بعدما لاحظ الشيطان أنّه لا يوجد مهرب، انصاع للأمر الواقع وترجّى باسل كي ينصت له. كان حقّا خائفا من باسل الذي بدا له بالكاد يقف في مكانه حتّى لا يقتله.
رفع باسل حاجبه بسبب تصرّف الشيطان المفاجئ، ثمّ أعاد الرمح إلى أعماق روحه واقترب ببطء من الشيطان في السماء. لم يكن هذا الأخير مرتاحا لدنوّ باسل لكنّه قمع رغبته في الهرب وظلّ في مكانه.
وضع باسل على ذقنه ثمّ بدأ يحدّق إلى الشيطان، مركّزا على عينيه بالضبط. طال التحديق حتّى اضطرّ الشيطان للتحدّث أوّلا بعدما شعر بالاستياء: "لقد قلت أنّك تريد التكلّم..."
"آآه... لا تقلق، لقد انغمست أكثر من اللازم هناك. ما رأيك أن نجلس على ذلك الجبل ونتحدّث؟ إنّها إطلالة جيّدة."
كان الجبل يطلّ قريبا من الساحل وكان يطلّ على الغابة العظيمة، لكنّه كان أيضا الجبل الذي محا باسل قمّته بالشيطان. بلع هذا الأخير ريقه بعدما تذكّر ذلك وردّ بسرعة: "طـ-طبعا، طبعا!"
"حسنا، قد الطريق."
"هاه؟"
"ماذا؟"
"آه... لا شيء. طبعا، سأتقدّم."
'إنّه حذر للغاية.'
ظنّ الشيطان أنّ باسل يفعل هذا من باب الاحتياط، لكنّ باسل كان يريد التحديق إلى الشيطان أكثر فقط بينما يعودان إلى الجبل ذي القمّة المسطّحة. لم يحتج باسل لأن يكون في الخلف حتّى يكون محتاطا.
أحكم باسل قبضته بدون أن يشعر: (هل يجب أن أتطلّع للأمر؟ قد يكون هذا الشيطان أحد المفاتيح لمغادرة هذا العالم.)
لكن... لقد كان شيطانا. كانت الشياطين هي من قتلت كلّ من أعزّه باسل، بدءا بوالده الذي لم يلتقِ به قطّ. كانت لديه ضغينة عميقة تجاه الشياطين، ولم تكن شيئا يمكن تجاوزه ببساطة لأنّه يحتاج لمساعدة من شيطان ما، خصوصا ليس بعد أن فقد عائلته التي كانت أحد الأسباب الرئيسيّة التي جعلته يريد أن يغدو ساحرا.
وفي هذه الأثناء، تذكّر باسل شيئا لمّا كان في العالم الثانويّ الذي كان فيه الرمح الطاغيّة. آنذاك، قال الأبله شيئا مثيرا للاهتمام لكنّ باسل اعتبر ذلك الكلام تعبيرا مجازيّا.
("أتحدّثني عن تلك الشياطين؟ ليست لديّ أيّ ذكرى تتعلّق بذلك الشخص، لكنّني أتذكّر تماما أنّه عندما هيمنتُ على العوالم، لم يكن هناك من يجرؤ على مناداة نفسه بالشيطان. لقد علموا ماهية الشيطان الحقيقيّة آنذاك، ولكن يبدو أنّ العصور أنست بعض الأشقياء وجعلتهم يغترّون بأنفسهم. أيّ شياطين؟ دعهم يأتون وسيعلمون عند مواجهتي أنّهم كانوا يلعبون لعبة الصالح والطالح فقط.)
ماذا إن كان هذا الكلام أكثر من مجرّد غرور من الأبله؟ ماذا لو كان له معنى آخر؟ معنى حرفيّ؟
أنت تقرأ
عصر الأهوال (تكملة)
Fantasyفصول عصر الاهوال فوق 200 ستكون هنا لأنّني وصلت إلى الحدّ المسموح به في الفصول، على ما يبدو، ووجب عليّ إنشاء قصّة جديدة حتّى أكمل بها الرواية. ستجدون الفصول الأولى من الرواية (من الفصل 1 إلى الفصل 200) في صفحتي الشخصيّة برواية بنفس الاسم: https://ww...