البارت الثاني

300 8 1
                                    

رحت أركض أبي أجيب عباتي ..أبي أنطلق لحياتي الجديده خارج الأسر
ثلاث طعشر سنه قضيتهاا محبوسسه بها الحجره البغضيه ......
من دون حتى وداع ألقيت ظهري ولبست عباتي اللي كانت قماشتهاا
من آخيس الأقمشه على الآطلاق ...وفيها خمس رقع أمي راقعه فيهاا
العباة من بعد تخريم الفيران لها .....
طلعت ......رفعت عيوني من جديد آلا أشوووف قدامي ثلاااث رجال
واقفين جنب أبوي ....... ومقابلهم أبوناصر ....!
غطيت وجهي على طوووول ...... وكنت برجع
سمعت واااحد منهم يتكلم بلهجه بدويه بحته ...
أبوو ناااصر مايآخذ بنتك يعني مايآآآخذهااا ...هاذااا مومن مواخيذنااا
ونت أدرى بعلوم القبااايل ..وأصل هالرجال ..مايناسب أصولنا العريقه
.......!
هه يااربيي وش قد ضحكني من الداخل هالجزء من الحوار اللي كنت
أسمعه ذاك الوقت ..قبييييله .. أييي قبيييله اللي تسمع بسواياا أبوببـــنته
وتاركته من دون رااادع ولي يرحم والديك !!
سكتت أسمع بقية الحوار اللي كان يقطع لي آجزائي ..
أبوو ناااصر : وش هالكلام ... ومن أنتم اللي جايين تخاطبوني بها اللهجه ؟
الثاني منهم تكلم: حنى عمااااامهــــــــا ..!
(ياقوولواا آمييين عساكم العمى اللي ماله علاج ))
أيييي عماااااام اللي قاعده اشوفهم بعد ست طعش سننه
أللحييين صاروااا عمااام ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
شفت أبوي مرتبك يفرك يدينه ببعضهاا يناظر لعمامي ومقسوم نصين
مابين أخوانه اللي واضح أنه صاير بينهم ديك ..لاحشى الديك أشجع
ألا دجاااجه ويخب ..... ومابين عيونه على ابوو ناااصر اللي ماأدري
وشهي الطريقه اللي خلته يقتنع بزواجه بي بها السرعه ؟؟؟؟؟
...... من عيوون أبوي كـــــان قلبي حاااس أنه أنتهى كل شيئئ .......
رفع ابوي عيونه لأبو ناصر وقال
.بخووف.....أطلع يبو نااصر
مالك زوجه عندي ..... ثم كمل بحروف مكسره من الخوف

وو ..وو...أقضب الباب
تحطم كل شيئ وجلست على الأرض من بعد ماكنت واقفه
وضحكت !
أي نعم ضحكت على حالي مابكييت ............
ماأقولكم مالي أحساس ؟؟
أبو ناصر وأسمعه من ورى الباب بصوت آعلى من المتواجدين كلهم
تطردني يالخسيس من بيتك .. أناا أبوو ناصر أنطرد على تالي عمري
لاكن هين ... وبيني وبينك هالمكاان .... صدقني راااح تجينيي تبووس
رجليني عشاان تعطيني بنتك ...ومو أنا اللي أبي أجي آخذهااا ألا أنت
بنفسك راح تجيبهااا لي .......
كانت هاذي آآخر كلمه له وسمعت من بعدهاا باب يتسكر .......
لحظااات ورجع الباب أتسكرمره ثانيه وعرفت ان المهرجين الثلاثه اللي ساهموا بتكميل المسرحيه طلعوااا وراه ...وبقى البطل المغفل أبوي ...
فتح علي الباب ...... حتى صقع الباب بظهري الصقعه اللي حسيت
أني بعدها بعيش مشلوله طوول عمري
شدني من شعري ....... وآشبعني ضربب
وبدى ينهال علي سيل الشتايم والضرب من دون ذنب أقترفته ...
..الله يلعن الساعه اللي جبتك فيهاا يااابنت الحرااااام..ويضرب...
الله يآآآخذ روحك .. يالواطيييه .. يالكلببببه ......آنااا آوريكيييي يالخسيسه
ويضرررب .............
ماكنت أصرخ بصوت عالي ......لأن ماكان عندي صوت أصلا ؟
ساااعه بكبرهااا آنضربت ..حتى ماعدت أحس بجسمي ...
ماعادت أحس برووحي ..
كنت أحسس بالمووت ...وكفى .......
وأغمى علــــــــــــي
شهر بكبرهـ بقيت طريحة فراشي أنتظر منيتي تجيني وتريحني من
هالدنياا الرخيصه ...من الأب المتجبر ....من حيااة الذل ........
من الأهانه ...مننن كللل شيئئئ ....
ماكلف نفسه حتى يوديني لمستشفى ..شلون يوديني لمستشفى ويتهمونه
بتهمه تلحشه بالسسجن ....
أساابيع مرت وجروحي بعدها ماخفت ,.المراهم كان مفعوولهاا بطيئ جدااا
لسعرهاا الرخيييص ....آللي أتذكره أني كنت أشوف أمي تحاول تداوينييي
كملت شهرين على هالحال .....
قاربت أتشافى ..وبديت اصحى باللي حوولي ....
لاكني رغم هااذا أحاول أتظاهر بالتعب والغيبوبه ..حتى ماايزوجني
أبوي من جديد .كنت مستعده أكذب عليهم وأكون طريحة الفراش سنييين
ألمهم أنيي ماعاااد أشووف خلقة رجال قدامي ......
بأحدالأيام ...
اللي كنت اتذكره أنه كان الوقت نهار ..لأني كنت اشووف أشعة الشمس
منكسره على عيوني ....
عيوني اللي لازالت معلنه السبااات .............
سمعت واحد فيه رجفه بصووته .. ....ميلت أسماعي أكثر
هوو..آلاا هوو آبووي ؟؟
أبووي وقاعد بغرفتي على الأرض .... ومن جنبه أسمع اصوات أمي
حاولت افتح عيوني بشكل خفيف بحاول أشوف وش قاعد يصير
أبوي وقاعد ومن حوله لاف بطانيه وقاعد يرتجف ووجه متعرق
ويتكلم بصوت متقطع ...
يطاردوني ياحصه يبون يذبحوني ....
وأبونااصر ... مقدم بلاغ بسريقاتي ويبي يسجنني ...
أخواني ...متآمرين علي وناوين علي بنيه
وين ارووح ... وش اسووي ....وبنتك مي راضيه تقوم عشان أعطيهاا
أبوناصر على الأقل ويتنازل عن حقه الخاص ..وأفتك من السجن
.....كانت هالكلمات مثل البلسم على صدري .... ماتتصورون وش
قد فرحت بالخبر الاول ..
{خبرالناس اللي يطاردونه يبون يذبحونه......}
...حتى اني فرحت اكثر من الخبر الثاني ..والثالث
لاكني ذاك الوقت كنت جاهله وش المتخفي ورى قصه ابوناصر
وورى قصة الناس اللي تطارده ..
بعد كم يوم من اللي سمعته .. شاورت نفسي كثيير ...أقوم ولالا
حتى قررت ... وفقـــت من غيبوبتي !
/..
بذاك اليوم تحديداً دقيقه وحده ماخلاني ...... شدنيى من أيدي بعباتي
تلثم بشماغه .. ولبس بشته اللي عاث فيه الزمان
...............
طلعت برااا أسوار البيت على ملااا وجهي ... كانت فيه سياره
رديئه واقفه قدام الباب ... فك ابوي الباب الخلفي ودفني بأيده حتى دخلت وسكر الباب ...
ورجع ركب بالمرتبه الأماميه من جنب سواق السياره ...أللي عرفت
بعد وقت أنها تسمى سيارة أجره !
............ مشينااا مسافااات طوويله ...وعيوني ماقدرت تنزل من النافذه
كنت أراقب بأهتمام شديد الأشياء اللي تمر قدامي ..
الجبال .. المزارع .... ألطير ..الهوى .... والحيااة الجديده ...
هالمناااظر كلهاا على بعضهاا دنيا آخرى جديده على وحده بعمرهااا
ماشافت غير ردى الصور ..والحياة الضيقه ... وعتام الدنيا وسواااادهــا
...كنت أحس بالفرحه ونا أشوف هالصور وكأني ملكت الدنيااا
وكأني أشابه حلم الضرير بشوفة نقطة النور ...{ نقطه }فقط كانت تكفينييي!
آلا آن مفاجآآآت الدنيـــــا بعدهاا مازالت متخبيه ورى ستار القدر
اللي آلى هاللحظه ماأدري وين راح يسوقني فيه
......
أستمرينا نمشي حوالي الساعه وأكثر وعيوني لازلت متسمره
على الزجاج أتابع أبسط الأشياء اللي تمر قدامي وكأني مابي أفوت
علي شيئ ...أستمرت الرحله لساعتين ... ثم ثلاث ....
فجأه كانت النقله الكبيره اللي لخبطت لي موازييين عقلي
دخلللت على عالم آآآخر ...عالم كنت آعتقد آنه يشابه جنة الأخره
اللي سمعت فيهاا ....
حيــــــــــــاة المدينه .....
عملقة العمـــــاير والأبنيه .... الشوارع الممهده ..وآلأرصفه
وآتقان تصفيف الشجر والورود .. ضجة السياراات ...
آلأوجه الجديده ....الرقي ..التطوور....
أنذهلت ....... كنت بحاله تشبه الجموود الكلليييي
من اللي قاعده اشوووفهـ
من شارع لشاارع .... وذهولي كل ماله يزيد .....
فجأه صحيت لمى وقفت السياره
عند بيت صغير جدااا جدرانه متصدعه ونوافذه آغلبها متكسره
وتعاني من عواامل الزمن .......
كان أحساسي الأكيد من بعد أستنتاجي من كلام ابوي وهو يرجف
أنه ينتظرني اقوم حتى يوديني لأبو ناااصر ..
أذااً ......هااذا هو بيت أبووناصر !!!
ماكنت زعلانه ...ولاحتى كان يهمني أيش شكله وكيف تطووره
كنت راااااضيه بكل شيئئ غيير بيت ابووي ....
قنوووعه ... مطلبي اطلع من قريتي وآنفك من آجحاف أبوي وقيّده
ضرب ابووي بأيده علي نافذة السياره وهو يزعق ويصارخ كالعااده
أنزلي نزله معويه تقضب بطنك ..ولا لايكون صدقتي أني بكون خادم
لك وأبي اظل أفتح وأسكر لك الباب ...
أنزلللللللللي الله يآخذك ويفكني منك
أرتجفت وحاولت أفك الباب بسرعه شديده ونزلت .....
على طووول توجهت لعند باب ذااك البيت المتصدعه زوايااه
وكأني خلاااص فكرت وجزمت أن هاااذا هوو بيته ....
لحظااات وجاتني تهزيئه ثانييه من صوت أبوي اللي وراي وهو يشدني من أيدي ويصاارخ
أنتي بهيييمه .. ولا بهييييمه ولاا ايييش
واقفه عند باب الناس ليييه يالوصخه ..أمششي ...أمششي معييي
الله يشقيكي بدنيااكي زي ماأشقيـتـيني ......
كنت زي الآله ..وكفى !
عارفين كيف الآله تتحركـ !
كنت تماماا مثلهاا شكلها ومضموناً.....
لاأحساس .لا مشااعر .... ولاا حتى عقل ..... كلل شيئ متصلللب
مشيت معه بحسب توجييه ايده اللي كانت شادتنييي ويجرنييي
كأني خروف ينساق للمجزره بليلة الأضحى
وقف فجأه .....
ووقفت معه وأنا مدنقه راسي .... أستغربت أنه وقف لذا رفعت عيوني
وياليتني رفعتهـا من زمــــــــان
(آلملكـ لله وحــــــده ).........
.,'..........قصر.....,' من دون آدنى مبالغه .........
وقفت ابي استوعب لمين هالقصر ... ؟؟؟لأن المكان مومن مقامي
والأكيد مولي ....
كنت بتسآل أكثر لاكن مامداني لأن باب البيت أنفتح بطريقه
تشبه الطريقه اللي أنفتح فيه غار علي بابا بالحكــــــايااا ...
دخلت ..عفواً أبوي شدني من أيدي ودخلنيي ....
الممر كان جسر من آحجاارالمرمر ... ويحيطه سياجين من النحاس الأصفر
ومن تحته مسبح باللون الآخضر الفاتح اللي عكس هاللون نفس الحجر الأساسي لجدران المسبح الطووويل ....
أستمريت أمشي وناعيوني مي راضيه تستوعب اللي تشووف
كذااا من دوون مقدمااات من القريه وغرفة سبعه ×سبعه ....
آلى قصصر وآثاث وأسواار ..مالعين رأت !!
آلأثاث فوق مستوى الطراز الحديث ..... ومتفاوت مابين
الكلاسيكي ... والعصري .... والشعبي حتى .........
كللللل ذووول بصووب .......
وصورة الشايب اللي صاار أمامي بكوم ثانيي .....
وكأني بديت أنفصل عن عالم الخيال ...وبديت أرجع للواقع
واللي قاعد يصير ........!
واقف وبأيده عصاه .....لابس ثوب أبيض يشبه لون شعره
الوقور .....
شفت أبوي وهو كاسر راسه بالأرض ..........
وبعيونه ذل ومهاانه ..... ومشبك أيدينه ببعضها
وموقادر يرفع راسه ويطالع ابو ناصر ..
أبوي::أأأ ....أأأنااا ..جبتها لك
شفت ابو ناصر يطالع لأبوي ببرود شديد .....
ثم تكلم ... وأنا أيش ابي فيهاا ...خل بنتك عندك ماعاد لي حاجه فيها
فوراً رفعت عيوني لأبو ناااصر مو قادره اصدق اللي قاعده اسمعهه
(مو أقولكم مهدومة بخت !
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تموت الأحلام حين يتم تحقيقها / / للكاتبة:جمال نجد وفتنتن حايليحيث تعيش القصص. اكتشف الآن