268 - الحقيقة المطلقة

835 84 26
                                    

كانت أنمار متضرّرة نفسيّا بشكل وخيم؛ فهي قد فقدت الكثير من الأشخاص الأعزّاء على قلبها، وكانت تفكّر في شعور باسل عندما يعلم عن هذا.

لقد كانت تعلم أكثر من أيّ شخص كم قدّر باسل الأشخاص القريبين منه. كانت تدري أنّ كلّ شيء فعله من أجل العالم الواهن كان في الواقع من أجل أولئك من يعزّهم، وعلى رأسهم أمّه.

عاشت أنمار حياتها كاملة بجانب باسل، وعلمت عن درجة حبّه لأمّه. لقد كانت تدري أنّ رغبة باسل في أن يصبح ساحرا لم تكن تنبع فقط من رغبته في الاستكشاف والمغامرة، بل لأنّه كان يريد أن يحمي أمّه من كلّ خطر ممكن. أراد أن يجعل تلك الدموع التي ذرفتها في العديد من الليالي تختفي.

كبر باسل بينما يشاهد أمّه تبكي في غالب الليالي بسبب فقدانها لزوجها الذي ضحّى بحياته في يوم الدمار الشامل من أجل عائلته. لم يرد باسل أن يشاهد معاناة أمّه هذه، ولهذا قرّر أن يصير قويّا.

كان باسل ينادى بالعديد من الألقاب ويُنصَر كبطل مذهل في العالم الواهن، لكنّ أنمار كانت تعلم أنّه لم ينشد أيّا من ذلك، بل أحسّ أنّ كلّ ذلك مجرّد وسيلة لتحقيق غايته–حماية أمّه.

بالفعل، كلّ ما فعله باسل من نعومة أظافره حتّى يومه هذا كان محاولة توفير بيئة آمنة لأمّه، وعندما علم عن الخطر المحدّق بعالمه من معلّمه، استنتج أنّ الطريقة الوحيدة لضمان نجاة أمّه بشكل كامل هي تقويّة العالم كلّه وتنميّته.

وبينما يحاول تحقيق مسعاه، صار لديه روابط عديدة مع الكثير من الأشخاص وزاد عدد من يريد حمايتهم، فاشتدّت عزيمته أكثر.

كانت أنمار خائفة من الضرر الذي يمكن أن يتعرّض له باسل عندما يعلم أنّ أشخاصا فعل كلّ ما بوسعه لحمايتهم ماتوا بتلك البساطة بدون أن يكون قادرا على فعل شيء، في غيابه.

وفي تلك اللحظة، لمحت شيطان اليأس يتحرّك نحو مكان معيّن، ففتحت عينيها على مصراعيهما وصعدت معها القشعريرة وتسارعت ضربات قلبها بشكل عنيف وشعرت أنّه سينفجر بداخل جسدها.

ارتفع ضغط دمها بشكل رهيب بينما تنظر إلى إبلاس وسخن جسدها حتّى صارت بشرتها حمراء؛ لقد علمتْ عن وجهته. لقد كانت وجهته هي أكاديميّة الاتّحاد المباركة!

علمت أنمار عن نوايا إبلاس مباشرة. لقد كان هذا أكثر شيء تخشى حدوثه، لذا حاولت تجنّب حتّى النظر إلى الأكاديميّة كي لا يعلم إبلاس عن وجود عائلتها هناك.

فعلت أنمار كلّ ما بوسعها، لكنّها للأسف كانت في مواجهة شيطان اليأس، ولم يكن ليخفى شيء كهذا عن عينيه المميّزتين اللتين تريان الحقيقة.

استغلّت أنمار انشغال مجموعة التنّين الصغير بالأعداء وتملّصت بعدما استخدمت عنصر الوهم بأقصى قوّتها. لم يكن هذا الوهم في الأصل ليخدع شخصا في مستوى خليفة التيّار اللامحدود الذي كان يحميها، لكنّه كان مشغولا تماما مثل باقي مجموعته بالعدد الكبير من الأعداء.

عصر الأهوال (تكملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن