البارت الحادي عشر

133 2 0
                                    

صارت تمشي على رجلينهاا وبالموت تشوف طريقهاا
... لأنها لاتزال متشتته وأفكارها مي معها وعيونها غرقانه !
... قدرت توقف أول تاكسي ركبت من الخلف .. وطلبت منه يمشي
بظروف ساعتين قدرت توصل لقصرها اللي كان بعيد جداً عن بيت ابو مشاري ..غير الزحمه اللي كانت معبيه الطريق ..
نزلت أخيراً ... وهي تحس أنها اهدى .. طلبت منه ينتظر لأنه
محفظة فلوسها داخل ... مشت خطوتين ... ثم توقفت مصدومه
من الصوره اللي قدام الباب ........
حسنا : ......أنتم ؟!!
أم عبد الرزاق اللي كانت جالسه قريب من أبواب القصر ومن جنبها عيالها ...أول ماشافت حسنا وقفت على رجلينهااا بفرحه
مكسوره وقلب ضعيف وفقير
هلاا ...هلا ببنيتي ... زين اني شفتك .. من يومين وأنا انتظرك
عند الباب ..

انا ادق الباب محد يرد علي غير الخدامات ويقولون لي مي موجوده ...
أنا ولازلت ساكته ....: ماكنت مستوعبه شوفتهم .. وبها الوقت هاذاا ؟؟ ....
قلت لها .. وش بغيتيني فيه ياأم عبد الرزاق ؟
أم عبد الرزاق والعبره تخنق صوتهاا : مدري والله وش اقولك
والله يقطع الموت والله يقطع الحاجه ... ثم قالت وهي تبكي
ياحسنا ابوكي كان غايب عن البيت ثلاث أشهر ماندري عن اخباره
ولاسألنا عنه ...وقبل يومين جانيي شخص يخبرني انهم لقوه بالصحراء متوفي .......
حسنا .. :أبوي مات ..! ثم تبدلت ملامحها لشماته وغيض
الله لايرحمه !
ام عبد الرزاق : ...أنا ادري ان هالخبر ماراح يزعلك ..
وبمثلها ادري ومتأكده أن المرحوم محدن يحبه ولا حتى عياله
ولاكن هاذا ميت وماتجوز عليه الا الرحمه يابنتي
ودموعي هاذي هاللي تشوفينها تراها مو حزن عليه
آلا حزن على اللي جاب هالعيال ومو قادر يربيهم ويصرف عليهم
ثم قالت وهي تبكي اكثر :ياحسنااااا اناا اللحين ماعاد باقي لي شيئ
حتى البيت صاحبه طردني منه لأن أخوي اللي كان يدفع الأجار مريض وهو الثاني على قد حاله وقاعد يعالج ومالي وجه اطلب منه
فلوس أو أروح بعيالي اعيش عنده ببيته الصغير بروحه عساه يشيل نفسه وأولاده ....
أنا مو باقيلي الا الله .. الله ياحسنا ثم انتي ....
حسنا ... ولاتزال ساكتهـ ... نبهها بوري سيارة التكسي يستعجلها بالفلوس
حسنا : ثواني وراجعه ... أنتظريني
راحت تمشي للقصر اللي كانت ابوابها على غير العاده فارغه
لأن الرجال اللي كانت تفكر انهم هم اللي يقدرون يحرسونها
باعوها بالفلوس .... وطلبت من ناصر يطردهم
دخلت ثم طلبت من الخدم يجيبون لها المبلغ .. ثواني وطلعت بخطوات مستعجله ولاكنها شافت سيارة الأجره ميب موجوده ....... ؟!
والموجود بديل عنها طلال اللي واقف قدام ام عبد الرزاق
يكلمهاا ...!!!!!!!!
رمت الفلوس على الأرض ...ورفعت عينها عليه ....
وهي تقول : أنت جماد ماتفهم ؟... قلت لك مااااااابي اشوفك
أفههههم
طلال وبعد ماسمع الكلام رجع لف بوجهه لجهة ام عبد الرزاق
مطنشها وكأنه ماسمع شيئ .. ويكمل بكل برود أسألته ...؟
حسناا : شاده على اسنانهاا ....من القهر اللي قاعد تكبته داخلها
حسنا مقاطعتهم : ام عبد الرزاق تفضلي داخل نكمل كلامنا
طلال مقاطعها ويتكلم مع ام عبد الرزاق..
بموضوع اخر ..: أنتي زوجة أبوها ؟! .... زين متى مات
أم عبد الرزاق ومنحرجه بينهم وتناظر فيهم اثنينهم وماتدري
لمين ترد وتتكلم .......
حسنا :وشاده على اسنانها اكثر .. أم عبد الرزاق قلت لك
تفضليي
