292 - قبر؟

783 89 32
                                        

'لقد صار استخدام الحكمة السياديّة أسهل بكثير منذ أن واجهت اختبار العالم. هل ربّما يعني هذا أنّني معترفٌ به كمالك للحكمة السياديّة رسميّا الآن؟ بالطبع، لا يمكنني تحسين الحكمة السياديّة أبدا حتّى أمر بذلك 'الاختبار' في أرض الوهب والسلب كما قال ذلك الشيء.'

كان باسل يفكّر في مختلف الأشياء بينما يستخدم الحكمة السياديّة لإيجاد دليل على مكان الشخص كان الذي يبحث عنه رفقة الجنرال رعد.

لم يعد باسل يتضرّر جسديّا وروحيّا كلّما استخدم الحكمة السياديّة، لذا أصبح بمقدوره الاستمرار في استخدامها لوقت طويل جدّا، وخصوصا بالتفكير في أنّه كان ساحرا روحيّا مختلفا عن الآخرين تماما.

'إنّني حقّا لشكور للوحش النائم. لولا الجسد الذي منحني إيّاه لما بلغت ما بلغته. يجب عليّ أن أوفي بوعدي له ولو كلّفني ذلك حياتي. لم أكن لأستطيع تجاوز العديد من المحن بدون هذا الجسد، وقبل ذلك، لم يكن ممكنا لجسد آخر احتواء روحين أصلا.'

في ذلك اليوم في وكر قبائل الوحش النائم، اختفى باسل تحت الأرض وظلّ هناك ثلاثة أيّام متواصلة، ثمّ التقى بنيّة الوحش النائم وتغيّر فيه شيء لم يعلم العالم المجنون ما هو بالضبط.

في ذلك اليوم، بعدما وضع باسل روحه على المحكّ ليفعل بها الوحش النائم ما يشاء لو شاء، اكتسب ثقة الوحش النائم بذلك الفعل واستطاع اكتساب تعاونه. لم يتوقّع أنّه سيعطيه مثل هذا الجسد بعدما كان باسل يريد تمر الحياة الجديدة فقط الذي رآه عبر ذكريات السارق الخسّيس.

بالطبع، لم يرَ باسل كلّ شيء، لكنّه رأى استماتة السارق الخسّيس في محاولاته العقيمة من أجل الحصول على ذلك التمر الأعجوبة. علم باسل أنّ التمر شيء مذهل للغاية يمكنه أن يجعل حتّى السارق الخسّيس الذي طغى على العوالم ذات مرّة يسعى من أجله بشدّة.

لقد كان التمر شيئا حاسما لباسل الذي يريد حماية العالم الواهن. لقد كان مستعدّا لمعاداة حتّى الوحش النائم من أجل الحصول على التمر لو رفض الوحش النائم عرضه حتّى بعدما يضع باسل روحه على المحكّ.

ولكن ماذا حدث في الواقع؟ لم يحصل على التمر فقط، بل حصل على هذا الجسد الذي كان فريدا من نوعه في العوالم بأكملها. لقد أخبره الوحش النائم أنّه لا يستطيع منح هذا الجسد إلّا لشخص واحد عبر الأزمان، لذا شعر باسل بدجة هائلة من الامتنان. وفوق كلّ هذا، ائتمن الوحش النائم لباسل شيئا لا يمكن لأحد العلم عنه. لقد كان ذلك الشيء ما يزال في قمة النخلة في العالم الثانويّ في قمّة حياة.

'عندما آخذ رمادك معي حتّى أبحث عن باقي الأجزاء الأخرى منه، سأحميه بكلّ ذرّة منّي.'

لقد كان باسل يحمل على ظهره مسؤوليّات مختلفة. حماية عالمه، إيجاد أنمار والآخرين، والإيفاء بوعده للوحش النائم، ووعده للصناديد، وكلّ ما يتعلّق بالسارق الخسّيس، بدون نسيان الحرقة التي التهبت في قلبه بهدوء، والتي كان وقودها الرغبة في الانتقام من إبلاس.

عصر الأهوال (تكملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن