نظر "باتمان" في هدوء لـ"جوثام"، من موضعه أعلى أحد مباني المدينة، بينما بجواره ارتكن الچوكر على الجدار، عابثًا بخاتمه الرمادي وناظرًا له بإنبهار بالغ..
" ما كل هذه القوة؟ لم اعهد ذلك من قبل! "
لم يجيبه "باتمان"، واستمر في تأمل المشهد أمامه..المدينة الغارقة في الظلام، حيث بكل ركن كارثة، وفى كل زقاق مستتر تحدث الآن جريمة سرقة أو اغتصاب، تزيد من كآبة الحياة في تلك المدينة الغريبة..
همس "باتمان" بنبرة باردة:
" جوثام تطفو فوق بحر من الأحزان... خاتمي يستشعر الآف والآف من صرخات العذاب المختنقة بداخل الصدور، اشعر الآن بكل دمعة تسيل من عيون الضحايا، وكل أنين ارتجف له جسد صاحبه.."
ثم التف "باتمان" ناحية الچوكر قائلًا:
" لدينا عمل لن ينتهي...الخاتم يريد المزيد! "
ابتعد الچوكر عن الجدار، بينما توهج جسده بهالة رمادية سابحًا قليلًا في الهواء.. فعل "باتمان" مثله، ثم هبطا سويًا بإتجاه شوارع "جوثام"..
*********************
سبح "باتمان" والچوكر عبر مباني وشوارع "جوثام"، بينما احاطت بكليهما غمامة رمادية تخفيهم عن عيون المارة...
"اتعلم؟ لقد قتلت هؤلاء الاغبياء لأجعلك ملكًا لي..بلا تعطيل يتسبب به أي منهم، وها قد افلحت خطتي اكثر مما تصورت! لقد صرنا رفاقًا...
تخيل يا (بروس)..تخيل مدي القوة التي سنمتلكها كلما ازداد عددنا! تخيل كم الأشخاص الذين سيضمهم الخاتم لنا...تخيل الجميع معنا...حتي (داركسايد) مثلًا... ياللهول! هذا الضخم اللعين سيجعلنا لن نُـقهر بالفعل! "
اكتفي "باتمان" بالصمت، بينما توهج خاتمه قليلًا، نظر ناحيته ثم قال:
" الخاتم يستشعر حزنًا هائلًا...إنه على قرب من هنا "
انحرفا سويًا نحو إحدى الطرق المؤدية للجانب المهجور من المدينة...تباطئت سرعتهما حتى وصلا إلى مبنى قديم متهالك، على بوابته وُضعت لوحة معدنية تشير إلى مصنع لتعليب المأكولات المجمدة..
اشار الچوكر ناحية المدخل قائلًا:
" دع لي هذ الامر.."
انبعث من خاتمه طيف لـ"هارلي كوين"..اقتربت في حذر ناحية البوابة، ثم اخرجت من شعرها دبوسًا صغيرًا، أمسكت به محاولة فتح اقفال البوابة...عجز الطيف عن فتح القفل، فألقت بالدبوس في غضب، ثم قامت بركل البوابة بقوة، فانخلعت البوابة مفسحة المجال للدخول،نظر طيف "هارلي" نحو الچوكر ملوحًا بعلامة النصر، ثم اختفي عائدًا للخاتم، بينما قال الچوكر:
" أسهل من سرقة لعبة من أيدي طفل.."
تقدم الچوكر ناحية المبنى، بينما تبعه "باتمان" ببطء..امتدت يد الچوكر ناحية مقبض باب المبنى الداخلي، بينما همس:
" اووووو...المكان بارد...اشعر اننا قد وجدنا صيدًا هائلًا! "
فتح الباب، فاندفعت عبره دفقة من الجليد، سارع "باتمان" بحجبها عنهم بغطاء رمادي التف حولهما بسرعة..استمرت الدفقة لثوان، عجزت فيها عن اختراق الغطاء، فتوقفت فجأة مثلما ظهرت..
اقترب نحوهما مصدر تلك الدفقة المتجمدة، بينما امتدت يدا الچوكر قائلًا:
" اهاا...سعدت برؤيتك مجددًا، عزيزي (فريز)! "
*********************
عبر بذلته المعدنية الباردة، نظر "مستر فريز" إلى الچوكر بغضب...
"ماذا أتى بك إلى هنا أيها المهرج؟ أتريد قتلي كالآخرين؟ "
" وكيف سمحت بوجود الوطواط؟ لماذا لا تتركني وشأني قليلًا؟ "
اجابه الچوكر:
" لا تكن باردًا هكذا...ها ها ها... لا تقلق، الوطواط صار حليفي الآن، وأنا لا اريد قتلك "
رد "فريز":
" بجانب الجنون، لقد صرت كاذبًا سيئًا يا چوكر! "
هز الچوكر رأسه نافيًا..
" تؤ تؤ تؤ...كلا يا عزيزي...اليوم ليس أول ابريل...وأنا أتيت إليك حاملًا ما هو أفضل من الموت بكثييير...."
اقترب الچوكر قائلًا:
" احمل إليك قوة لا نهائية...القدرة على الانتقام لأحزانك السابقة...انظر..انظر لذلك الخاتم الرمادي! "
نظر "فريز" في شك لخاتم الچوكر، الذي اخذ في التوهج، بينما انبعث منه طيفًا اخذ يحادث "فريز"، الذي بدأت ملامحه تلين، وكأنه صار بالفعل واقعًا تحت سيطرة الخاتم...بعدها بدقائق، انكسر زجاج إحدى النوافذ، بينما اندفع عبرها خاتم رمادي عبر الهواء..
صفق الچوكر بيديه جذلًا، وقال:
" نعم! أهلًا بك معنا...أهلًا بك يا "فريز"
*********************
على مقربة من مخبأ "فريز"، وقفت "كاتوومان" فوق فروع إحدى الاشجار الكبرى، تنظر بقلق نحو المخبأ..
لقد رأت "باتمان" والچوكر بصدفة عجيبة، وقت وجودها فوق أسطح احد المنازل، وقد سبحا سويًا فوق غمامة رمادية..استطاعت بجهد بالغ ان تواكب سرعتهما إلى ان وصلا لذلك الموقع المهجور..
دام وجودهما بالداخل لدقائق طوال، استنفذت فيها كل صبرها، وما إن قررت ان تقتحم المكان لرؤية "بروس"، فوجئت ببوابة المصنع، وقد عبر منها خارجًا الچوكر و"فريز" وبجانبهما "باتمان" !
ابتسمت "سيلينا" وقد ادركت ان "باتمان" تمكن من الامساك بكليهما، ولكنها اندهشت من اتحاد الثلاثة بنفس الهيئة الرمادية، وكأنهم فريقًا واحدًا !
" ما هذا اللغز؟ لا يمكنني إستيعاب ما أراه "
قفزت "كاتوومان" إلى الأرض برشاقة، ثم ضغطت زر الاتصال في قناعها...
" باربرا! اريد ان اخبرك بشئ هام...لقد وجدت (بروس)! "
*********************

أنت تقرأ
لعنة الكيان الرمادي
Fanficالجزء الأول من سلسلة روايات الأرض 66 كتابات فان فيكشن عن عالم دي سي وباتمان في أرض موازية مسميها الأرض 66، بحاول فيها اتخيل احداث جديدة او قديمة بشكل مختلف، واصيغها كلها ف إطار عالم متكامل مليان بعدد كبير من الشخصيات بدأتها في 2017 بالجزء الأول "لع...