الفصل الحادي عشر: اجتماع العائلة

9 1 0
                                    


استند "ريد هود" إلى الحائط بينما دلف برفقة "كاتوومان" و"روبن" إلى كهف الوطواط...التفتت ناحيتهم "اوراكل" اثناء جلوسها أمام الحواسب الآلية المتناثرة حولها، بينما هرع " ألفريد" إليهم لمساعدة "ريد هود"..

ارتمي "ريد هود" على احد المقاعد الجلدية، بينما خلع قناعه الاحمر وألقاه بجانبه في يأس..

سألتهم "باربرا" تاركة ً الشاشات قليلًا :

" هل حدث ما رأيناه بالفعل؟! هل قام (بروس) بكل ذلك؟! "

اومأت "كاتوومان" بحزن...صاح "روبن" :

" لا يهم...لقد حدث ما حدث، وانتهي الامر...تمكننا من إعادة المرضي لغرفهم، وجاري إرسال مزيد من رجال الامن لإعادة تأمين المصحة.."

ثم اتجه نحو أحد الادراج المغلقة، ليخرج منها بعض الادوات الطبية لتضميد جراحه...

تمتم "ريد هود" :

" كيف ستنتهي تلك الأزمة؟ بهذا الاتحاد الملعون، ستسقط جوثام تمامًا! "

قاطعه صوت قائلًا:

" جوثام لن تقع، حتى وإن غاب عنها باتمان! "

التف الجميع نحو مصدر الصوت، الذي كان "ديك جريسون" مرتديًا زيّ "نايتوينج" الاسود، وعلى صدره شعار النسر المحلق ذو اللون الازرق..

ابتسم " ألفريد" قائلًا:

" سيد (جريسون)، أهلًا بمجيئك! "

استقبله الجميع، وخلال دقائق، استفسر "نايتوينج" منهم عما حدث بالايام السابقة..

احني "نايتوينج" رأسه بقلق، محاولًا التفكير، بينما صاحت "اوراكل" فجأة:

" انظروا لما وجدته! "

ضغطت "اوراكل" زرًا، فظهرت على الشاشة خريطة لمدينة جوثام، ثم اقتربت تفاصيلها حتى اظهرت شارعًا بعينه...شارع الجريمة، حيث قــُتل "توماس" و"مارثا وين"...

مع ضغطة أخرى، تحولت الخريطة لصورة حية لذلك الشارع، وكأن خطأ قد اصاب الكاميرا، فأحال ألوان الصورة إلى درجات الرمادي فقط...

سألها "نايتوينج":

" اهناك عطل ما بالكاميرا؟ اين ذهبت الألوان يا (باربرا)؟ "

نظرت له "اوراكل" بقلق، ثم ضغطت زرًا آخر، فاتسع مجال رؤية الكاميرا...

شهق الجميع، بينما نقلت لهم الكاميرا حقيقة ما يحدث...انعدمت الالوان من ذلك الشارع فقط، بينما اكتسي باللون الرمادي الذي اخذ في الامتداد لبعض جوانب الشوارع المحيطة ومبانيها، صانعًا رمز وطواط ضخم، يمكن رؤيته فقط من اعلى المواضع...

تمتم "روبن" في دهشة:

" انها علامة الوطواط! ولكنها على الأرض بدلًا من السماء..."

رد "نايتوينج" في حزم:

" إذن فقد حان اوان تلبية نداء الوطواط..."

*********************

انتقل "نايتوينج" برفقة "ريد هود"، "روبن" و"كاتوومان" إلى شارع الجريمة، الذي تحول فعلًا إلى عالم كامل من اللون الرمادي..اخذوا في التلفت حولهم في قلق، بينما ساد السكون بشكل غريب في ارجاء المكان..

اجتاحتهم برودة مفاجئة، بينما أتاهم "باتمان" سابحًا في الهواء وقد احاط به سرب من الخفافيش الرمادية المتوهجة...

تحفز الجميع بينما هبط "باتمان" على الأرض برفق، واستكان في وقفته لدقيقة اكتفي فيها بالنظر إليهم بصمت...

قطع "نايتوينج" السكون قائلًا بهدوء:

" اهلًا، (بروس).."

ظل "باتمان" صامتًا، ثم اجاب ببرود:

" لقد جئتم بسرعة...هذا جيد..اردت إخباركم بشئ ما بعيدًا عن الچ‍وكر"

صاح "روبن" بفرح:

" إنها خدعة ؟! ستخدع الچ‍وكر وتهزمه في النهاية كالعادة؟ "

صدمه "باتمان" برد جاف :

" كلا..."

سأله "روبن" مسرعًا:

" إذن لماذا تريدنا هنا؟ "

رد "باتمان" بهدوء :

" هنا قــُتل والديّ..هنا انتهت صلتي بـ(بروس وين)، ووُلد (باتمان)...هذا موضع حزني الأكبر، الذي دفنته بداخلي، تاركًا إياه كمصدر طاقتي كل تلك السنوات.."

توقف "باتمان" وتوهجت هالته الرمادية بينما استكمل حديثه:

" والآن..ستنتهي هنا صلتكم بـ(باتمان)...ابتعدوا عن طريقى، وإلا سيكون الموت مصير من يحاول منكم إيقافي! "

صاح "نايتوينج" غاضبًا :

"كلاااا! "

وقفز بسرعة ناحية "باتمان" محاولًا لكمه، فسارع "باتمان" بإمساك "نايتوينج" من رقبته، بينما ارتفع به في الهواء...توهج كلاهما باللون الرمادي، وصار "نايتوينج" مكبلًا بقيود رمادية باهته...

نظر "باتمان" نحوه، واقترب منه بوجهه قائلًا:

" دعك منهم...انت ايضًا يا (ديك) فقدت والديك..أتتذكر؟ لذلك احضرتك عندي وجعلتك مساعدي الأول...انت اقربهم شبهًا بي...استشعر بداخلك حزنًا مكبوتًا مثلما فعلت...واجه حزنك يا فتي، اندمج معه واجعله شعارًا لك.."

ثم وضع "باتمان" كفه المنبسطة على شعار "نايتوينج" الذي بمجرد تلامس الخاتم معه، بدأ لونه في التبدل من الازرق إلى الرمادي...

صرخ البقية بمجرد رؤيتهم لما يحدث، بينما تعالي صوت أنين "نايتوينج" إثر تحوله...ارتسمت ابتسامة شاحبة على فم "باتمان"، عندما انبثق خاتم رمادي من العدم آتيًا ناحية كف "نايتوينج"...

التحم الخاتم بإصبع "نايتوينج"، وانتهي تحوله بالكامل للهيئة الرمادية، بينما ازداد توهجهما باللون الرمادي...

نظر "باتمان" نظرة أخيرة للشارع، ثم تولدت حوله اسراب الخفافيش الرمادية لتحمله برفقة "نايتوينج" بعيدًا عن ذلك المكان، وسط دهشة " روبن" وحسرة "كاتوومان" وغضب "ريد هود" الشديد...

*********************

لعنة الكيان الرماديحيث تعيش القصص. اكتشف الآن