خرج من عند الطبيب وكل عفاريت العالم تتقافز أمام عينيه بتلك اللحظة..
-:"ما رأيك؟!"
التفت ينظر لكابوسه المحقق الذي أتاه من حيث لا يعلم.. بل هو يعلم.. إنها عاقبة العبث..
تنهد محاولًا كبت غضبه وهي تكمل: "أنتظر أن تطلب مني أن أجهض الطفل.."
انعقد حاجبيه لثانية قبل أن ينفجر بوجهها: "هل فقدتِ عقلك يا هذه.."
أمسك ذراعها بحدة وقربها منه ثم أكمل بتحذير: "اسمعي.. إن أصاب ابني أي مكروه وعلمت أنك أنت السبب.. جحيمًا.. جحيمًا هو ما ستلاقيه يا لمياء.. أفهمتِ؟"
التفت وأوقف سيارة أجرة ثم أشار لها لتركبها وقد امتثلت دون أي كلمة بينما وقف ينظر بأثرها وهو يشعر بعالمه يتحطم.. تحرك واتجه لسيارته وما أن جلس بداخلها أراح رأسه على المقعد وهو يتنهد بعمق محاولًا ترتيب أفكاره قبل أن يقرر أنه لن يسمح لهذا بتدمير حياته التي استقرت أخيرًا وتضييع سعادته.. لن يسمح لما اكتشفه أن يؤثر على علاقته بنوارة..
*****
-:"ألهذا كنت تبكين؟"
عقدت ذراعيها على صدرها وردت: "كنت أبكي لأني بسبب تعليماتك لم أتمكن من تلقينها درسًا"
ضحكت والدتها بينما تقترب لتقف بجوارها ثم قالت: "لقد أخبرتك قبل زواجك أن هذا ما سيحدث وعليك تفهمه..."
-:"وأخبرتيني ألا أتصرف بطيش حتى لا أخسره"
ما أن قالتها ابتسمت لها وسألتها: "وهل خسرت من الاستماع لي يا فتاة؟"
التفتت تنظر لأصالة التي كانت تقف معهما بالمطبخ قبل أن تهز رأسها نفيًا وترد: "لا"
ربتت على صدرها وقالت: "إذًا استمري على ذات النهج"
تنفست بعمق وهي تشعر بغضب كونها مضطرة للتعامل مع الموقف بتعقل بدلًا من نتف شعر تلك الغبية.. بذات اللحظة تدخلت أصالة وقالت: "ما لا أفهمه كيف تعرفين كل هذا؟"
كانت تسأل والدتها التي سكبت الشاي لهن وهي ترد: "سعد من ربته هي روضة وهي كذلك والدته بالرضاعة لذا هي تعرفه أكثر من أمه التي ولدته نفسها"
ابتسمت أصالة بخبث وقالت: "وروضة هي صديقتك المفضلة"
التفتت لها وردت: "بالضبط.. هل تعرفين أنها عرضت عليه الزواج من نوارة قبلًا؟"
اتسعت عينا نوارة قبل أن تقترب منها وتقول: "لم تخبريني بهذا من قبل"
ردت: "ولم سأخبرك وهو رفض"
شهقت بعنف قبل أن تقول بغضب: "الويل له مني.. يرفضني أنا محطم قلوب النساء!"
ضحكت أصالة وكذلك والدتها التي لكزتها بذراعها وردت: "كنت لا تزالين صغيرة يا مزعجة"
عقدت ذراعيها وقالت: "ولو كان عليه انتظاري لأكبر.. سأنتقم منه لرفضي!"
-:"لن تتعقلي أبدًا يا فلذة كبدي"
قالتها والدتها ثم نظرت لها بإمعان وسألت: "هل هذا فقط ما يزعجك؟"
توترت وهي تحاول استجماع نفسها حتى ترد لكن تدخلت أصالة قائلة: "ربما أريج عادت لتزعجها؟"
ردت والدتها: "ذكرتني أصالة"
وبعدها ضربتها على رأسها وهي تكمل: "لِم لم تخبريني بما فعلته تلك الحمقاء يا فتاة ليلة زفافك؟"
مسدت مكان ضربها ثم نظرت لأصالة بنظرة صاعقة وقالت: "واشية"
-:"نوارة أريد الرسوم المتحركة"
كان هذا صوت ريناد فأسرعت للخارج حامدة الله أنها أنقذتها من أسئلة والدتها.
*****
أنت تقرأ
زهرة ربيع عمري - الجزء الثاني من سلسلة وللعمر بقية - مكتملة
Romanceعندما وجدتك شعرت أن روحي تهفو لتوأمها.. فدعي اللوم جانبًا وانظري لعيني الثكلى.. واسمعي صوت خافقي واشعري بنبضاته الونى.. فخلف تلك الواجهة يوجد ما أنا عليه حقا.. ***