الفصل السادس: الوطـــواط

9 0 0
                                    


وصلت طائرة باتمان بسرعة خارقة إلى قسم الشرطة، فوجده قد صار كتلة متفحمة، وبالرغم مما رآه طوال حياته من مآسي وأهوال، إلا انه لم يتمكن من إمساك غضبه لرؤية كل تلك الجثث الدامية..

قفز باتمان من فتحة الطائرة، وانبسطت عبائته السوداء صانعة ً جناحين هائلين، حلـّق بهما للأسفل نحو سقف القسم، حيث رأي الچ‍وكر منتظرًا إياه بكل برود..

حط ّ جسد باتمان بقوة على السقف، ناثرًا حوله الغبار، بينما صفق الچ‍وكر بيديه صقفة بطيئة ساخرة..

" برافو باتمان، جئت متأخرًا..ولكن أن تأتي متأخرًا، خيرًا من هروبك"

نظر إليه باتمان بمقت، وصاح فيه بغضب بالغ:

" تبًا لك وللعبتك اللعينة...لقد تماديت هذه المرة يا چ‍وكر! "

" باتسي باتسي...جميل أنك مدرك أننا جميعًا في لعبة...وللاسف يجب إنهائها الآن..."

واشار بيده، فارتمي "جوردن" بعيدًا، ليرتطم رأسه بالجدار ويفقد الوعي...

التفت باتمان نحو "جوردن"، ثم قال للچ‍وكر غاضبًا:

" أين ذهب (ريد روبن)؟ ماذا فعلت به يا چ‍وكر ؟! "

ضحك الچ‍وكر ضحكة ساخرة اقرب إلى البكاء، ثم اجابه:

" اها...ذلك الفتي...هاهو...(ريد روبن)، اظنه قد صار أحمر اللون بالفعل! "

توهج خاتم الچ‍وكر، ثم انبثق من العدم تابوتًا رماديًا، انفتح ببطء ليظهر بداخله "ريد روبن" راقدًا في سلام بينما غطته الجروح الدامية...

هرع باتمان ناحية التابوت، غير مصدق لما تراه عيناه، محاولًا إنعاش جثة "تيم دريك"..

" هاهوروبن آخر يموت بسببي يا باتمان...لقد صار عدّ جثثهم صعبًا بالنسبة لي"

ضغط باتمان بيده السليمة على جانب التابوت بأسي، بينما انحنت رأسه حزنًا لثوان، قام بعدها وقد تكورت قبضته، وانقض مسرعًا على الچ‍وكر..

انبعثت هالة رمادية من خاتم الچ‍وكر دفعت باتمان بعيدًا...ارتمي باتمان، ولكنه قام مرة أخرى مستعملًا ذراعه السليمة في رمي الچ‍وكر ببعض الشفرات الحادة، لكنها تهاوت جميعها قبل ان تصل للچ‍وكر، وكأن جدارًا خفيًا استقبل كل تلك المقذوفات..

" لا تحاول يا عزيزي...تلك المرة أنا اقوي منك بأضعاف قدرتك على التخيل.."

ثم اقترب بخاتمه نحو وجهه مكملًا:

" هذا الخاتم الغريب...لم أر مثله من قبل، ولكنه يشبه خاتم صديقك الاخضر هذا..."

سبح الچ‍وكر نحو باتمان ببطء، ثم تمتم:

" وداعًا عزيزي الوطواط..."

انطلقت دفقة من الأشعه الرمادية نحو باتمان، ولكن بدلًا من قتله، احاطت به وارتفعت به قليلًا عن الأرض...

نظر الچ‍وكر في دهشة، ثم اردف:

" مستحيل...ما معني هذا؟ "

تناهي إلى سمعهما صوت لجسم يطير بسرعة فائقة ناحيتهم...نظروا بعيدًا نحوه، فظهر خاتم آخر رمادي اللون وقد اندفع ناحية باتمان، ثم توقف للحظات أمام وجهه، بعدها بدأ في الدوران حوله بهدوء...

نظر كلا من باتمان والچ‍وكر نحو ذلك الخاتم، بينما بدأت اطياف رمادية في التكون أمام باتمان..

تجسد أمامه "توماس وين" و" مارثا وين"... انهار باتمان على ركبتيه بمجرد رؤيتهما، بينما اقتربا منه في هدوء، وقد ارتسم الحنان على وجهيهما..

" ابننا الغالي...لقد افتقدناك كثيرًا.."

رفع باتمان يده المرتعشة ناحيتهما، فأمسك شبح "توماس وين" بيده...شعر باتمان بملمس كفه يلامس جلد قفازه الاسود...إنها حقيقة، وليست وهمًا !

اجابته "مارثا":

" نعم يا (بروس)...نحن هنا بالفعل يا عزيزي...تعال...أمسك بهذا الخاتم، وسنصطحبك في كل مكان، وفى كل وقت...لن نتركك أبدًا، ولن تحزن بسببنا بعد الآن "

ارتجف جسد باتمان، بينما بدأت دموعه في الانسكاب، ولكنه تراجع قليلًا محنيًا رأسه متمتمًا:

" كلا...هذه خدعه...انتم اموات...لا يمكن ذلك..لا يمكن"

" كلا يا (بروس).."

نظر باتمان خلفه ناحية مصدر الصوت الاخر، فوجد أمامه "تيم دريك" سائرًا نحوه وقد اكتسي باللون الرمادي كشبحي آل "واين"..

" هذه ليست خدعة...لهذا الخاتم قدرة على إعادتنا مرة أخرى..من فضلك يا (بروس)، لا اريد ان اظل ميتًا...يمكنك لم شملنا ثانية ً "

ارتبك باتمان مما يراه، وتنازعت الافكار في عقله، بينما ظل الچ‍وكر صامتًا يراقب ما يحدث بحماس بالغ..

احتضن "توماس" و"مارثا وين" جسد "تيم دريك" وسطهم، بينما طفا الخاتم الرمادي بينهم، واتجهوا ثلاثتهم بنظرهم ناحية باتمان، الذي استمر جسده في الارتعاش لدقائق، ثم بيده السليمة التي بدأ برفعها ناحية الخاتم...تردد لوهلة، ثم لمس الخاتم لمسة بسيطة...

تحرك الخاتم مسرعًا بمجرد لمسه، واحاط بإصبع باتمان، بينما توهج بشدة ونشر هالته الرمادية على جسد باتمان في لحظات كالبرق..

ارتفع صوت عظام ذراع باتمان المحطمة، وقد شُفيت والتحمت كأن شيئأ لم يكن، بينما صارت بذلة باتمان السوداء كتلة من الرمادي الباهت، وانطفأ الوميض الابيض لعيون باتمان، واستحالت خواءً رماديًا...

نظر الچ‍وكر ناحية باتمان، وهتف في انتصار :

" اهلًا بك يا عزيزي الوطواط! "

*********************

لعنة الكيان الرماديحيث تعيش القصص. اكتشف الآن