية أمن القاهرة، وبخلاف المُبالغة في رد فعلها المُعبرة عن فزعها من تكلُّمي، فقد كان ما قالته بعد أن اعتدلت في جلستها وتمالكت أعصابها نوعًا ما:
- كُنت بزور أقرب واحدة لـيَّٰ يا باشا، أنا مش عارفة هي إيه إللي خلّاها تقول عنّي الكلام ده!
بالطبع لم أُخبرها بشكوكي حيال نظرية الكاتب الحقيقي للرسالة، ولكن هذا لا يُهم الآن. انتظرتُ حتىٰ أنهت كلامها ثم تحركتُ من مكانه إلىٰ حيث المقعد الوحيد الموجود وراء المكتب، فقُلت بعد أن جلستُ لأضع إحدىٰ قدمايَ علىٰ الأخرىٰ كعادتي:
- خلّينا فيكي إنتي دلوقتي، مُمكن تقوليلي إيه آخر علاقتِڪ بـسمر يا رويدا؟
أومئت برأسها علامة النفي:
- كانت كويسة.
لو قرأتُم بلُغة الجسد لفهمتُم معنى ما فعلته تلڪ الآنسة توًّا! ابتسمتُ لها ثم أجبت:
- مُمكن توضحي أكتر؟
- من بعد ما سابت سامي والدُنيا كانت بتعُڪ معاها خالص يا باشا، وبرغم كدة أنا رفضت أسيبها لوحدها، حاولت أتدخل في الموضوع لٰكِنها انطوت علىٰ نفسها قوي و رفضت تكلم حد غير عابد.
فكان السؤال المنطقي وقتها:
- وإنتي عرفتي منين إذا كانت هي إنطوت علىٰ نفسها أو إنطوت علىٰ عابد؟
- ماهو جالها هنا الفُندق في آواخر أيامها.
ابتسمتُ علىٰ غير ما كانت تتوقع.
- عارف، سؤالي: «إنتي عرفتي منين؟».
صمتَت لدقيقة أو أكثر،
فلنتوجه لمُقتطفات من المُتهم الثاني..
* * *
أنت تقرأ
جرافولوجي | Graphology
Mystery / Thrillerإنه ذلك الفندق الردئ الذي شاء قدره العظيم أن يستقر به العراب مُصطفى نزية لتلك الأجازة القصيرة.. وقد كان هذا قبل أن يتم اكتشاف أن إحدى النزيلات بالفندق قد قامت بالانتحار، قبل أن تُترك ورقة عليها اعترافها بالانتحار.. ليكتشف العظيم مُصطفى نزية عبر تمرس...