خِلـخالٌ وَ قُبلـة

[الفصل الثاني والعشرون ]

تصويت وتعليق بين الفقرات لطفاً..🖤

•.•.•.•.•.•.•.•.•

"متى قامت أمي بتأجير الشُقق؟! لم تخبرني بهذا الأمر مُسبقاً!"

هتفت إيما بينما تُضيف الرَجل كوبَ قهوةٍ استطاعت صنعه بأعجوبة ، لكونها بحثت مطولاً على أكواب والتي كانت مغطاة بقماش بداخل احدى الخزائن ، ولحسن حظها انها قد مرت على احدى المحلات قبل وصولهما إلى المنزل لشراء بعض الأساسيات لها ، ولكون الرجل كان لتوه مستيقظاً على صوتهما العالي ، كانت تلك القهوة هي اعتذار عن ما بدر منهما من فوضى في مدخل المنزل.

"استأجرته منذ ثلاثة اشهر فحسب ، وعلى حد علمي لا يوجد مستأجرين غيري في هذا المنزل"

اخذ الرَجل كوبه من بين يدي إيما مومأً كشكر لها ، لتجلس هي على الجانب الأيسر من نادر الذي يتكئ على الأريكة وكأن المنزل منزله ، ولكن كان وجهه متهجماً على غير المعتاد منذ عزمت إيما على استضافة جارها لبضع دقائق كما قالت.

"لم تعرفنا عليك بعد ..."

اردف اخيراً بعد صمت طويل منه، رمقه الآخر نظراتٍ جانبية لثوانٍ ثم ارتشف من كوبه ، ليردف بهدوء" عُمَر .." ،رفع كوبه الى فمه مرة اخرى مرتشفاً ليكمل "ثلاثيني ، استاذ في المدرسة الثانوية"

رفعت إيما حاجبيها مجيبةً فوراً "ماذا تُدرس ؟"

ارتشف مرةً أخرى وهو يرمق نادر بنظراتٍ باردة ، ونادر لا يُقصر في مبادلته شجار النظرات العقيم الذي لا يعلم اياً منهم سببه ، لكنهما لم يتفقا سوياً في كلمة واحدة منذ التقيا ، اجاب عمر مبتسماً للجالسة امامه "التاريخ .."

"حقاً؟! مادة التاريخ من افضل المواد بالنسبة الي ، خاصةً وأن معلمينها دومأ ما يكونون محبين لمادتهم ، ليست مجرد وظيفة لهم ، لذلك اجدها ممتعة للغاية عند دراستها " هتفت إيما بحماس وهي تقوم بالإشارة بيديها بأشكال تلقائية لمجرد اندماجها في الكلام معه، ذلك جعل من عمر يبتسم تلقائياً ، فهو يعشق ان يدخل جدالاً أو نقاشاً في التاريخ ، يجد نفسه عبقرياً عند التحدث عنه.

"غريب امرك ، على حد علمي من والدتك فأنتِ طالبة طب، والمَعروف ان طلاب الطب دوماً ما يميلون للمواد التي تكون بها فصول الفهم اكثر .."

تقدمت إيما بجلستها الى الامام قليلاً ثم بدأت بالتوضيح "انها نظرية لا تتفق معي بتاتاً ، صحيح انني احب الأرقام واستطيع التعامل معها بجدارة الا ان اللغة العربية، والانجلزية ، وبالطبع الفرنسية ، والتاريخ وكل ما هو متعلق به ، والأدب ، الكتب والروايات، اعتقد انني اجيدهم افضل بكثير من ان اقوم بقياس سُرعة أو صنع آله "