طلال : ملتفت على حسنا ... من الأخلاق تنتظريني الين
ماأكمل كلامي ... ثم تقولين اللي عندك ..ولا مو عارفه الأخلاق بعد ؟
حسنا : أنت قلت لك مااااااالك شغل ...هاذي حياتي
وهذولا الناس حاجه من خصوصياتي اللي انت على بعضك
مالك علاقه فيها
...طلال ويحاول يحفظ لسانه مايبي يمتد النقاش بينهم
بالشارع وقدام هالمرأه اللي واضح انها ضعيفه وقليلة حيله ...
طلال ويتكلم بشكل جدي : حسنا أهدي ...وخليني أفهم
موضوع المره ...وبعدها انا ماشي بنفسي ...
لأني للعلم كان مقصدي وأنا امشي ورى سيارة التكسي
اتطمن لوصولك البيت فقط
وكنت بعدها ناوي ارجع ولاكن هالمره خلتني غصب افهم موضوعها وأنزل من السياره
ودامها تطلع زوجة ابوكي فمعناتها تعتبر من أهلك ...
وأهلك هم أهلي وشؤنهم من اليوم وطالع راح تخصني
وسواء أعجبك الكلام ولا ماأعجبك مو مهم
حسنا بسخريه : ماشاء الله ..حنون بعد وطيب وقلبك علي ؟
ياشيخ كثر الله خييرك ..ويين ابلقى واحد مثلك انت ...؟
يعني فعلا فعلا اللحين قاعد تثبت لي انك انسان
نادر ..
ولاااا وبعد أهلي هم أهلك صراحه اعجبتني !!
أم عبد الرزاق بضيق : بس وقفوااا ...الله يخليكم وقفوا
صدقوني انا اسفه .. أنا لو كنت اظن ان جيتي بتسبب زعل
ماجيت .. ألله يخليك ياولدي سامحني ... حقك علي من فوق راسي
ونتي يابنتي .. ابوس راسك اهدي ...
الرجال نيته خير .... مثل مانيتك لي خير
حسناا بصوت اعلى : لااا ماراح اهدى الين ماهالشخص يوخر
عن وجهي وماااااعاد اشوفه
طلال وهو يصرخ : حسنااا .. وبعدييين .. قصري حسك
لاتنسين انك بالشارع
حسنا مطنشته : ونتي هيي لايكون ضحك على عقلك هاذا
وتحنن عليكي بكم كلمه يجبرون خاطرك ...وقمتي
خلااص تشوفينه الأنسان العظييم وصدقتيه
هاذاا اللي قدامك أحقر منه ماشفت.... مافيه دم ... ولا كرامه
اساسا لو فيه كرامه ماطاردني زي الكلب ولحقني الين هنا
طلال وكل عرق كان هادي فيه استثار ...جن جنونه
حتى ملامح وجهه احتدت غضب ... راح لها بخطوات سريعه وهو يمسك ايدها ويلويها للخلف حتى صرخت ....
قرب صوته لأذانها وهمس لها : كانت الأولى حركتك بالمطار ..
والثانيه هالكلام ...وراح اعديهم ... ولاكن قسماً بالله لو يصير لها الحركتين ثالث .. لاتشوفين مقتلك بالحياة على يديني ..
ثم شد على ايدها حتى صرخت الم.. تسمعيييين ؟!
ترك ايدهاا من هنااا.. وحسنا الألم صار يقطعها اكثر
ولاكن نزلت ايدها وكأن مو قاعد يوجعها شيئ ...
حسنا : أبعد عليك من شواربك .. تطولني أو حتى تضرني
طلال : لاتقولين كلام اكبر منك ؟!
حسنا : ... كلامي من يومه اكبر منك ومن اللي خلفوك
طلال بعد ماطلع من طوره تكلم : دام هاذا ردّك ...
فأسمعي الكلام الجاي
وعز وجلال الله لاتكونين تحت ايدي وببيتي قررييب ... ومن دورن شروط ياهانم وبتشوفين..
حسنا : وأنت دام تبيها حلفان ... فبـعز وجلال الله فلا أنت ولاغيرك
راح يلمس مني شعره دامني حيه .. سامع ؟!
... ثم ألتفتت على ام عبد الرزاق ....... ونتيي هاذا اللي تبين
تستميحين منه ومستعده تحطينه فوق راسك ... روحيي معه اشووف
ترى اسمه زوجي بالورق ... خلييه يتكفلك انتي وعيالك
لأني أنا مو مكلفه بأحد ولا مستعده لها الشيئ
...... قلت هالكلمتين ودخلت لأني كان حدي
بموت من اللي قاعد يصير لي ... وموقاعده افكر بعقل ..... !

تموت الأحلام حين يتم تحقيقها / / للكاتبة:جمال نجد وفتنتن حايليحيث تعيش القصص. اكتشف الآن