آلبـــــــــــــــــــارت الرابع
دارت الدنيـــــــأ فيني ........... وماصحيييت
آلا وآنا بمستنقعة الواقع ...... بالسجن النسائي ...متهمه بقضية قتل !/
/
ماأمداني آصحى ... آحداااث سريععه مرت قدامي .... عشر مرات
أستدعيت حتى آنطق شهـادتي ..ويحققون معي بالقضيه اللي صارت لابستني
لبس .... سجن مظلــــم كئييب آنواره ممله ... فيه كذا سرير .....
ناس نـــايمه ومطنشه الدنيا ... وناس قاعده تضحك وطاقتها سوالف
وكنهـا ببيت أهلها مو بسجن ...ملحوشه فيه بسبب قضيه ! ....
وناس معتكفه على سجادتها ودموعهاا تسيل .....
سياج متصل ...}
مآسورين فيه كلناا... آناا وقلبي ماهدت دقاته من آسبوووع ....
وجهي مخطووف لونه والحياة فيه مي موجودهـ .....
وش اللي قاعد يصير لي .... آنا ماذبحت آبوو ناصر ...
آبو ناصر أنا ماقتلته ... شلون أسممه .... آكيد مو آنا...
أجل مييين ؟؟؟ ...
وقفت وحده عريضه أكتافها وكأنها أكتاف مصارع من صلابتهـا
ووزنها الثقيل ..... نادتني بصوت خشن وكأن اللي يشوفها
يبصم بالعشر أنها رجل له شعر طويل ... ولابس زي نسائي !
دعتني بالأسم ..... فزيت من طووولي من الخووف ... نعم
هي ... تعالي معي ...
قمت ومشيت معهاا لوين ماكانت توجهني ....
كنت متحجبه بحجاب فقط .... دخلت على ذيك الغرفه
اللي للمره الحادي عشر آستدعى لهـا .... حسيت بكتمه فظيعه
رجعت تطبق على آنفاسي ... حاولت آخذ نفس ..وآنا أعطي نفسي عبارات
آيجابيه ..أنا ماقتلت أحد ... آنا واثقه آن مالي علاقه بأي شيئ ...
هي مسألة وقت وراح يرجع كل شيئ للأحسن ..
وكررتتها .. للأحسن ..للأحسن
رغم آنه كـان آحساسي الغالب آن القادم ..آسوأ ... أسوأ بكثيييير ......
دخلت على الضابط من جديد ..أنا والمرأه الحديديه اللي جابتني .طلب مني أقعد زي المرات اللي قبلهاا ...
هو ..وصار يتكلم وهو مو معيرني أهتمام ويحرك آلآوراق اللي قدامه .... شلونك ياحسنا اليوم أن شاء الله أحسن ؟
: آنا ..بأختصار ... آلحمدلله
هو ... شال الآوراق من يدينه بسرعه وحطهم على جنب ورفع عيونه
المخيفه بأتجاهي ....... قلتي لي أسمك الكامل أيش
أنا ومليييت من هالسؤال اللي أنعاااد علي عشريين مره ..
أسمي موجود قدامك بالآوراق ياحضرة الضابط أظن
هو بصلابه: جاوبي على قد السؤال ..من دون ثرثره زايده ..
رجعت دقات قلبي الخايفه تزداد ... آستسلمت ورديت ..
حسنا محمد ربيع ...
هو : تدرين كم قاعده عندنا هنا ؟
أنا وحاول أكون هاديه : أسبوع
هو : آسبوع ... من دون آي شخص يجي ويسأل عليكي !... آنتي
مالك أحد ؟
أنا من دون حتى ماأفكر... آي مالي آحد .. آنا مقطوعه من شجره وآبوناصر هو اللي كافلني ومتزوجني ....
هو : ومو عاجبه كلامي ....... قال بصوت أعلى أربكني ....
بس أنتي لك عمــــام وأب
أنااا ورفعت راسي وتغيرت آلوان وجهيي ... ماحاولت أنكرمن جديد
لآني خلاااص مليييت من الأنكار
وقلت متلعثمه..آيييي لييي ...بس أنا مابي أحد ولاأبي أشووف أحد ...
