زهرة ربيع عمري الجزء الثاني من وللعمر بقية-الفصل السادس

405 23 3
                                    

الفصل السادس
ما أن وصلت للطابق الثاني رأت الفتاة تنحني أرضًا بالممر وهي غير قادرة على التنفس.. فاندفعت نحوها ودفعتها للاستلقاء وهي تنظر لها برعب غير قادرة على فعل أي شيء.. وأول ما أتى ببالها البحث عن هاتف والاتصال بالإسعاف.. فنظرت على أحد الجوانب ووجدت غرفة افترضت أنها غرفتها وأسرعت نحوها.. ولحسن حظها وجدت هاتفًا صغيرًا بجوار الفراش فأسرعت نحوه.. وبذات اللحظة عادت الفتاة تسعل بشكل أسوأ ففتحت الهاتف وأول رقم واجهته ضغطت عليه.. ولم تلحظ إلا عندما فتح الخط أنه مسجل باسم سعد!

****
خرج من القسم بعد يوم طويل اضطر لقضائه داخله بعد أن أتت عائلة ذلك المخبول وتوسلت إليه ليتنازل وهو كان سيوافق على أي حال فهو لا يحب المشاكل وقد نال ذلك الغبي ما يستحقه منه بالفعل.. لكن ابنهم الأخرق أصر على عمل محضر له وبدأت المجادلات الفارغة بينهم وهو لم يكترث جلس بأحد الأركان مشغولا بأمور أخرى.. كان يتصل بأمير كل فترة ليسأله عما وصلوا له.. شعوره بالخوف على الفتاة وهو يتخيل ما سيصيبها إن تزوجت بالفعل بتلك الطريقة كان يشغل قلبه وعقله.. كانت هناك رغبة ملحة بمساعدتهم تملؤه لدرجة أنه اتصل بأحد أصدقائه الذي يعمل بدائرة المباحث ليطلب منه إمداده بأي معلومات عن ذاك الرجل وهو وعده بالرد عليه مساءًا.. وها قد أتى المساء ولم يسمع منه أي رد.. تنهد بينما يركب سيارته عندما رن هاتفه فالتقطه ليجده رقم الهاتف الاحتياطي الذي أعطاه لريناد لحالات الطوارئ.. رد فورًا ليأتيه صوت باك يسأل: "س... سيد سعد!"
-:"من معي"

عاد صوت البكاء يتعالى بينما ترد: "أنا نوارة.. ابنة فلة"
اتسعت عينيه وفرغ فمه بينما يهمس بذهول: "زهرة!"
أتى صوت سعال قوي من جوارها بينما تقول: "ابنتك تسعل و... ولا يمكنها التنفس لا أعلم ماذا أفعل!"
علم عندها فورًا أن بخاختها الأساسية نفذت والاحتياطية لا تجدها فأجاب سريعًا وهو يدير المحرك: "بخاختها الاحتياطية ستجدينها بدولابي نوارة.. ساعديها وأنا قادم بالحال!"

****
لم يكد ينهي جملته حتى نهضت باحثة عن غرفته.. لكنها وجدت عدة غرف فانحنت على الصغيرة وسألتها: "أخبريني عن مكان غرفة والدك"
تمكنت الفتاة بصعوبة من الإشارة لمكانها فأسرعت لها وبدأت بفتح كل الخزائن بفوضوية وإهمال إلى أن وجدتها وعادت لها فورًا.
وبعد أن استخدمتها بثوانً هدأت واستكان جسدها وعاد تنفسها لطبيعته وتوقفت عن السعال أخيرًا.. همست ببضع كلمات لكنها لم تلتفت فقد تراخى جسدها هي الأخرى وجلست تتكئ على الحائط وهي تحتضنها وتلتقط أنفاسها.. ولم تمر دقيقة بعدها ووجدت نفسها تبكي دون توقف..
كان بإمكانها الهرب أو الخروج من المنزل.. لكنها لم تستطع تركها ولم تستطع الحركة حتى فقد كانت متعبة.. تشعر بالخزي والخوف.. وفكرت أنها لو غادرت حتى ولو لم يصب الفتاة أي مكروه لن تسامح نفسها.. وللغرابة فالفتاة احتضنتها ونامت وهي لم تتمكن سوى من احتضانها أيضًا باحثة عن بعض الأمان والطمأنينة.. لكن هذا قد زاد بكائها فقط وهي تتمنى وجود والدتها بجوارها وحسب لتطمئنها.
-:"من أنت وماذا تفعلين هنا؟!"
التفتت تنظر للمرأة الغريبة التي اندفعت نحوها وسحبت الفتاة من بين يديها وهي تهتف: "أنت لصة سأتصل بالشرطة فورا!"
ثم اندفعت تركض لتهبط الدرج وهي بقيت مكانها دون أي حركة مستسلمة تماما لأيا كان ما سيصيبها.

زهرة ربيع عمري - الجزء الثاني من سلسلة وللعمر بقية - مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن