لعنة الكيان الرمادي

الفصل الثالث عشر: إلى الفضاء

منذ أن ارتدي ذلك الخاتم الرمادي، استحوذ على "باتمان" إحساس غريب..

تأمل الخاتم بتركيز بالغ، ناظرًا نحو رمزه المرتسم عليه، ثم توهجه الهادئ الذي يزداد بزيادة حزنه أوغضبه..

لقد سبق له وأن خاض بعض التجارب مع الخواتم الأخرى...

اعطاه "هال" خاتمه الاخضر ليرتديه للحظات، تمكن فيها من استعمال قوة إرادته الداخلية ليري أمامه تكوينات لوالديه باللون الأخضر الزمردي.. لكنه أعاده لـ"هال" في حينها، لم يرد لنفسه أن يقع تحت طائلة الأوهام...لا مزيد من الخداع...

ثم جاءت فرصة خاطفة لإرتداء خاتم "سينسترو" الأصفر، وسمح لنفسه بتحرير قدرته على توليد الخوف والرعب بشكل هائل، ولكنه منع نفسه من الوقوع في فخ الانضمام لفرقة "سينسترو" الشنيعة، ونزع الخاتم فورًا...

ثم ذاق طعم الحياة وأصلها بإرتدائه الخاتم الأبيض للحظات قصيرة، لحظات تركت بداخله صفاءً روحيًا كان له بالغ الأثر...

وها هو بإصبعه الخاتم الرمادي، انهارت بسببه كل الحواجز التي قمع بها حزنه الدفين، انتزع الخاتم ما بداخله وتركه خاويًا، لا يشغله سوي أحزانه السابقة...

نظر بهدوء ناحية والديه المنبعثين من الخاتم الرمادي، واطمأن لوجودهم بجانبه مثلما أراد دائمًا...

قطع الچ‍وكر استرسال افكاره صائحًا:

" باتسي! نريد المزيد..المزيد...خاتمي يتوهج ناحية السماء، هناك مزيد من الحزن ينتظر مجيئنا إليه..."

نهض "باتمان" من مجلسه، وتحفز "فريز"، بينما صفق الچ‍وكر بيديه صائحًا:

"محطتنا التالية يا رفاق...إلي الفضاء..إلي برج مراقبة فرقة العدالة! "

*********************

في تلك اللحظة ببرج المراقبة، استمر المريخي "جون جونز" في مراجعة أنباء الاحداث السابقة، محاولًا الوصول لطريقة يتمكنوا بها من تجاوز ذلك الخطر، بينما لم يتوقف عن تجربة التخاطر عقليًا بـ"باتمان" أو سائر الرماديين، ولكن باءت محاولاته كلها بالفشل...للخاتم قدرة على عزل العقول تمامًا وحمايتها من قدراته...الخاتم له السيطرة الكلية على عقل حامله...

توترت أجهزة استشعار برج المراقبة، فتأهب "جون جونز" محذرًا جميع اعضاء فرقة العدالة المتواجدين بالبرج..

لم يظهر على شاشات المراقبة أمامه ما يوحي بالخطر، ولكن انفجارًا مفاجئًا حطـّم جزءًا من القاعة الرئيسية، فتوجهوا جميعًا ناحية مصدر الانفجار...

انقشع الدخان عن الثلاثي الرمادي، "باتمان" والچ‍وكر و"فريز"، وسرعان ما انبعث من خواتمهم الرمادية اطياف انتشرت بالمكان، بينما صاح "فلاش":