أذبحوني .. سوو اللي تبون بس مابي اشوفهم
هو وقام بسرعه من كرسيه .... ووقف وسأل بصوت سريع ..وعيونه
مركزه علي عيوني تركيز دقيق
شلون نذبحك ... يعني تعترفين آنك آنتي اللي حطيتي السم لأبو ناصر
أنا بخوف : لااا طبعاا ..
هو : بس انتي اللي طبختي الطبخه لأبوناصر ...بيدينك ..
بناء على شهادةالخدم الثنتين اللي طلعتيهم من المطبخ وقت ماكنتي
تطبخين
أنا : دائما لاجيت آطبخ آطلعهم من المطبخ وتقدر تسألهم
هو وشفته يسأل أول ماخصلت جوابي بطريقه سريعه كالعاده ...
... ليييه ماكليتي من الطبخه ؟
أناا بأرتباك : لاني ماأحبها
هو : سبب مو مقنع
أنا : ماأقدر أكل شيئ ماأحبه ..
هو : ليييه ماتبين ابوكي
أنااا بتلعثم ... وجواب سريع ... لأني .. لأني ... ماأحبه والسلام
هو : وشنوع السم اللي أعطيتيه ابو ناصر؟
أنا : قلت لك ماسممت أبو ناصر
هو ومستمر بنفس الوتيره : نوع السم غريب ... اللي أعطاه أبو ناصر
يعرف انه مريض بالقلب ويأثرعليه ..ومتأكد آنك حتى لو كليتي منه
ماراح يضرك
أنا : أنا مالي علاقه ...
هو : عندك دليل يثبت آنه مو أنتي اللي سممتيه ؟
أنا : ماعندي دليل ... ولاعندي أثبات .. آنا ماقتلته وبس
هو ..ورجع قعد بنفس الطريقه السريعه اللي وقف فيها ...
عندك محامي يدافع عنك
أنا : ماعندي أحد بالدنيا ...
...
هو :ورفع عيونه لي بتركيز شديد ثم قال بعد صمت بخبث...
أبوكي موجود خلف هالباب ...أخليه يدخل ؟
وقفت على رجليني أول ماأستوعبت الجمله اللي قالهاا
تغيرت كل ملامحي .. توقف قلبي ... عليت صوتي لااا
لاتخلييه يدخل ... آنكم تقصوني آهون علي من آني اشوفه
هو: بتكرار سريع بأسلوب متغاير .. من اللي ذبح ابو ناصر ؟
أنااا وبدى يستفزنيي ويربكني فوق الربكه والآجهاد النفسي والجسدي اللي
أحس فيه وكأنه يستغل حالتي الضعيفه عشان آجاوب الأجابه
اللي يبيها وآعترف ... وآنا مالي ذنب : قللللت لكك موو أناا ..موو آنااا ... آذبحوني ..بس مو أنااا اللي قتلت ابو ناصر
هو : مافي أحد غيرك موجود
أنا : مدري .. .. بس مو أناا
هو :ليه ماتبين تشوفين أبوكي ؟
اناا وبديت آنهااار من التعب وخلاااص
تلاشت كل قوتي ..موضوع خاص .. محد له علاقه فيه
هو ... وماسك قرص آدويه ... رماه على الطاوله ثم قال : وموضوع
الحبوب بعد مالك علاقه فيه ...
رجعت لأرتباكي وحاولت آخذ نفس بعد مافهمت آن قرص الحبوب
مآخوذ من درج غرفتي .........هاذي حبوبه عاديه لألام الراس آكلها
أذا ماقدرت آناام
هو مقاطعني : هااااذي مهدئات ... فاهمه وش معنى مهدئات
أنا : مهدئات عاديه ..آجيبها دائما من الصيدليه ..لاهي تهريب ولاهي غلط
هو :عندك فكره عن آدمان الحبوب هاااذي وش يسبب
أنا : ..................
