كعادتها دائمًا إذا غربت الشمس، يسود مدينة "جوثام" ظلام دامس...
تتحول في لحظات بكل مبانيها وشوارعها إلى كتلة من السواد التام..
منذ نشأتها، ارتبطت "جوثام" بلعنة الظلام.. ظلام التاريخ...ظلام الشوارع..
وظلام النفوس..
لا يمكن وصف تلك الليلة بالعادية أبدًا...اشتدت الرياح وتناقصت درجات الحرارة بشدة حتى اقتربت من الصفر، كخير نذير بالأهوال القادمة..
سارع أغلب المواطنين بالعودة لمنازلهم خوفًا من الأحداث، بينما التف الجميع حول شاشات التليفزيون وأجهزة الراديو لمتابعة الأخبار وتحذيرات الشرطة التي استمرت في الظهور...
انتزعت قبضة الريح بعض الجرائد من الأكشاك، وأطارتها في عنف إلى قارعة الطريق، وسرعات ما تشبعت الجريدة بمياة راكدة اغرقت أرضية الشارع، ولكن لم تمنع المياة كلمات عناوين الأخبار الرئيسية من الظهور..
"الجوكر قد جُن بالفعل! المهرج يقوم بقتل كبار مجرمي جوثام، ويعد بالمزيد.."
*********************
هرع المحقق "جيمس جوردن" إلى مكتبه بقسم شرطة "جوثام"، ليجيب على هاتفه الذي لم يتوقف عن الرنين طوال اليوم..استمع في قلق لعمدة المدينة الذي أراد متابعة جهود رجال الشرطة في إيقاف أعمال الچوكر الجنونية..
أنهى "جوردن" المكالمة بصعوبة، بعدما أفصح للعمدة عن عجزه التام عن تحديد موقع الچوكر أو حتى تخمين ضحاياه القادمين وحمايتهم مسبقًا..
ارتمي على مقعده، وقد نال التعب والتوتر من جسده، عالمًا أن اليوم لم ينتهي بعد، فالأيام في "جوثام" - بعكس سائر المدن - تبدأ ليلًا...
أتاه صوت المذيعة الشقراء "فيكي فيل" عبر شاشة التلفاز الكبرى بقسم الشرطة، التي اجتمع أمامها بعض الضباط، متابعين بإهتمام ما تقوله...
أغمض "جوردن" عينيه محاولًا التركيز فيما سيسمعه حتمًا من أهوال...
"استمر المجرم المعروف بالچوكر في سلسلة جرائمه الأخيرة التي كالعادة تحطم جميع قواعد المنطق، ولكن في هذه المرة نقف جميعًا عاجزين عن تصديق ما يحدث أمامنا بالفعل!
بالأمس، كشفت مصادرنا الخاصة عن قيام الچوكر بعقده اجتماع سري بأحد المصانع المهجورة، اجتمع فيه بكبار عائلات جوثام والتي يشتبه تورطهم في جرائم الفساد، وبعض الشخصيات الإجرامية الأخرى.. وأخبرنا شهود العيان أنهم قد فوجئوا بأصوات طلقات نارية، يعقبها رؤيتهم لإنفجار هائل قام بتدمير المصنع تمامًا..
انتقلت الشرطة فورًا إلى موقع الحادث، وتمكن رجال الطب الشرعي من تحديد هوية بعض الضحايا وهم "رومان سايونس" الشهير بـ"القناع الأسود"، والبطريق "اوزوالد كابلبوت"، بالإضافة لعدد كبير من رجال عائلة "فالكون"، ومازال البحث جاريًا عن مزيد من جثث الضحايا للتعرف على هويتهم..
بعدها بساعات قليلة، بناءً على مكالمة مجهولة المصدر، وجدت الشرطة جثة "هارڤي دينت" المعروف باسم "ذي الوجهين" وقد تم غمره حتى الصدر في حوض ضخم ملئ بالأحماض الحارقة، وبجانبه ورقة الچوكر..
أما في صباح اليوم فقد فوجئ المواطنين بمبنى بلدية "جوثام"، بوجود جثتين تم تعليقهما على الأعمدة الأمامية للمبنى، وقد تم التعرف إليهما وهما: المجرم المعروف بـ"سكارفيس" الذي تم تقطيع جسده لأجزاء وربطها بأوتار رفيعة، والمجرمة " آيڤي السامة" سيدة النباتات، والتي تفحمت جثتها تمامًا..
ومنذ قليل، تم ابلاغنا عن إنفجار أطاح بجانب كبير من شبكة مجاري "جوثام" القديمة، والتي يُقال أنها موضع تواجد المجرم الهارب "كيلر كروك"، ولا ندري حتى الآن ماهي خطوة الچوكر التالية...
*********************
سادت إضاءة خضراء باهتة في مخبأ "إدوارد نيجما" الضيق، أو كما يُدعي بـ"ريدلر"، وعلى الجدران انتشرت الشاشات المسطحة وأجهزة اللاسلكي والتنصت المتصلة بالكاميرات، بينما استمرت الأخبار في الظهور على الشاشة الوسطى..
" كانت معكم "فيكي فيل" في نشرة أخبار التاسعة، أتمني لكم كـ... "
سكتت الشاشة بعدما فجرتها طلقة صائبة، خرجت من فوهة مسدس الچوكر الذي صاح:
" ها ها ها ها ها... يالهم من أغبياء! "
حاول "ريدلر" الهروب من القبضة المُحكمة لرجال الچوكر الذين أمسكوا به، وأرغماه على الركوع أرضا أمام الچوكر...نظر "ريدلر" باشمئزاز لأقنعتهم السخيفة التي ارتسمت عليها وجوه لمهرجين بائسين، ثم عاد بنظره إلى زعيمهم الچوكر الذي وقف أمامه مرتكنًا على أحد جدران المخبأ ممسكًا بمسدسه العجيب في خمول..
" يعجبني شجاعتك يا نيجما..إنك شجاع حقًا...لقد أخبرني رجالي أن "كرين" قد هرب اليوم من "جوثام" إلى "ستار سيتي"، يبدو أن خيال المآتة هذا لا يهاب "باتمان" فقط كما يُقال...للأسف، اتضح وجود عقل تحت قبعة القش تلك..."
أجابه "ريدلر" مرتعشًا :
" لا أحد طبيعي يقرر أن يحيا في جوثام.."
ضحك الچوكر ساخرًا، ثم غمز له بعينه قائلًا:
ثم نظر الچوكر إلى معصمه ساخرًا:
" ويبدو أنه...الآن"
صاح "ريدلر" : " توقف..قبل أن تقتلني، أجب على هذا اللغز أولًا...أنا بلا حياة، ولكني يمكن أن أ.."
أطلق الچوكر الرصاص على رأس ريدلر، فتفجرت منها الدماء التي أغرقت قبعته الخضراء.. نفث الچوكر الدخان من فوهة المسدس، وقال بهدوء:
- " اصمت...لا مزيد من ألغازك السخيفة..."
*********************

أنت تقرأ
لعنة الكيان الرمادي
Fanfictionالجزء الأول من سلسلة روايات الأرض 66 كتابات فان فيكشن عن عالم دي سي وباتمان في أرض موازية مسميها الأرض 66، بحاول فيها اتخيل احداث جديدة او قديمة بشكل مختلف، واصيغها كلها ف إطار عالم متكامل مليان بعدد كبير من الشخصيات بدأتها في 2017 بالجزء الأول "لع...