الجزء الاول :

79 18 8
                                    


بسم الله الرحمن الرحيم .

.
.

في مكان ما أو زمان أعتقد، لا أعلم، فقط أريد أن أراك .

.
.
.

الحياة ليست بسيطة وليست بتلك الصعوبة، هي ما بين حزن وفرح بين حب وكره، لقاء وفراق، دائماً لكل شيء ضاد إلا الشوق إلى مَن أعشقه حتى وإن كنت بين أحضانه لازلت مشتاق له .

يحكى عن زمان مِن الأزمان، وبعد الحرب والآلام، وبعد الفقد والحرمان وفي العاصمة اليمنية صنعاء وفي بيت أبو ذياب (عبدالله) :

يوم عادي لا يختلف عن سابقاته مِن الأيام، مهلاً مايميزه أنه أليوم الثاني مِن أيام عيد الفطر، يا إلهي كيف نسيت أمر كهذا ؟؟؟!.

في الساعة التاسعة صباحاً 9:00ص :-

ذياب بطلي الصغير يدخل المجلس مبتسماً فرحاً بهذا اليوم .

: كان يعدل في عمامة رأسه ويدخل مجلس الرجال إستعداداً للذهاب لبيت عمه الأكبر (محمد)، كعادة العائلة كل ثاني أيام العيد يقيموا وليمة هناك ويذهب الجميع إليه، ويقابل محبوبته الغبية هي الأخرى........
" إصطدام "
ما ألذي إصطدمت به يا ترى ؟ كان هذا سؤاله بصدمة يدور في دهنه الصغير .
رفع رأسه يتأمل بمن أصطدم، لكنها كانت قد ذهبت، وقف يعدل في نفسه اعتقاداً منه أنها أخته الأصغر منه سناً ليتفاجئ بركلة على ركبتيه مِن الخلف ويسقط، جاء له شعور أنها عهد لا سواها وتأكد حين سمع ضحكتها الساخرة .

عهد وهي تضحك مِن خلفه : تستحق أيها الأحمق، هذا جزاء إصطدامك بي، متى سوف ترى أمامك ؟ إلى متى سوف تبقى أحمق ؟!

ذياب وقف بسرعة وألتفت إليها ودفعها مِن على كتفها الأيمن بيده اليسرى فهذي هي عادته وقال بغضب خفيف : وأنتِ ماذا تفعلين هنا ؟!
سقطت عهد وبدأت تبكي فنتفض ذياب مِن الخوف، فلا يمكن أن ينجوا مَن يؤذي أحد بنات عمه محمد .
هذه هي الأفكار في دماغه حالياً، فهو يعلم مقدار حب عمه لهن، لا يمكن لأي أحد أن يبكيهن أو يضايقهن وخصوصاً البنت الكبرى ألتي تدعى دعاء، لحظة رعب رهيب يشعر بها هذا المراهق المغرور .

(نعود لأحداث القصة)

إنحنى إليها بخوف وقال بتوتر وبأسف : والله آسف لم أكن أقصد، لا تخبري عمي أرجوكِ ألَّا تخبريه .

عهد متكورة على نفسها، قالت ببكاء طفولي : أنت متوحش دعني وشأني، إذهب مِن أمامي .

ذياب مازال منحني، فاجئها وقبل رأسها وقال برجاء : آسف، والله آسف، لم أكن أقصد .

عهد إبتسمت بحياء ورفعت رأسها له وقالت بخجل وشقاوة مختلط بغضب : أذهب أيها الأحمق .

ذياب وقف وذهب بعد أن رأى خجلها، لكن شعور الخوف لا يفارقه .

عهد : أُف مِن هذا الأحمق، لَم أتوقع أن يقبل رأسي كأني مسنة، أحرجني يا إلهي، ماذا لو شاهدنا أحدهم ؟ سوف اقتله ذلك المغفل .

ليت لي لقاء يكفيني لغياب عام حيث تعيش القصص. اكتشف الآن