هو : حاله نفسسيه
آنا برعب رفعت عيونيي .. أنا ماني مريضه نفسيه ولاني فاقده الوعي
أنا بكامل قواي العقليه وتقدرون تكشفون علي وتتأكدون ..
هو: مغير أتجــــاه الموضوع .......
: تدرين أبوكي كم مره أنسجن بقضيه أخلاقيه ؟
آنا : ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
هو : بدون آي نقاش أكثر ..... تقدرين تطلعين اللحين خلص التحقيق ... !!
أناا بخوف : وآبوي وينه ؟
هو ببرود شديد : كذبه
فهمت آنه ضحك علي وواضح أنه فهم وضعي أو يمكن يكون
عارف قصتي ... وحب يمسكني من وتر حساس حتى يشتتني ويضعفني أكثر ...
وقفت لأن آسلوبه كان صارم بتحديد طلب الخروج ...
للحظه حسيت اني نسيت كل شيئ وشغل بالي شيئ واحد ؟
قضايا آخلاقيه !! ..آبوي ؟؟
آلتفتت له بشجاعه وسألت سؤالي بتردد ...
ممكن أعرف نوع القضايا اللي أنسجن فيها آبوي ؟
هو : باختصار ... التحرش بالأطفال ....... وقف من جديد
ثم قال ...تقدرين تطلعين
فهمت آنه تعمد ينهي النقاش بالوقوف.. وفوراً طلعت من دون
آني احاول أسأل أسئله أكثر ..
ماكان موضوع مؤلم ونا اسمع آن أبوي يتحرش بالأطفال!
كان الموضوع عادي جداااً ...لأن كل شيئ طبيعي راح آتوقعه منهـ
القضيه آمتدت .. آسبوع .. آسبوعيين ... وبعدها ماعدت اتذكر كم قعدت ..لأني فقدت القدره على الحساب والتفكير ... ولاكن يمكن كل اللي اتذكره آني قربت آصك شهر
وآآناااا لازللت مسجونه لأني المتهمه آلآولى ....
عفننت بالسسجن ..
بطّل آحد يستدعيني ووجه ذاك الضابط
ماشفته من ذاك اليوم ..........
آشكال يقشعر لها البدن شفت ...... نـــــاس ظالمه ..وناااس مظلوومه
مشاكل يشيب لها الراس ...اللي ضاربه شغالتهـا
ومدخلتها بغيبوبهـ ...
واللي داخله بقضية شرف ... واللي ظالمها رجلهـــا ... واللي مظلومهـ
واللي .. واللي ... آلخ
التعب خذى ماخذى مني الهالات السوداء بدت تنرسم تحت عيني من قل النوم
وقل الآكل اللي كنت مزاعلتهم بذيك الفترهـ.. شهيتي توقفت عن الأكل تماما ... وحتى عن النوم ... لهاذاا من كثر السهر ماقمت آدري كم آنا قعدت
كل اللي آحسه آنيي قضيت فتره طووويله
..وبمـا آني كنت شبه خرساء بذاك المكان ... وماأحاول أحتك بأي أحد
أو ارد ... أصبحت محور لفت نظرهم ! ... حاولواا يفهمون مره وثنتين
وعشر ليه آنا داخله هنا ... وأنا لاحيـاة لمن تنادي .....
شفت وحده قامت من مكانها وجلست جنبي ... ناظرت لي بأبتسامهـ
ومدت لي كوب بلاستك فيه شاهي ... وهي تقول سمي
خجلت منها وخذيت كاسة الشاهي اللي مالي نفس فيه
هي : شلونك
آنا بأختصار : الحمد لله
هي : آجيب لك شيئ تاكلينه .. وجهك تعبان
آنا : لا .. مالي نفس
هي بأرتباك : مضايقك وجودي ؟ اذا مضايقك راح أقوم
آنا ومدري ليه مارفضت وجودها : هزيت راسي بهدوء ونا أقول
آبداً مومضايقني شيئ
هي ... وبدت تشرب من كاسة الشاهي اللي معها ...وساكته
وبعد صمت طويل صار بيننا تكلمت ... تدرين .. حياة السجن عندي
أكرم بكثير من الحياة الخارجيه ...وآطهر ..على الأقل هنا الحياة تقيدك
غضبن عليكي وتأسرك عن الغلط ...
