[الفصل السادس والعشرون]

7.4K 334 39
                                    

تصويت وتعليق بين الفقرات لطفاً..💆🏻‍♀️

•.•.•.•.•.•.•.•.•
"افتح فمك.."

همست مَلاك بجانب اذن ابنها الجالس على ساقها بأبتسامة مُشاغبة ويُحرك قدميه ذهاباً واياباً من تحت طاولة الطعام، لم يفتح فمه بل كان ينظر للجالسين بأبتسامة تظهر السن الوحيد الموجود في صف اسنانه العلوي، وجمال اسنانه الصغيرة السُفلية، كانوا ثلاث فحسب.

"هيا.. لا تتعبني اكثر من ذلك!" تمتمت بصبر بينما تقوم بتصغير اللُقمة التي بين اصبعيها، لتتناسب مع فمه الصغير، وضعتها مرة اخرى امام فمه لكنه اعرض بتغنج وهو مازال يناظر الجالسين، بل ويضحك وكأنه يرتكب فعلاً عظيماً، تنهدت ملاك ملتفتة الى زوجها وكأنها تقول له- خذ ابنك ولا سأقتله-.

لاحظ هو كونها لم تأكل اي شيء منذ جلوسهم على العشاء، فقط تحاول مع الطفل ان يأكل وهو يأبى ، وعندما تتركه ليلعب يعود الى احضانها مرة اخرى ، ترك عُمر ملعقته جانباً مُستقيماً ماداً ذراعيه للطفل "هيا .. تعال لنراقب القطط في الشارع"

سريعاً ما رفع الولد ذراعيه بحماس لوالده الذي حمله ، لتشعر ملاك بالراحة واخيراً، ولو لبضع دقائق، كان عُمر على وشك ان يغادر طاولة الطعام لكن ايما وقفت سريعاً بينما تبتلع ما بفمها "لقد انتهيت من تناول طعامي، اترك رامي سأحمله الى ان تنتهيا من تناول الطعام"

"لا لا، سأتمشى به حول المنزل الى ان ينام وآتي" رفض عمر وهو يتجه نحو باب الشُقة، لكن سريعاً ما ركضت ايما خلفه بينما تسحب الولد الصغير من ذراعه "عيب عليك ان تتناول الطعام في بيتي لأول مرة وتترك صحنك كما هو! سألعب مع رامي الى ان تنتهي!" كان رامي من الأصل يناظر ايما كل هذا الوقت، بسبب ارتدائها قلادة ذهبية لامعة حول رقبتها، وتنتهي فوق صدرها بأسمها الذهبي.

لذلك سريعاً ما قفز من بين ذراع والده متجهاً الى ايما التي حملته فوراً خوفاً من سقوطه، تشبث بها مُمسكاً باسمها الذهبي بيده الصغيرة ، وهو يبتسم ويشد السلسال وكأنه يريد اقتلاعه من فوق صدرها.

اومأ عُمر باستسلام متجهاً نحو كُرسيه مرة اخرى ، لتردف مَلاك فوراً" ابعدي السلسال عنه، لن يفكر مرتين ان احبه وسينزعه" نفت ايما بلطف لكونها قد وقعت في حب هذا الطفل منذ أول مرة رأته ، فأن نزع السلسال سيكون حلالاً عليه ولن تتذمر .

"هيا بنا اذاً لنرى القطط سوياً" اردفت بحماس للطفل الذي اومئ ولم يستوعب من حديثها سوى كلمة قطط، بل ووضع السلسال بفمه مبتسماً بشغب، فتحت الأخرى باب شقتها لتخرج منها متجهةً نحو الشارع، لتتمشى هاربةً من نظرات الآخر التي لازمتها طوال جلوسهم، منذ قدومه وهو يناظرها ولا يرفع عينيه من عليها، مما جعلها متوترة للغاية، وبالتأكيد قد لاحظ الجميع تلك النظرات ولم يفهم الكثير منهم ما يجول بين الأثنين.

خِلـخالٌ وَ قُبلـةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن