[الفصل التاسع والعشرون]

7.1K 365 33
                                    

تصويت وتعليق بين الفقرات لطفاً..🤓
•.•.•.•.•.•.•.•.•.•

رفعت هيام نظرها للجالسين بصمت، البيت عاد كما كان سابقاً، ليست هناك روح حقيقية به ولا حياة، الكُل مشغول في عمله وليس هناك صوت ، ابيها نائم في غرفته، امها جالسة كالعادة تصنع ما تصنعه من حلوى بينما تتابع التلفاز، واخيها نائم على الأريكة وذراعه على عينيه يحميهما من الضوء الصادر من المصابيح، وكُل نصف ساعة أو اقل يفتح هاتفه ليتفقده.

أخيها بالفعل تغير، من بعدما كان مشاغباً ولا يترك شيئاً الا ويعلق عليه، اصبح لا يكترث الا بهاتفه، أو عندما يُذكر اسم ابنة خالتها، حكت لها إيما عن آخر ما حدث بينهما في المخزن، هي تعلم أن اخيها اخطأ، لكن إيما تُكابر وكأنها ملاك، والمُشكلة أن اخيها لا يحب المكابرة، قد يسأم، وهي من ستضرر في النهاية، فهو يعتقد أن من يكابر لا يُحب.

وبالأضافة الى انه تقريباً لا يستطيع ان يتقبل احداً يقول له عن خطأه أو ان يصحح له ما يقترفه، نعم انه مغرور بنفسه وذلك من طبعه ولا يُمكن تغييره، لكن ان يتنازل عن غروره لأجل شخص يحبه ولا يتحمل فكرة فراقه، تلك الفكرة جعلت من اخته تفكر في كيفية مساعدتهما للعودة مرة اخرى سوياً، خاصةً أنها بدأت في الحديث مع أمها مراراً وتكراراً عن موضوع زواج الأقرباء، وهناك بصيص أمل بدأ يظهر على امها.

"نادر..هل يُمكنك ايصالي الى المكتبة القريبة مِن هُنا؟"

همهم الآخر بالقبول، كونه يشعر بالملل، والمزيد منه، استقام كي يرتدي ما يستر جسده ويأخذ مفاتيح سيارته، لتركض الأخرى نحو غرفتها، مُرسلةً لأيما انها تريد مقابلتها ضرورياً، في نفس المكان الذي سيوصلها اليه نادر.

بعد دقائق خرجت مسرعة بينما ترتدي عبائة لتجد أن اخيها في انتظارها لتجهز ، خرجت خلفه ليقود سيارته متوجهاً نحو المكتبة وهو مازال بوجهه الممتعض، لكن هيام قررت ان تُغير الوجهة قليلاً، لتهتف ما إن رأت اقترابهما من الشاطئ "ايمكننا الجُلوس على الشاطئ قليلاً؟"

"اريد العودة الى المنزل، سأوصلك الى المكتبة فحسب" نفى بحاجبين منعقدين بضيق، لتحاول مرةً اخرى "فقط لبضع دقائق، اشعر انك بحاجةٍ لتصفية ذهنك أكثر من عودتك الى البيت!" همهم بعد لحظات من التفكير، ليقوم بأدارة محرك السيارة نحو شاطئ البحر الميت، لتهم اخته بأرسال رسالةٍ الى إيما تُعلمها بتغيير مكان لقائهما، وكل ذلك في بال ايما ان هناك مصيبة ما ، أو ان هيام تحتاج شيئاً ضرورياً.

بعد دقائق من القيادة الصامتة، وصل كلاهما لمنطقة ليس بها جنساً بشرياً، فقط كتب فوقها ممنوع الأقتراب ، ليوقف سيارته امام تلك الأشارة، ويهم بالنزول مقترباً بتمرده المعتاد ، ويمر من فوق سلسلة الحديد التي تحيط المنطقة، واخته خلفه بذعر "لا تقترب اكثر من ذلك، قد يكون هناك ضرراً علينا!"

خِلـخالٌ وَ قُبلـةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن