بعد مرور ثلاثة أسابيع
كانت تتسوق مع ريناد التي اقتربت منها وضمت يداها معًا بينما تبتسم وتقول: "هل يمكنني الحصول على المزيد من الحلوى رجاء؟"
ضحكت وردت: "بالطبع"
ثم انحنت نحوها وهمست: "لكن لا تخبري سعد اتفقنا"
أومأت لها وركضت نحو أحد الأرفف لتجمع المزيد من الحلوى بينما بقيت هي تراقبها عن قرب.
-:"أصبح اسمه سعد إذاً؟"
التفتت تنظر لأريج التي اقتربت منها.. ورغم ابتسامتها التي تزين بها وجهها كالعادة إلا أنها شعرت بالغضب الذي يملؤها بينما تقف أمامها وتكمل: "مجردًا دون معلم أو سيد حتى لكن لك حق"
نظرت لها بخبث قبل أن تردف: "يبدو أنه يجيد معاملتك ويرضيكِ من كل النواحي"
تضجرت وجنتاها بالخجل لكنها وجدت كلمات أصالة تتردد ببالها لذا بقيت ثابتة بينما ترد: "هو بالفعل يجيد معاملتي ولا يؤذيني على عكس كل ما صورته لي"
اقتربت منها وقد بدأت تفقد سيطرتها على رسم تلك الابتسامة المزيفة بينما يظهر التوتر جليا على ملامحها بينما تقول: "لقد كذبت لمصلحتك.. وبنفسك رأيت كم هو قاس..."
-:"هو ليس كذلك!"
قاطعتها بحدة وصرامة ألجمتها لكن ما كان هذا سيدفع أريج للاستسلام.. فقد اقتربت منها أكثر وردت: "يخدعك.. صدقيني إنه يخدعك.. يغيب عقلك بسحره وبالنهاية سيلقيك كما فعل معي وفعل بلمياء وغيرنا"
شدت قبضتها على مقبض عربة التسوق ثم تنفست بعمق قبل أن تقول: "اسمعي سعد ليس ملاك وله أخطاء أنا أعلم.. لكن لمياء كانت طامعة ومع هذا هو لم يسئ لها وأنتِ بالتأكيد لست أفضل منها"
سحبت العربة عندها والتفتت لتجد ريناد تقف بقربهما حاملة أكياس الحلوى فتحركت نحوها فورا.. لكن قبل أن تصل لها سمعت صوت أريج: "لا تثقي كثيرا نوارة لست أجمل منا بالعكس.. وفي النهاية سينتهي بك المطاف خارجًا مثلنا"
شعرت بالألم لكنها لم تلتفت وأمسكت بيد ريناد واتجهوا لآلة الدفع.***
كانت ريناد صامتة طيلة الطريق وهي لم تحاول الحديث معها لأنها ببساطة لم تكن قادرة.. نظرت للساعة بتأفف وهي تتساءل عن سبب تأخره فهي تريد العودة للمنزل قبل عودة سعد.. ولم تكد تمر ثانية ورأته يقترب منها فأخرجت المال سريعا من الحقيبة وقالت لريناد: "ابقي هنا ثوان وإياك أن تتحركي اتفقنا"
أومأت لها وعادت تتناول الحلوى بصمت بينما تحركت هي بسرعة لمكان لا تراه الصغيرة.. وما أن وصل لها ناولته المال والتفتت دون أي كلمة لتبتعد.. لكنها تسمرت مكانها ما أن سمعته يقول: "إنها على حق"
التفتت تنظر له وسألته: "عن ماذا تتحدث؟"
رد: "تلك الفتاة حديثها صحيح.. إن كنت تخططين للإبقاء عليه يجب أن تبهريه قومي بإحدى تلك العمليات أو..."
-:"كفى!"
منعته عن الحديث أكثر بتلك الكلمة قبل أن تكمل: "توقف عن اتباعي ومراقبتي.. ولا شان لك بأموري الخاصة.. أنت تحصل على المال الذي تطلبه"
اقترب منها ورد: "لأجل المال أنا أطلب منك هذا"
تأففت بحنق ثم التفتت وتحركت نحو ريناد وغادرتا الحديقة واستقلتا سيارة أجرة بينما كانت هي غارقة بالذنب كالعادة من منحه المال.
-:"هل أبي سئ"
التفتت تنظر لريناد وعندما رأت الدموع بعينيها احتضنتها وابتسمت لها ترد: "لا هو ليس سيئا بالتأكيد.. ما سمعته من أريج فقط لأنها غاضبة منه لكن والدك ليس سيئا"
-:"هل سيتركك ويؤذيك كما قالت؟"
فهمت عندها أنها استمعت لكلام أريج وردت: "هو لم ولن يؤذيني أبدا عزيزتي.. بالعكس والدك أنقذني وبكل يوم ينقذني أنا وعائلتي"
قالتها بصدق وصل للصغيرة التي ابتسمت واحتضنتها.. بينما هي كبحت دموعها بصعوبة وهي تتساءل إن كان سيستمر بهذا بعد أن يعرف ما تفعله.
أنت تقرأ
زهرة ربيع عمري - الجزء الثاني من سلسلة وللعمر بقية - مكتملة
Romanceعندما وجدتك شعرت أن روحي تهفو لتوأمها.. فدعي اللوم جانبًا وانظري لعيني الثكلى.. واسمعي صوت خافقي واشعري بنبضاته الونى.. فخلف تلك الواجهة يوجد ما أنا عليه حقا.. ***