كلّ أثر خلّفه ظلّ الشيطان وراءه، ما لمسه، وما حرّكه، كيف فعل ذلك، كم من الوقت احتاج، كلّ شيء بات واضحا لباسل في حالته تلك. كانت روحه تتعذّب وجسده يُقطع لكنّه واصل العمليّة دون تردّد، وبعد وقت طويل ابتسم وبدا كما لو أنّه وصل لنتيجة ما.
اختفى عالم الحكيم فجأة وتوقّف القرصان حول حدقتي عينيه عن الدوران فانجلت الكرات الكونيّة الفضّية فوق رأسه واختفت النجوم من عينيه، فسقط ممدّدا على الأرض بينما تتقطّر دماؤه من كل أنحاء جسده ببطء.
"لقد فهمت. هوهوهو، طبعا ستفعلها هكذا يا إبلاس، والآن قد ازداد اهتمامي أكثر بالكنز الذي سمح لك بالتنقّل بين العوالم هكذا."
كان إبلاس يستخدم كنزا عتيقا من أجل التنقّل من عالم إلى آخر، لكن يبدو أنّه ليس قادرا على فعل ذلك بسبب ختم العوالم. كانت الطريقة المصرّح بها هي بوّابة العالم، أو بوّابات العالم التي توجد في العوالم الرئيسيّة، لكنّ كلّ هذه البوّابات كانت متّصلة ولو انتقل شخص ما عبرها فسيدري حارس بوّابة العالم الأصليّ مباشرة.
كان يستخدم إبلاس هذا الكنز حتّى لا تُكشف تحرّكاته ويظلّ دائما متقدّما عن أعدائه بخطوات عدّة. وحاليا، بدا كما لو أنّ باسل اكتشف شيئا آخر متعلّقا بهذا الكنز العتيق.
ارتاح لأيّام حتّى تعافى كلّيّا من الأضرار التي سبّبها استخدام الحكمة السياديّة، فقد كان ليموت لولا قدرات شفائه الذاتي الاستثنائيّة، وحتّى بهذه القدرات استغرق أيّاما كي يُشفى تماما.
وقف عندئذ ثمّ عاد ليجلس عند الطاولة البسيطة، وحمل صورة أريحا مبتسما، فصرّح: "لم أرَ بشكل أعمق كما يجب."
علم باسل من خلال بصيرته السحيقة وتحليلاته الشاملة أنّ الصورة هي المفتاح الذي يبحث عنه، لكنّه عندما حاول بكلّ جهد الرؤية عبر أسرارها وفكّ أحاجيها، لم يتمكّن من تحقيق ذلك بالوسائل العادية. لقد تطلّب الأمر منه أكثر من الملاحظة والمراقبة العاديتين؛ احتاج أن يستخدم الحكمة السياديّة مرّة أخرى.
ظهرت الكرات الكونيّة من جديد وأحيط بعالم الحكيم فشغّل قدرتيْ البصيرة الحكيمة السحيقة والتحليل الحكيم الشامل، لكنّه عضّ شفته كونه علم أنّ هاتين القدرتين غير كافيتين هذه المرّة.
لم يكن يجب عليه المراقبة والتحليل فقط، وإنّما التحكم بشكل خالٍ من العيوب في كلّ سرّ من أسرار هذه الصورة.
ابتسم وانغمس في عمله الذي كان أحد أفضل الأشياء التي يفضّلها إلى جانب المغامرة، ألا وهو حلّ أعقد الأحاجي والألغاز.
تفعيل الدرجة الثالثة: التحكّم الحكيم السليم!
كانت الصورة مجرّد صورة في البداية، لكنّها صارت تبعث أشعّة من الإطار المحيط بها بتوهّج من النمط المرسوم عليه. وللدّقة، لم يكن هناك نمط مرسوم ولا أشعّة منبعثة، لكنّ باسل كان قادرا على رؤية هذه الأشياء المخفية بعينيه الحكيمتين.

أنت تقرأ
عصر الأهوال (تكملة)
Fantasyفصول عصر الاهوال فوق 200 ستكون هنا لأنّني وصلت إلى الحدّ المسموح به في الفصول، على ما يبدو، ووجب عليّ إنشاء قصّة جديدة حتّى أكمل بها الرواية. ستجدون الفصول الأولى من الرواية (من الفصل 1 إلى الفصل 200) في صفحتي الشخصيّة برواية بنفس الاسم: https://ww...