بعد هروب نوارة وعبير بأسبوع
*عبير*
كانت جالسة على الفراش بهدوء شديد بينما تراه يخلع ثيابه.. كانت جامدة تمامًا كماكانت خلال الفترة التي تلت عودتها للبيت.. أظهرت خلالها هدوءا وجمودًا لتظهر لهأنها استسلمت..
لكن هي عبير.. وعلى جثتها إن نال منها شخص رغما عنها من الآن فصاعدًا..
ومع ذلك الهاتف ابتسمت لذاك العجوز ابتسامة شيطانية قبل أن تنهض وبلمح البصر تلقيهأرضًا.. وما أن فعل وضعت ساقها على رقبته وأخرجت المدية من صدرية فستانها وفتحتهابصوت عالٍ أرعبه بينما تقول: "إن صرخت ستكون آخر صرخة لك بهذا العالم"
حاول تهدئتها بقوله: "اهد... اهدئي يا قلبي.."
شهقت وردت: "وجع بقلبك أيها المتصابي القذر!!"
وحتى ترعبه جرحت أحد ذراعيه وما أن تأوه وضعت المدية على رقبته وقالت: "إنصرخت سأقتلك أسمعت يا هذا!"
أومأ لها بصمت فنهضت وهي تسحبه معها بكل ما أوتيت من قوة وقد ساعدها ضعف بنيتهبهذا.. وما أن نهض أشارت له بالمدية وقالت: "اخلع المتبقي من ثيابك"
أجبرت نفسها ألا يظهر على وجهها أي حرج أو خوف.. وما أن أصبح عاريًا تمامًا سألته:"أين جواز سفري وتأشيرة دخولي البلاد؟"
بدا مترددًا بالرد فاندفعت نحوه وجرحته مجددًا بذراعه لكن هذه المرة بشكل أسوأ..وما أن تأوه وضعت المدية على رقبته ودفعته لأحد المقاعد وهي ترد: "انطق يا وغدوإلا قتلتك!"
رد بسرعة: "بالخزانة!"
أومأت له ثم نهضت وقالت: "انهض"
امتثل لكلامها فدفعته ناحية الحمام.. وما أن التفت لها ابتسمت بشر واقتربت منه وهيتهمس: "ترى هل أذبحك أم أغرقك بحوض الاستحمام؟. أنا حقًا محتارة"
ابتلع لعابه بصعوبة وهو يهمس: "لا أرجوكِ يا ابنتي أنا بعمر والدك!"
تجمدت ابتسامتها وردت بغضب: "وما دمت تعلم أنك بعمر والدي لم تزوجتني؟!"
أنهت جملتها بإعادة المدية على رقبته وبسبب الجروح التي سببتها له لم يعد قادرًاعلى رفع يده ودفعها.. كما أنه كبير بالسن وهذا ساهم بإرعابه أكثر وكانت تلكفرصتها: "ألقي اليمين علي!"
نظر لها فقربت المدية أكثر من عنقه وأكملت: "حالًا"
لم يتأخر لحظة ورد: "أنتِ طالق"
-:"بالثلاثة"
قالتها بتحذير فأكمل: "أنتِ طالق.. طالق.. طالق.."
عندها فقط استطاعت التنهد براحة لكن لم تمنح نفسها فرصة للراحة ودفعته لداخلالحمام.. وبسرعة أخذت المفتاح وأغلقت الباب من الخارج.
أسرعت بعدها تتجه للخزانة وأخرجت حقيبتها.. وسريعًا بدلت ثيابها وعندما فتحت حقيبتهتجمدت وهي ترى كم النقود بها ولكن مع سماعها طرقه العالي على باب الحمام.. أسرعتبأخذ كل شيء ووضعته بحقيبتها ولم تنسى جواز السفر والتأشيرة وقبل أن تخرج قالت:"كان أغبى ما فعلته أن تجلبني لفندق أيها الأحمق"
وبعدها بدقائق كانت خارج الفندق تقف وتنظر حولها للمدينة التي أتت لها مع زوجها..ابتسمت بسخرية وهي تهمس: "ظننت أنك تكسر ضلوعي بجلبي لبلاد غريبة جمال؟"
اختفت الابتسامة بعدها وأكملت: "أنت لا تعلم أي كابوس أوقعت نفسك به!"
*****
أنت تقرأ
زهرة ربيع عمري - الجزء الثاني من سلسلة وللعمر بقية - مكتملة
Romanceعندما وجدتك شعرت أن روحي تهفو لتوأمها.. فدعي اللوم جانبًا وانظري لعيني الثكلى.. واسمعي صوت خافقي واشعري بنبضاته الونى.. فخلف تلك الواجهة يوجد ما أنا عليه حقا.. ***