أناومسنده راسي على الجدار ومكتفيه بالصمت وقاعده اسمع ..........................
هي ومكمله : أنا آبوي توفي يوم كان عمري 12 سنه ...
...
وآمي تزوجت واحد ثاني أنجبت منه ولدين ...تدرين ...
كان يكرهني بكرّه الموت
وكل يوم كان يتعمد يعيد هالجمله لأمي .ويسمعني اياهاا ... بنتك هااذي انا ماأبيها ببيتي آقلعيها عند امك ...آخوك .. اييي شيئ المهم شوفي لها أي صرفه سااامعه
كرهته .. وتمنيت لو كان ابوي عايش عشان يحميني ...
أنا :...........
آمي كانت تحبه ..لهاذا آستغنت عني بكل بساطه حاولت تحطني عند
أم ابوي ولاكن عمامي ماكانوا يبوني ..وجدتي مره ضعيفه ماتقدر على نفقتي ... فكرت كثير وبنهاية الأمر.. عشت ببيت جدتي (امها )
........
... طبعا ماكان بيت جدتي أم أمي أفضل لأن زوجات خوالي صاروا
يشوفوني وكأني قاعده على قلوبهم .. وكنت أعاني معهم
كبرت........ وبديت آزهق من دنيتي ... آنجرفت !
بس ماكان أي أنجراف ..
آنجراف آنقلابي ... {صرت مدمنة مخدرات} وسكتت ....
آناا مفزوعه ومنصدمه :: (بنت ومدمنه !! ) طلعت من صمتي
وتكلمت .. مدمننننه ؟؟؟؟
هي بأبتسامة سخريه : أي ... ومو أي مدمنه ..مدمنه ومروجه
أناورجعت لصمتي وألف على علامة تعجب بوجهي !!!.....
هي : ومكمله ...
كانت زميله ليى ... تعطيني فلوس كل ماأحتاج .. تحتضني كثير.. تحبني آكثر من آي شخص
لدرجة آني لو بطلب مالها وحلالها كله وورثها من أبوها راح تعطيني
أياه ... يعني بالمختصر كان بالبدايه رباط صداقه .. ثم أصبح حب
أنا: وماكنت فاهمه المغزى اللي كانت تتكلم عنه ووأيش هو نوع الحب
هي بأبتسامه : عيونك تقول مافهمتي علي
أناا ببراءه ولمحة أستغراب ... آبدا؟
هي سألتني : متزوجه ؟
أنااا وآرتبكت من هالسؤال لما تذكرت أبو ناصر ...
ماأبديت أي ردت فعل أخرى سوى اني هزيت راسي بالأيجاب ..
هي : كانت علاقتي معهاا بالضبط نفس علاقتك مع زوجك
سكتت ... عيوني توسعت على الآخير ..وملامح وجهي أنرسم
عليها الاشمئزاز
هي : من حقك تتقرفين .. بس ترى أنا ماكنت أحبها
هي اللي كانت مقتوله علي ..لذا سايرتها عشان أعيييش
أحيان كنت أنام عندها بالأشهر ومحد يدري عني أوحتى يكلف نفسه
يسأل عني وعن غيابي ...
دخلت على دنيتها وتعودت على حياتي معها ...
كانت أكبر مني ... آنا كان عمري تقريباً خمس طعشر سنه وقتها
أنت تقرأ
تموت الأحلام حين يتم تحقيقها / / للكاتبة:جمال نجد وفتنتن حايلي
Romansaبِِصمتْ تُصـــــبحْ المقدِمَـاتْ آجملْ , وكفـى تموت الآحلام بكلى الحالاتـ آمـا بدفْنهــا.,' آوحيـن يتم تحقيقهـــا .. .,'{..( مذكراتهـا )..}.,' للكاتبة:جمال نجد وفتنتن حايلي مكتملة